أولاً أنا باشكر الموقع جداً.. أنا عايزة أفضفض؛ بس مش عارفة أبتدي منين، ولا أقول إيه بالضبط، حاسة إني مخنوقة وتعبانة، بس لازم أفضفض. أنا متجوزة من حوالي 5 سنين، جوزي مدرس مساعد في معهد حكومي، ظروفنا على قدها لأنه في بدايه الجواز كان ليه ديون وقروض لسه بتتسدد حتى الآن، رُزقنا بطفل في بداية الجواز، وننتظر طفلاً آخر بإذن الله، وربنا عالم بالحال.. رُزقنا بمنحة دكتوراه، لكن بدخل محدود؛ بمعنى إننا عدت سنة ولم نستطع حفظ أي شيء للزمن ومصاريف الأولاد. أنا وعائلتي الحمد لله وقفنا جنبه كتير، وخلصت كل اللي كنت محوّشاه للزمن علشان ماشوفش في عينه إنه متضايق؛ وأهله لا حياة لمن تنادي!! المشكلة بقى إن جوزي سافر قبلي بشهرين، وحمايا اتصل بي كذا مرة عايز فلوس علشان مزنوق! بدل ما يقول لي إنتِ عايزة حاجة!! وكمان بعد ما سافرت، كل شوية يبعت وعايز فلوس، من غير ما يعرف إحنا ظروفنا في الغربة إيه، ولا مرتاحين ولا مزنوقين؛ كل ده علشان طلع معاش والمعاش مش مكفّيه هو ومراته وأولاده التلاتة؛ برغم إنه أخد المبلغ طبعاً بتاع المعاش حطّه في البنك؛ لكن مايصرفش منه وإحنا اللي نصرف.. والله أكتر من نص المرتب رايح إيجار لأن السكن غالي في المنطقة اللي إحنا ساكنين فيها.. وجوزي بيقول لي نلمّ إيدينا في المصاريف شوية علشان نرجع بقرش، وفي نفس الوقت عايز يلبّي لهم طلباتهم. ولما كنت في مصر، ولا كان بيتّصل بيّ يتطمّن عليّ، أنا اللي كنت باتصل بيهم، وحماتي كانت محرجة منه جداً، وتقول لي كنا لسه هنجيب كارت ونكلّمك لأنهم في محافظة أخرى، ولما رحت أسلّم عليهم قبل ما أسافر، ماكانش عايز يوصّلني لمحطة القطار بتاكسي. أنا باقنع نفسي إنهم أهله وإخواته؛ بس أنا مش قادرة أغفر ليهم الحاجات اللي عملوها معايا، ومش قادرة أقنع نفسي إني ألمّ إيدي علشان هم يجيبوا اللي هم عايزينه. أنا كنت بحبهم خالص في أول جوازي؛ لكن بعد كل ده أنا حتى مش بحب أكلّمهم في التليفون.. حسيت إن جوايا حاجة انكسرت من ناحيتهم، مش عارفة أعترض وأقول لجوزي يجيب لهم هدايا بسيطة؛ لأنهم عايشين أحسن مننا بكتير، ولا أنا غلطانة ولازم يجيب لهم ما هم أهله برضه؟ sammer الصديقة العزيزة.. أستطيع أن أستشعر من رسالتك كمْ أن معدنك طيّب وأنك شخصية محترمة وعلى خُلُق.. كما أستطيع أن أتفهّم جيداً الحيرة التي تعانينها؛ ولكن دعيني أوضّح لك بعض الأمور التي أعرف أنك تعيها جيداً؛ ولكنك بحاجة إلى من يؤكدها لك. صديقتي العزيزة، إن رضا الوالدين هو واجب ديني حثّنا الله عليه ونبهنا من مخاطر عقوقهما أو غضبهما؛ بل جعل العمل على طاعتهما وإرضاءهما من أعظم الأعمال التي يُثاب عليها الإنسان؛ لذا فعليك أن تُعاوني زوجك على أن ينال هذا الثواب العظيم، كمعاونتك له على كسب الرزق في الغربة.. وكوني على يقين أن العمل على كسب ثواب رضا الوالدين، لا يقلّ أهمية أبداً عن ثواب العمل من أجل كسب الرزق. فلا تكوني أبداً عقبة في طريق زوجك تمنعينه من هذا الأجر العظيم عند الله، الذي من المؤكد أنه سيعود على حياتكما بكل الخير والرزق؛ بل شجّعيه على ذلك، واجعلي نيّتك إرضاء الله وإرضاء زوجك، ولا تحرمي نفسك من نيل الأجر العظيم، واعلمي أن ما ستفعلينه الآن سيُرَدّ لك في أبنائك فيما بعد. أما بخصوص شعورك بالاستياء من بعض تصرفات حماكِ؛ فكلها مشكلات بسيطة، يمكنك أن تتغاضي عنها وتتناسيها من أجل زوجك. ولا تنسي أن تجعلي نيّتك في كل ما تفعلين هي إرضاء الله وكسب الثواب، وصدّقيني لن تندمي أبداً، وستجدين مردود ما تفعلين على حياتك وأولادك وزوجك ورزقك. وأتمنى من الله أن يوفّقكما إلى ما يحبه ويرضاه.