أنا متجوزة بقالي 6سنوات، طبعاً متجوزاه عن حب، وبعد سنة جبت ابننا. مشكلتي إن جوزي -وإحنا مخطوبين- كان متحمس للشغل وبيشتغل؛ فأعجبني كفاحه، قلت ده راجل مكافح، وبعد الجواز حماسه ده ضاع، هو بيشتغل الآن في الحكومة الفترة الليلية؛ بس إنتم عارفين مرتب الحكومة مش قد كده، وفي إمكانياته إنه يشتغل فترة الصبح؛ بس اكتشفت إنه كسول جداً رغم إني باشجّعه وأكلّمه بالسياسة ما فيش فايدة. المشكلة التانية إن أنا رومانسية جداً واتجوّزته على أساس هو رومانسي، وكان بيكلمني فترة الخطوبة بحب ورمانسية، وبعد الجواز اكتشفت العكس؛ لكن معظم الوقت بيقضيه على الكمبيوتر يعني طول فترة النهار اللي قاعد معانا فيها ما وراهوش حاجة غير النت والموبايلات، ييجي من الشغل بالليل يا دوبك يغيّر ويقوم قاعد على الكميوتر وماسك الموبايل في نفس الوقت. بقالي 6 سنين على الموال ده وغير كده آجي أكلّمه في موضوع يستهتر بكلامي وعلى طول يحسسني إني مش بافهم؛ رغم إني متعلمة ولما باخرج عند حد من أقاربي زي عماتي مثلاً وخيلاني وخالاتي آجي أتكلم معاهم يعجبهم كلامي ويقولوا ما شاء الله على تفكيري وعقلي؛ لكن معاه هو باحس إن أنا ولا حاجة مع إني باغيّر من نفسي، وشكلي حلو وأنا طبيعتي أمورة وطيبة على كلام الناس، وهو لسه بدأ يصلي من فترة قريبة بعد ما دعيت ربنا وصبرت كثير. نفسي يقعد مع ابنه اللي في سنة أولى ويخرّجه ويتكلم معاه، طبعاً ابني التاني صغير ما فيش الكلام ده، مش مهتم بيه ولا بعياله، وبابعت له رسايل على الموبيل.. رسايل حب قلت أحرك مشاعره شوية يمكن يتبسط وباقول له كلام حب وباعيشه في جو رومانسي. أنا الصراحة مش حاسة إن أنا مقصرة معاه في أي حاجة، مش عارفة ليه هو كده، دايماً يجرحني وأنا صابرة عليه علشان بحبه وما اقدرش أسيبه مش عارفه ليه.. يمكن علشان خاطر العيال، ولا يمكن أنا اتعودت عليه، وكل ما أكلّم والدتي تقول لي بيتك ده مملكتك بس؛ للأسف مملكة نحل بتقرص مش بتنزل عسل. ونيجي نروح رحلة في الصيف يعاملني وحش قدام الناس وأسكت، وما اتكلمش. أنا حاسة إن جالي اكتئاب، بجد مش حاسة بالحب والحنان والدفء، نفسي أحسّ بكل ده، أنا عندي 24 سنة، وأنا معاه باحس إن عندي 60 سنة، مش عايشة سني، تخيّلوا إن ما فيه مرة جيت أعمل حفلة كده على قدنا، وقلت أغيّر من شكل البيت، وشغلت أغاني رقص وبارقص له، تخيّلوا يقول لي إيه الهبل والعبط اللي إنتي بتعمليه ده، ولما يشوف واحدة في التلفزيون بترقص يقعد يبص ومبسوط بالرقص؛ رغم إن وزني مناسب. أنا بصراحة مش شايفة في نفسي أي عيب، بشهادة الناس. ساعات أقعد مع نفسي وأقول: يا سلام لو أتجوز واحد يحسسني بالحب ولحنان، وساعات أقعد أتخيل نفسي مع واحد غيره من كتر اللي بيعمله فيّ، مش عارفة أعمل إيه معاه. ع.س
سيدتي الفاضلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟ هل لي أن أبدأ معك بسؤال ملحّ؟ لماذا فقد زوجك الحماس في العمل والحماس في الحب بعد الزواج.. دعينا نفكر هكذا.. أي أنه تغيّر وفقد الحماس ونغفل تماماً كلمة كنت فاكراه بس اكتشفت.. لأن التفكير بالطريقة الأولى يفتح لنا الباب لإصلاح الأمور والطريقة الثانية يغلق باب الإصلاح تماماً، ويشعرنا أنه ما من أمل في تغييره لأن الاختيار من الأصل كان خطأ، ونفتح الباب للشيطان يلعب برؤسنا -واحذري من ذلك- كما أشرت في عبارة أضع أسفلها ألف خط: (أقول مع نفسي يا سلام لو أتجوز واحد يحسسني بالحب ولحنان، وساعات أقعد أتخيل نفسي مع واحد غيره). والآن هل أنت حريصة على زواجك؟ أعتقد أنك كذلك؛ وإلا لما طلبت المشورة.. إذن الأمر يحتاج أن ننظر إلى زوجك بنظرة الحبيبة الحريصة على حبيبها الذي فقد حماسه ويهدر وقته بهذا الشكل.. أي تخليْ تماماً عن شعورك بذاتك، وتناسي لبعض الوقت جرح زوجك لأنوثتك ونرجسيتك، وتذكّري فقط أن لك حبيباً وصديقاً يمرّ بأزمة؛ فهو يفقد طموحه ولم يعد قادراً على العطاء؛ بل على العكس يهينك ويجرحك مثل الطفل الذي يحتاج شيئاً من أمه دون أن يفصح عنه؛ لأنه لم يعرف الكلام بعد، ويود أن تعرفه وتنفذه؛ فإذا لم تعرف -وبالتالي لم تنفذ- يغضب عليها ويشرع في البكاء وركلها وضربها بيده، وهي لا تفهم ما يريد، وهو قد استشاط غضباً منها لأنها لم تفهمه. وهكذا الزوج أحياناً إذا لم تفهمه زوجته؛ فإنه يركلها بالكلمات ويرشقها بالتجاهل، ويصفعها برفض كل ما تقدمه على أنه شيء سيعجبه لأنها تقدم له ما لا يريد. ما أقصده أن تقتربي أكثر وبشكل أعمق من زوجك؛ لأن ما يفعله يشير إلى أنه بصراحة متغاظ منك ومش قابل منك حاجة؛ يبقى لازم تعرفي السبب. هل طريقتك في الحديث له مثلاً عن عمله تشعره بأنك تحتقرين مهنته؟ ربما تنظرين إلى أن طريقتك تتسم بالسياسة؛ لكن هو يرى منك الإلحاح.. ربما أعددت حفلة على أنها مفاجأة وهو كان يودّ أن تأخذي رأيه في ذلك.. ربما رقصت له وهو مشحون بالغضب منك من نقد وجهته له على بقائه أمام الكمبيوتر لساعات وإهدار الوقت.. ربما يغضب منك لأنك دون أن تشعري تقيمين الحفلات؛ لكن يبدو على تعبيرات وجهك (أهه أنا باعمل حاجة جديدة يمكن تتصلح)... أي قد تصله الرسالة هكذا فتقد معناها بل وتزيد من الغضب. عزيزتي إليك ببعض النصائح لعلها تفيدك بإذن الله في إصلاح ما بينك وبين زوجك: 1- استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ولا تجعلي الحل بالخيال في الزواج من آخر أو أن تتخيلي نفسك مع آخر؛ لأن في ذلك إثم ومعصية. 2- أرجئي الحديث مع زوجك عن ضرورة وجود عمل إضافي أو تقليل الجلوس على النت حتى تتحسن الأمور بينكما، ويصبح في صدره متسع لقبول حوارك. 3- اصبري، وادعي الله أن يصلح الحال؛ فالأمر كله بيد الله وهو من يغيّر القلوب، ونحن لسنا إلا أسباباً؛ فاحرصي على أن تكوني سبباً في تغييره؛ لكن بالصبر والدعاء والتريث. والآن.. تغيّري مع زوجك ليقبل الحوار معك ويراك كما يراك الآخرون: 1- أشعري زوجك بأهميته في حياتك وفي حياة أولادك؛ حتى وإن كنت تشعرين أنه لا يهتم بالأولاد؛ لأن الأب هو مصدر الأمان والحماية في البيت؛ حتى وإن لم يره الأولاد كثيراً؛ كأن تقولي له "ربنا يخليك لنا يا حبيبي.. شايف الأولاد بيعملوا إيه أول ما تدخل البيت.. شايف بينبسطوا قد إيه". واحرصي أن تجعلي الأولاد يجرون عليه فور دخوله من الباب يقبّلونه ويهتفون هيه بابا جه، وعلّميهم ذلك واسعي لتحقيقه حتى وأنت مستفزّة منه في بعض الأوقات؛ فدائماً تذكّري أن الهدف هو الحفاظ على البيت والأسرة الجميلة التي لا تكتمل إلا بزوجك. 