أنا عايزة أستفسر عن حاجة يمكن هي حاجة غريبة شوية هي مش مشكلة بس موضوع عايزة نتناقش فيه كلنا: ليه لما الواحد ييجي يرتبط رسمي مش بيفكر في اللي بيحبه لا ده ممكن يروح يتجوز واحدة مش يعرفها ويسيب حبيبته؟ على فكرة أنا بنت مش ولد يعني كان فيه جملة زمان قريتها على لسان شاب بيقول: أحبك آه أتجوزك لا.. على العلم إن اللي بيحبها دي بتبقى إنسانة محترمة جدا ومتدينة وبتقى كمان محافظة عليه في غيابه أكتر من وجوده بس لما ييجي يفكر يتجوز يقول لها معلش علشان إحنا ما ننفعش لبعض، بجد حاجة غريبة جدا الواحد إزاي بعد كل ده يآمن إنه يحب تاني ما هو بعد ما يحب حبيبه هيقول له لا ما ينفعش نتجوز؟ أنا شفت الموضوع ده كتير ممكن ما يكونش مباشر بس في الآخر النتيجة واحدة أنا مثلا حبيت إنسان لدرجة إني ما كنتش باسلم على رجالة علشان إيدي ما تلمسش حد غريب وكنت باقول لازم أحافظ على نفسي علشان لما ربنا يجمعنا مع بعض ما أكونش لمست حد ولا حتى بالسلام بالإيد وهو كان عارف أد إيه أنا كنت مخلصة له لدرجة إن لو أي حد كلمني كنت باقول له علشان ما أخبيش عليه حاجة وفي الآخر قال لي إحنا ما ننفعش لبعض وأنا بافكر أخطب بنت خالي شفتم بقى المقولة اللي قُلتها صح ولا غلط.. اللي هي أحبك آه أتجوزك لا.. مع العلم إني كنت اللي حاسة معاه إنه كان بيحبني.. ليه كل ده؟ ليه ما بقاش فيه أمان في أي حاجة في الدنيا حتى في الحب؟ ليه كل واحد بيحب حد وظروفه تسمح إنهم يتجوزوا ليه بيروح يبص بره؟ ممكن تقولوا علشان هو ممكن يقول إنك ما دمت وافقتي إنك تحبيه ممكن توافقي على حد تاني طيب ما هو إيه ضمّنه إن اللي هيختارها ويتجوزها ما تكونش حبت قبله وده الطبيعي الحب حاجة مش بإيدينا ما هو إحنا لازم نحب علشان نقدر نعيش مش عارفة أقول إيه ولا إيه.. s&m
إن الوقوع في الخطأ جزء أساسي من شخصية الإنسان فمن منا يحب أن يخطئ؟ ورغم ذلك كلنا نخطئ، ولكن بعضنا يعترف بأنه أخطأ ويحاول الاستفادة من خطئه حتى لا يكرره، والبعض الآخر يلقي بخطئه على أي شيء خارجه حتى لا يلوم نفسه، وبالتالي لا يتعلم ويظل يكرر أخطاءه ربما إلى ما لا نهاية.
من واجبي عليكِ أن أحاول تبصرتك بما لم ترَيه والأخطر أنك لم تحاولي حتى رؤيته. صديقتي لا يوجد من يتعرض لأي تجربة أو حادثة أو نجاح أو شيء ما إلا ويكون له دخل فيه بشكل أو بآخر، بالطبع كل مقدر عند الله عز وجل لكنه تعالى أيضا يسبب الأسباب ويعطي ويمنع وفقا لعمل الإنسان.
وأنت في تجربتك هذه وقعت بالفعل في خطأ كبير ألا وهو اعتبار أن للحب حقوقا ويفرض واجبات، ويكفي أنه يقول إنه يحبك وأنت تشعرين بمشاعر له في قلبك فيكون إذن كل منكما للآخر بلا تردد وبلا اعتبار لتصرفات القدر.
فأنت بدلا من أن تصوني نفسك لزوجك الذي في علم الغيب وتنفيذا لتعاليم الله عز وجل ورعاية للأمانة التي حملّها الله تعالى لك، كانت نيتك أن تحافظي على نفسك لإنسان هو غريب عنك بكل المقاييس، لكن واضح أنك لم تعتبريه هكذا، وصرت تحكين له أحداث يومك ولا أدري لأي مدى وصلت العلاقة بينكما باعتبار أنك بذلك تصونيه في غيابه وحضوره.
بأي حق تحكين له أي شيء، بأي حق تكونين كتابا مفتوحا أمامه. هل تحدّث هو إلى أسرتك بأي شيء؟ لا أعتقد وإلا كنت ذكرتِه بلسانك. هل قال لك في أي وقت من الأوقات عن خطته المستقبلية لما بينكما ومتى سيأتي لمنزلكم؟ لا أعتقد أيضا.
صديقتي..
واضح أنه لم يعدك بشيء وكل ما فعله هو قضاء وقت ظريف معكِ وبرضاكِ وبتقصير منك في حقك الذي كان يجب أن تتمسكي به وبشدة وهو أن يصونك مثلما تصونينه وأن يدخل البيوت من أبوابها كما أمرنا الله تعالى.
لكنك فرطت في هذا الحق البسيط جدا فما كان منه إلا وأن فرط فيكِ هو أيضا، أما عن سؤالك أن من خطبها تكون أحبت أيضا فمن الجائز فعلا أنها تكون شعرت بمشاعر تجاه أي شخص في أي مرحلة عمرية، لكن من قال لك إنها تطورت في هذه العلاقة لأن تحكي وتتحاكى وتحرّم نفسها لمجرد إرضاء هذا الشخص، ومن قال لك إنها لم تقاوم هذه المشاعر إلى أن يأذن الله تعالى لها بأن تخرج في الحلال وعلى سنة الله ورسوله.
إن الحب حق نعم لكن له ضوابط، وأيضا ليس بأيدينا؛ لأن الله تعالى يقلّب القلوب كيف يشاء هذا أيضا صحيح، لكننا أُمرنا أن نتحكم في تصرفاتنا وهو عز وجل يعرف أننا نستطيع، وإلا ما كلفنا بهذا، فكان الأولي بك أن تكتفي بالمشاعر بداخلك وعلى قدر المقاومة يكون الأجر، وعلى قدر مراعاتك لأوامر الله عز وجل يكون الثواب.
عذرا لقسوتي عليكِ لكني أرى اختلاط المفاهيم في رأسك الصغير وأرى أيضا رغبتك في الالتزام وأرغب أن تتعلمي من هذه التجربة وألا تعطي من لا يستحق، كما أنها ليست بحال نهاية الكون، وأن تتأكدي أنك إذا اقتربت أكثر من الله عز وجل أنه تعالى سيعوّضك خيرا عن هذا الإنسان بإنسان يصونك بالفعل ويحترمك ويقدر قيمتك ويكون بهذا له حقوق عليكِ لابد أن تراعيها وتحترميها مراعاة لله عز وجل.. وربنا يوفقك.