بسبب القواعد الجديدة، "أطباء بلا حدود" تترقب اليوم قرارا إسرائيليا بوقف عملها في غزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو    الاختبارات الإلكترونية لبرنامج الدبلوماسية الشبابية تجذب آلاف الشباب المصري    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    قوات التحالف تنشر مشاهد استهداف أسلحة وعربات قتالية في اليمن وتفند بيان الإمارات (فيديو)    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب الورقي أم الإلكتروني.. جدل افتراضي بين قراء لا يقرأون
نشر في صوت البلد يوم 31 - 05 - 2017

أليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي. وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية. وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
قراءة تشترك فيها كل الحواس
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
شريحة تختصر آلاف المجلدات
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.
أليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي. وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية. وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
قراءة تشترك فيها كل الحواس
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
شريحة تختصر آلاف المجلدات
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.