هاي يا جماعة أنا بجد واقعة في مشكلة، وأتمنى تساعدوني، أنا مخطوبة من شهرين لشخص أعرفه مش صالونات.. ساعات باحسّ إنه بيحبني أوي وساعات باحس العكس. كتير أوي بيزعق لي جامد في الشارع، وساعات بيشتمني وبيكون السبب حاجة تافهة، وساعات كتير باكون محتاجاه وباقول له ده وألاقي منه برووود.. أوقات بيكون مزعلني وآجي له أقول له صالحني يقول لي لا؛ مع إنه عارف إنه بيزعّلني.. وساعات يقول لي أنا عايزك تلغي عقلك، ولما بيخاصمني بيطلّع عيني ومش بيردّ عليّ ومش بيهتمّ حتى بتعبي. وأوقات بيحسّسني إني مش باعمل عشانه حاجة؛ مع إني باضحّي عشانه كتير أوي أوي، وبيشكّك في حبي له ويقول لي إنتِ ما بتحبينيش. في المقابل يقول لي إنه بيخاف عليّ موت، ورومانسي أوي أكتر مني؛ حتى دايماً يكلمني ويقول لي بحبك ويبعت لي "مسجات" رقيقة أوي من غير سبب، ولما بيشوفني بيجيب لي هدية ويقول لي بحبك.. ومعاملته ليّ فيها خوف عليّ وحب وغيرة، وباحس إنه عايز يجيب لي الدنيا بحالها؛ حتى لو مش معاه، بس عشان أرضى عنه. كتير بيبوس إيدي ويقول لي إنه ما ليش غيري وإن عمره ما هيسيبني، بيتحايل عليّ إنه يشوفني كل يوم، واليوم اللي مش بنتقابل فيه بيزعل مني. أنا محتارة أوي، وخايفة أكون اخترت غلط.. وإيه اللي المفروض أعمله؟ banota الحقيقة يا عزيزتي أنني لم أستغرب عندما حكيتِ ما اعتبرتِه أشياء جيّدة يفعلها خطيبك.. لم أستغرب لأن هذا هو المفترض، وهذا هو أسلوب تعامل أي خطيب مع خطيبته. عزيزتي لقد اصطلح الجميع على تسمية هذه الفترة من عمر المخطوبين ب"الفترة الوردية"، جاءت هذه التسمية لأن هذه الفترة من المفترض أن تنعدم أو تقلّ فيها المشاكل، وأن يتعامل الخاطب مع خطيبته معاملة رقيقة جميلة؛ فيدلّلها ويُغدق عليها الهدايا الرقيقة -حتى لو كانت بسيطة- ويُسمعها من الكلمات العذبة؛ ما يجعلها تتعلق به.. في المقابل تكون الخطيبة كالنسمة الرقيقة مع خطيبها؛ فهذه الفترة تخلو من ضغوط الحياة والأبناء التي ستأتي مستقبلاً؛ لذا يستغلها الخطيبان لكي يقضوا عدة أشهر خالية من الهموم. ولذلك فما يفعله خطيبك من أمور جيّدة ليس اختراعاً، وليس تفضّلاً منه؛ بل هذا هو الواجب، وهذا هو المفترض أن يحدث. الكارثة أنه جعلك تعتقدين أن كونه رقيقاً مُراعياً ومحباً معك في بعض الأوقات، هو تفضّل منه يجب أن يُشكر عليه، ويجب عليكِ في المقابل أن تتغاضي عن باقي المساوئ. لا يا عزيزي، ما يفعله خطيبك من محاسن هو واجب عليه، أما ما يفعله من مساوئ فهي تجاوزات لا يمكنك الصمت تجاهها. ولا أتفهم كيف يمكنك أن تقولي ببساطة إن خطيبك يسبّك -سواء أمام الناس أم حتى بينكما- بهذه البساطة، وتبرري بعد ذلك صمتك على سبابه هذا بحسن معاملته معك في أوقات أخرى. لا يا عزيزتي يجب أن يكون اعتزازك بكرامتك أشد من هذا، ولا تقبلي أن يسبّك خطيبك أو يهينك، أو أن يتعامل معكِ على اعتبار أنك أمر مفروغ منه؛ فلا يردّ عليكِ عندما تطلبينه ولا يحاول مصالحتك عندما يُغضبك؛ بل ويطلب منكِ أن تُلغي عقلك الذي كرّمك الله به، وبعد هذا يتهمك أنتِ بأنك لا تحبينه؟! يجب أن تقفي وقفة حاسمة في المرة القادمة، فعندما يقوم بسبّك أو إهانتك بهذا الشكل عليكِ أن تتخذي موقفاً، وأن تبتعدي غاضبة، وألا تردّي عليه أو تجيبي اتصالاته ببساطة؛ فإن كان يحبك حقاً وتعنين له شيئاً بالفعل سيحاول الوصول لكِ بكافة السبل، وسيُصِرّ على الاتصال بك؛ وقتها يجب أن تُخبريه أنك لن تتقبلي إهانته لك بهذا الشكل، وأنك لا ترين أفعاله هذه معبّرة عن الحب، وتشعرين بأنه لا يحبّك بهذا الشكل، وعليه أن يتوقف عن معاملتك بهذا الأسلوب المسيء. ولا تخافي أو ترتعبي من فكرة أن يتركك.. فكّري يا عزيزتي: لو تركك الآن لأنك تُدافعين عن أبسط حقوقك في الكرامة، فماذا كان سيفعل بكِ في المستقبل إذن لو صمتِّ؟ كوني واثقة وحاسمة في هذه النقطة، ولا تجعلي شيئاً يقلل من مقدار ذاتك أو يجعلكِ تهينيها أبداً.