أنا بنت 21 سنة، خريجة خدمة اجتماعية.. مشكلتي هي أن إحنا تلات بنات، واحدة بنت خالي معايا من الابتدائي لحد الثانوي والتانية بنت خالتي أصغر بسنة. بنت خالي كانت بتحب بسرعة، يعني مجرد ما ولد يقول لها كلمة حب تحبه، فضلنا مع بعض لحد الثانوي، وبدأ خالي يشتكي من قربنا لبعض ماعرفش ليه، بدأ يتريق عليّ، وكنت بازعل من كلامه، ودايما شايفني وحشة، ويقعد يقول عليّ جريئة، على الرغم إني مش باتكلم أصلا وهادية جدا. لحد ما النتيجة ظهرت وجبنا نفس المجموع. هما قالوا خدمة اجتماعية إيه، دي كلية وحشة، ودخلت هي معهد حاسبات، خالي قال لخالتي إني بوظت بنته، اتضايقت جدا، وكل ما أكلمها في التليفون خالي يتضايق. هي حبت واحد في أولى كلية كان لِعَبي ومش كويس، وزعلت لما قلت لها كده، وبعد فترة هو سابها لأننا اختبرناه من بنت خالتي، كلمته وكلمها وتجاوب معها لحد ما عرفت إنه بيلعب بيها. وفي سنة تانية حبت واحد زميلها حب من طرف واحد، راحت قالت له بحبك وهو تجاوب وطلع بيحب صاحبتها، وهي عرفت بالصدفة لما مسكت موبايل صاحبتها لقت رسائل حب منه، رغم إني نصحتها. دلوقتي هي بتحب واحد كان بيشرب حشيش وكان مريض عقلي، وبتحبه علشان باباه مستشار، وهو من محافظة تانية. أما بنت خالتي حبت شاب من الثانوي عن طريق الموبايل، وطلع في الآخر صاحب أخوها وكان بيلعب، كنت أنا في المرحلة دي بين الصح والغلط مش عارفة فين، المهم بنت خالتي حبته وحصل إنه قال لها يفسحها في محافظه تانية وحصل رغم رفضي، وسافرت هي وبنت خالي، وهما قاعدين على الكورنيش جت عربية شرطة أخدت الولد والظابط قال لهم امشوا من هنا. في تانية كلية بنت خالتي حبت زميلها، قلت لها بلاش تسرّع ونصبر شوية، قالت لي إنتي مش عايزاني أحب، سبتها لقيتها عرفت شخص تالت، وقالت لي إنه زميل بنت خالي، رفضت جدا، وبسرعة راحت مع بنت خالي كليتها وكلمته وحبوا بعض وفي الآخر سابها، قامت رجعت لزميلها الأولاني. أنا غيرت حياتي من سنين، بقيت باحاول أعمل الصح، وبانصحهم علشان مصلحتهم ومافيش فايدة، بقيت باسكت لحد ما قربوا بنت خالي وبنت خالتي من بعض وسابوني وبقيت أنا ساكتة، لحد ما إمبارح رحت لهم لقيت أخت بنت خالتي الصغيرة كانت بتشتري حاجات ادتها لي أطلعها، ولقيت بنت خالتي لابسة قلت لها رايحة فين كانت مشغولة فماردتش عليّ. لقيت بنت خالتي بعتت لي رسالة.. أنا آسفة مش عايزاكي تكوني زعلانة وإحنا داخلين على رمضان، بعت لها رسالة مناسبة رمضان وخلاص، بس مش عارفة أعمل إيه، لا السكوت عاجب ولا الكلام عاجب، أعمل إيه؟
sh_sh
عزيزتي.. لي مقولة أحبها بشدة وأنصح بها كل الناس، ألا وهي "البعد عن الناس غنيمة والبعد عن الله جريمة" أنتِ كنت صديقة الاثنتين وحاولتِ النصيحة لهما ولم ترتجعا، حتى حدثت لهما أكثر من مشكلة ولم تعتبرا أو تتعظا، وتفعلان هذا وخالك نفسه لم يشعر بما كانت تفعل ابنته، أو أنه كان يعرف وكان يلصق ما كانت تفعله ابنته على أنه إيعاز منك لها، ولذلك دائما ما كان يسيء إليك وينعتك بأنك جريئة، مع أن ابنته هي التي تتمتع بكل الجرأة.. عزيزتي.. يوجد مثل رائع يقول "انصح صاحبك من الصباح إلى المساء وإن لم يتعظ ضله"، هل تعرفين عزيزتي ما المقصود بالضلال هنا؟ هو أن تتركه في ضلاله ولا تعد عليه النصيحة، وقد فعلتِ مع قريبتيك قدر استطاعتك ولم تتعظا، وأنتِ كذلك مع التي لا تريد النصيحة ولم تتعظ بل سخرت منك بأنك تريدين أن تتقمصي دور الفتاة الكبيرة، والسؤال الآن بعد كل ما فعلتاه معكِ: ماذا يضرك أنتِ فيما تفعلان ما دمت أنت على صواب، وقمت بنصحهما قدر استطاعتك، يكفيكِ هذا يا عزيزتي وابتعدي إلا في حدود القرابة وصلة الرحم أمام الجميع، ولا تتخذي منهما صديقة فمن هم على شاكلتهما لا نتخذهم أصدقاء بل نعامل فيهم الله، ونصل الرحم بوضوح أمام أهلهم، حتى لا يتقوّل عليك أقرباؤك ويقولون فيك ما ليس بك، دعيهم يعرفون أنك مبتعدة عنهما تماما، ولا تتصلي بهما إلا أمام الجميع، وترفّعي عن مصادقتهما، حتى يعلم خالك ومن مثله بأنك أنت التي لا تريدين صداقتهما، ويكفي عليك أن تصلي رحمك مع أسرتك، وليس بينك وبينهما.. وما دامت هي قد أرسلت إليك بتهنئة رمضان وقد رددت عليها فهذا يكفي، ولا تتدخلي في أمورهما الشخصية بعد ذلك، حتى لو طلبتا منك هذا فلا تفعليه، وعليك بالقول لهما بأن تتخذا النصيحة من أهلهما، فهم أجدر منكِ على ذلك، فعندهما أهلهما أولى لهما بالنصيحة، فالنصيحة تكون أفضل من شخص أكبر وعلى علم أكثر، أما من هم في مثل سنك فلن تكون نصيحتهم كاملة، وفقك الله وإياهما إلى ما فيه صلاح أموركن..