بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد الله، والصلاة السلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. أهلاً بكم مع حلقة جديدة على موقع "بص وطل" نجيب فيه على أسئلتكم التي ترد إلينا.. هذا السؤال يقول: ما حُكم الدين في زوجة ترفض الصلاة نهائياً، وهل طلاقها حلال؟ الصلاة عماد الدين، والصلاة ذروة سنام الدين، والنبي "صلى الله عليه وسلم" يُشدد في شأن الصلاة جدًّا، فيقول: "الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". ولذلك نرى الأئمة قد اختلفوا فيما بينهم في مدى إثم تارك الصلاة؛ فالجمهور على أن كلمة "كفر" فِعْل يعني ليس تارك الصلاة بكافر، وهذا عليه الشافعية والمالكية والحنفية وجمهور الأمة، ولكن الإمام "أحمد" فهم من الحديث أن مَن ترك الصلاة فقد ترك الإسلام بالكلية. إذا فترك الصلاة شديد جدًّا ومهم جدًّا وعظيم جدًّا. ورأينا هو رأي جمهور الأمة أن مَن ترك الصلاة فليس بكافر، وعلى ذلك فهذه الزوجة التي تركت الصلاة ليست كافرة، وعلى الزوج أن يستمر في نصحها، وأن يلين لها في الكلام وفي الموعظة، حتى يفتح الله "سبحانه وتعالى" عليها؛ لأن الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة، هكذا يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وهو يتكلّم عن المسلمين والمشركين، وعن أن كثيراً من المشركين لم يدخل الإسلام من أجل الصلاة، ولذلك وفد الطائف عندما أتى رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وسأله عن الإسلام، قال: "يا رسول الله أترك لنا الصلاة" يعني ندخل الإسلام من غير صلاة، فقال: "لا خير في دين لا صلاة فيه" ورفض، بالرغم من أنه وافق على الشرط الفاسد عند الإسلام في كثير من المواطن إلا الصلاة. إذن فنحتال على هذه الزوجة مرة والثانية.. ولا نيأس، وندعو لها بالخير. والسؤال الثاني في هذا المقام يقول: وهل طلاقها حلال؟ هو في الحقيقة الطلاق هذا ربنا شرعه من أجل صلاح الحال، من أجل أنه لما لا يتفق الزوجان على الحياة المستقرة فإن الله أباح لنا قضية الانفصال والطلاق؛ بحيث أن يعيش الإنسان حياته ويؤدي ما عليه من عبادة وعمارة الكون ومن تزكية النفس بعيداً عن النار التي تكون في البيت من عدم التوافق الزوجي، فإذن نحن لا ننصح هذا السائل أن يُطلّق، ولكن الطلاق أصلاً هو علاج فنلجأ إليه إذا كان علاجاً، وهنا نسأل أنفسنا: هل لو طلقتها صلّت؟!! هل لو هددتها بالطلاق صلّت؟!! إذا كان الأمر كذلك وهي من النوع الذي إذا هُدد بهذا صلّت، افعل هددها أولاً، لوّح لها بأنك سوف تطلّقها، ولكن الطلاق ليس حلاً لقضية الصلاة غالباً، ولذلك فلا نرى أن تتخذ هذا العمل. سؤال آخر يتكلّم عن دفتر التوفير أو ما يُسمّى ب"المدخر الصغير" في البنوك، وهذا السؤال في الحقيقة شرحه يحتاج إلى وقت، ولذلك نؤجله إلى حلقة قادمة،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته