السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عايز أسأل: هل الإنسانة اللي تحب واحد وتكلمه من ورا أهلها وتقابله، إنسانة كويسة، وممكن تكون زوجة صالحة وأم عيالي، وتحافظ عليّ وعلى بيتي؟ مع العلم إن العلاقة محترمة جداً، وكلها حب واحترام وتشجيع إلى الأحسن، وأنا الإنسان الوحيد اللي هي كلمته في حياتها، وكل تفكيرنا إننا نكون لبعض ونكون أسعد زوجين.. البنت محترمة جداً وملتزمة بالدين، وشجعتني إني أكون كده، وأبطّل حاجات غلط كنت باعملها.
أنا مشكلتي إني بافكّر كتير في كلام والدتي: إن البنت اللي تكلّم ولد من ورا أهلها تبقى بنت مش محترمة.. هل الكلام ده صحيح؟ وبالذات مع مواصفات الإنسانة دي؟
r.g
أخي العزيز: إن كل إناء ينضح بما فيه؛ فلو كانت الفتاة محترمة، وعلى خلق، وذات تربية عالية، وكانت وسط مائة رجل، سوف تُجبر هؤلاء الرجال جميعاً على احترامها.. والعبرة بتصرفاتها، وبطريقة تعاملها؛ فأنت شاب، وبالتأكيد تستطيع التمييز جيداً بين الفتاة المحترمة، والفتاة غير المحترمة، وهذا من خلال الاختبارات التي يُجريها كل شاب للفتاة التي يريد الارتباط بها؛ كأن يحاول أن يمسك يدها، أو أن يتحدث معها في أشياء ليس من المفروض أن يتحدث معها فيها.. ومن هنا يستطيع الشاب أن يعرف ما إذا كانت الفتاة مثل السيف وسوف تقطع عليه الطريق، أم أنها ستتجاوب معه؟ وعندها يبتعد عنها، ويفقد ثقته فيها.
ولكن من خلال حديثك عن هذه الفتاة، يتّضح لي أنها فتاة على خُلق؛ وأن ما قامت به كان لمجرد الحب الذي ملك عليها جنبات حياتها؛ وإن كنت لا أوافقها أبداً على ما تفعل؛ فمهما بلغ حبها لأي إنسان؛ فعليها ألا تخرج معه دون علم أسرتها.. ولكن أين دورك أنت في المحافظة عليها؟ عليك أن تُحذّرها، وأن تتحدث معها صراحة، وألا تطلب رؤيتها ما دمت لم تتقدم بعدُ لخطبتها بشكل رسمي.
فهل تأثم الفتاة إن أخطأت ولا يأثم الشاب؟!! هذا مفهوم خاطئ؛ فأنت تُخطئ عندما تخرج معها، مثل خطئها بالضبط؛ فأنتما أمام الله سواء، وهذا ما عليك أن تبحث عنه، وأن تحافظ عليها، وفي الوقت نفسه تحافظ على نفسك بمحافظتك عليها، وأن تُلفت نظرها لمثل هذه الأمور؛ فقد تكون عديمة الخبرة، وقد ترى أنها تحافظ على نفسها حتى وإن خرجت معك.
ولكن عليك أنت أن تتحدث معها عن كل مخاوفك وعن كل ما يدور في ذهنك بشأن خروجها، وبشأن تصرفاتها معك، وأن تكون واضحاً معها، وتخبرها أن هذه الأشياء تثير الشكّ بداخلك.
وأسألك أن تتقي الله فيها، وأن تضعها مكان أختك؛ فما لا ترتضيه لأختك لا ترتضيه لها؛ فكلما حافظْت عليها وعلى عِرضها، حافظ الله على بنات أسرتك وعلى عِرضهم وعلى عِرضك أنت فيما بعد؛ المتمثل في زوجتك وابنتك في المستقبل. واعلم أنك كما تدين تدان.
فإن كنت ترى فيها مبتغاك؛ فأسرع وتقدم لخطبتها على الفور.. وهناك فترة الخطبة التي تستطيع من خلالها التعرّف أكثر وأكثر عليها، والتقرّب منها أكثر، ومن أسرتها، ومعرفة كل شيء عنها.