2- ذكّريه دائماً بأي موقف إيجابي فعله معك، وكم سعدت بذلك ومازلت تشعرين بالامتنان له، ثم انظري إليه مباشرة في عينيه، وأطيلي النظر وأنت تُشعرينه بأهمية ما فعله معك، ثم اقتربي لتعانقيه، وأكثري من الحديث عن هذه المواقف، وكيف أن رأيه ووقوفه بجانبك كان العامل الأساسي في اجتياز أزماتك. 3- تذكّري دائماً أن الحياة الزوجية بها العديد من الأدوار لكلا الزوجين، وتخليْ عن فكرة أن الرجل لا يعنيه إلا الجنس؛ لأنه حتى لو نظر لمن ترقص في التلفاز؛ فليس الحل أن ترقصي له؛ لأنه يحتاجك في صور مختلفة: يحتاجك أماً له ولأولاده، وأختاً، وصديقة، وعاشقة -بغضّ النظر عن الترتيب- فكوني كما يريد حسب الموقف. 4- استشيري زوجك دائماً في أمورك الخاصة، وإن كان منشغلاً بالكمبيوتر؛ فقولي له برفق "حبيبي بعد ما تخلص عايزة آخد رأيك في موضوع".. إنك بذلك تشعرينه بأهميته في حياتك وأهمية رأيه؛ لأنه في الغالب لا يشعر بتقديرك لتفكيره، وفي الغالب كلمة "كسول" وإن لم تصرّحي له بها فهي تصله ويشعرها بداخلك. 5- قومي بتوصيله للباب عند الخروج، وودعيه بعبارة يحبها مثل "مع السلامة يا حبيبي - خد بالك من نفسك - على مهلك -لا إله إلا الله"، وعند عودته استقبليه بالبشاشة وكلمات رقيقة مثل "حمداً لله على السلامة يا حبيبي".. فهو يريد أن يشعر منك بالحب. 6- أشعري زوجك بأن الرزق بيد الله -وهو كذلك بالطبع- وأنك شاكرة لله على ما أنتم عليه، وادعي له أن يوسّع الله رزقه؛ على أن يكون الدعاء أمامه وبحب -لا بشعور النقمة على ما أنتم فيه- وأنك ستساعدينه بأن تكوني مديرة جيّدة للمنزل؛ بحيث تستطيعون تغطية المصاريف بإذن الله، وافعلي ذلك وكأنك تطمئنينه على أن الأمور على ما يرام، ولا تتصوري أنه غير مهتمّ؛ فأقسى شيء على الرجل أن يشعر بعدم قدرته على الإنفاق؛ حتى ولو لم يبد قلقه؛ لكنه قلق؛ فساعديه وطمئنيه. 7- لا تفعلي هذه الأمور فجأة حتى لا يشعر زوجك بأنك تنسجين خيوط خطة جديدة لتشعريه بأنه لازم يتغير؛ بل افعلي كل هذه الأمور تدريجياً حتى تكوني مقنعة. 8- إذا خاطبك زوجك بلهجة النقد والإهانة؛ فلا بأس أن تخبريه برفق أن ذلك يضايقك ويجرح شعورك. 9- كل ما سبق سيسمح لك بالحوار مع زوجك وفهمه أكثر؛ فتعرفين متى تتكلمين معه وكيف تتكلمين لإقناعه بشيء. 10- لا بأس عند وصولك لهذه المرحلة أن تتحدثي إليه بهدوء وتسألي (أنت متضايق مني؟.. ولو حاسس إني ضايقتك ممكن أصلّح ده إزاي؟ وتساعدني إني أبطّل أي حاجة تضايقك.. لأني بحبك وخايفة أكون بأضايقك في حاجة.. أنا ما أقدرش على زعلك).. هكذا عبارات بسيطة لكن من شأنها أن تصل حبل الود؛ فلا بأس من بعض التنازلات في سبيل الحب والمودة. 11- تذكّري أن حرصك على زوجك وسعادته وحرصك على بيتك وأولادك سيكافئك به الله ويلين لك الحديد؛ فلا تتعجلي النتائج واصبري حتى يبدل الله الأمر. سامحيني لو شعرت أني أحمّلك الأمر برمته.. لكن أول الخيط بيدك أنت؛ فلا تفلتيه وتُغرقي من في سفينتك. وفقك الله.