أولا أنا باشكر موقع بص وطل أوي على باب الفضفضة ده؛ لأنه باب حلو أوي.. أنا كان عندي مشكلة ممكن تشوفوا إنها صغيرة إلا أنها تتوقف عليها حياتي الجاية كلها.. أنا فتاة على أبواب الثامنة عشرة من عمري، لا أنكر حبي للحياة، ولكني دائما يملأني الحزن والميل للبكاء أحيانا، وعلى أبواب الجامعة أيضا، تقدم لخطبتي الكثير من العرسان، ولكن والدي كان يرفض بشدة؛ لأن كلا منهم فيه عيب أوحش من التاني. مؤخرا تقدم لخطبتي شاب يكبرني ب5 سنوات، من عائلة محترمة وهناك قبول مني ومنه، ولكن المشكلة أن كل من حولي يقولون لي إني لسة صغيرة وسأرى كثيرا في الكلية، لكني فتاة واقعية جدا أحب أن أكون دائما واضحة وصريحة.. أنا عمرى ما هاحب في الكلية، مجتمع التعارف اللي مسموح لأي حد يقول أي كلمة لأي بنت.. لكن أنا محتارة هو المفروض إن خطوبتي اتأجلت لظروف معينة خارجة عن إرادتنا، والزواج سيتم بعد سنتين، أعمل إيه؟ بجد محتارة خصوصا وأنا من عائلة محافظة جدا جدا وحالتها المادية جيدة جدا أي تنظر للتعليم على أنه شيء ثانوي وليس أساسيا؛ لأن والدي يخاف عليّ بشدة، أرجو الرد سريعا؛ لأن خطيبي لحد دلوقتي مستني مني موافقة نهائية على الخطوبة.. ميرسي جدا. محتارة أيتها الفتاة الواقعية الواضحة الصريحة محبة الحياة، لكِ الحق أن تحبي الحياة؛ لأنها أيضا تحبك، ولهذا فحياتك وادعة مسالمة طيبة، بين أبوين يحملان لك كل الحب، ونفسية صافية طيبة، ومستقبل مشرق بإذن الله، رغم أننا كنا نريد أن تكلمينا أكثر عن ذلك الشاب المتقدم لك لنحكم عليه، ولكننا نكتفي هنا بقبول والدك له، والذي يبدو أنه فعلا يختار لك "على الفرازة" -كما يقولون- مما يؤكد أنه "بيخاف عليك بشدة" كما ذكرتِ.. ولهذا رفض كثيرين؛ لأنه وجد بهم "عيوبا كثيرة".. وبناء عليه فسنأخذ بحكمه ونؤيد وجهة نظره في اختيار هذا الشاب حتى يتبين لك شيء آخر -لا قدر الله- وساعتها يمكن لك أن تتحدثي مع أسرتك فيه، ولكن الثابت الآن أنه شخص جيد ترتاحين له ويرتاح لك، وهذا هو المهم.. حولك الآن في محيط علاقاتك من تقول لك إنك "لسه صغيرة"، وإنك ممكن تحبي وتتحبي في الجامعة، وأن تصادفي شابا تعيشي معه قصة حب، وما إلى ذلك مما يملأ عقول وقلوب البنات.. ولهذا أحببت أن أردّ عليك تقديرا لحيرتك بين عقلك الكبير وبين ما يمليه عليك سنك من رغبة في الانطلاق والانفتاح في حياة جامعية لا تمارس قيودا على العلاقات.. فأقول لك: وما الذي منعك من الانطلاق والانفتاح، وأن تعيشي قصة الحب هذه مع حبيبك هذا في رضا الله والمجتمع والناس؟؟ لماذا تسعى البنات دائما إلى أن تغامرن بقلوبهن وتخترن لأنفسهن ما يسيء لهن من علاقات عائمة ليست مستندة إلى أي أساس، وتغامر الفتاة مع هذا الشخص: هل هو مناسب؟ هل هو جاد؟ هل ستتقبله أسرتها؟ هل سيحافظ عليها؟ وفوق كل ذلك: هل سيرحمها الناس من التحدث عنها ما دامت معه؟ أم ستضطر إلى المراوغة والكذب وغير ذلك مما يعكر صفو الحياة؟ وهي تظن أنها تسعى لتعيش هذه الحياة، فتضحي بها وهي في يدها.. أنت الآن في يدك الحياة.. وعلاقة جيدة يرضى عنها والدك والأسرة والله سبحانه، تعيشين فيها معززة مكرمة لا يدفعك شيء إلى أن تخفي شيئا عن والدتك أو أن تحتالي على والدك.. علاقة يسطع فيها النور، ويباركها الجميع.. فكيف تضحين بحياتك وهي في يدك؟؟ وبرغم كل هذا فأنا أنصحك ألا تهملي تعليمك وألا تضحي به؛ فهو أيضا مقوم مهم من مقومات الشخصية، فما المانع أن تكملي دراستك بعد زواجك، وأن يكون هذا شرطا عادلا من أسرتك على هذا الخطيب المنتظر، فتنالي جميع الخيرات، وتحافظي على نفسك، وتبني مستقبل أسرتك الجديدة على نور وإلى نور بإذن الله، مع خالص دعائي لك بالسعادة..