لعدم اختصاص، الإدارية تحيل 10 طعون بالجولة الأولى من المرحلة الثانية لانتخابات النواب للنقض    رئيس الشعبة ل المواطنين: الدواجن سليمة ومفيش أي داعي للقلق    الحقيقة والواقع    «نقف معها جنباً إلى جنب».. روسيا تحذر أمريكا من التصعيد ضد فنزويلا    أول ظهور لمحمد صلاح بعد أزمته مع سلوت وليفربول.. صور    أدميرال أمريكي أمام الكونجرس: وزير الحرب أمر بقتل جميع الأشخاص على متن القارب    كأس العرب| تونس تفوز على قطر ويودعان من دور المجموعات    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    6 مدن أقل من 10 درجات.. انخفاض كبير في درجات الحرارة غداً    ياسمينا العبد تحتفل بعرض أولى حلقات مسلسل «ميد تيرم» | صور    "مش هاشوفك".. مصطفى قمر يطلق خامس أغاني ألبومه "قمر 25"    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    إخوان أوروبا فى مصيدة الإرهاب    وزير الاتصالات يعلن عن مشروع «إحلال كابلات الألياف الضوئية محل النحاسية»    تخفيف الحمل البدني للاعبي الزمالك قبل مباراة كهرباء الإسماعيلية    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    ضبط سيارة منتهية التراخيص في الزقازيق بعد حادث استعراض    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    حماية النيل من البلاستيك    نيللي كريم تعلن بدء تصوير مسلسل "علي قد الحب "    وزير الثقافة يشارك فى أسبوع «باكو» للإبداع    بدعوة من الإمام الأكبر |ترميم 100 أسطوانة نادرة للشيخ محمد رفعت    لقيمتها الغذائية العالية، قدمى الجوافة لطفلك في هذه السن    وزير الصحة ينفى انتشار أى فيروسات تنفسية جديدة أو فيروس ماربورغ.. خالد عبد الغفار: الوزارة تمتلك 5500 منشأة تعمل ضمن منظومة الترصد القائم على الحدث.. ويؤكد: لا مصلحة فى إخفاء معلومات تتعلق بانتشار أى مرض    بعد فيديو ضرب ولي أمر.. "تعليم الإسكندرية" تفصل طالبات المدرسة التجارية والنيابة تحقق مع الأم في واقعة حيازة سلاح أبيض    خبر في الجول – مصطفى محمد يلحق بمنتخب مصر في مواجهة نيجيريا الودية    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    بكين تعلن عن ثالث مناورة مشتركة مع موسكو في مجال الدفاع الصاروخي    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    الدباغ وحمدان ضمن تشكيل فلسطين في كأس العرب    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    طب الإسكندرية تُطلق قافلة طبية شاملة لخدمة مركز التأهيل المهني بالسيوف    كمال درويش يهاجم شيكابالا: أنت معندكش خبرة إدارية عشان تتكلم عن مجلس الزمالك    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    وزير الصحة: اللقاح الموسمي فعال وفيروس "ماربورج" غير موجود في مصر    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    روجينا تعلن انطلاق تصوير مسلسل حد أقصى رمضان 2026 .. "بسم الله توكلنا على الله"    السيطرة على حريق مخزن سجاد وموكيت فى أوسيم    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب الورقي أم الإلكتروني .. جدل افتراضي بين قراء لا يقرأون
نشر في صوت البلد يوم 22 - 10 - 2016


10:12:20
حكيم مرزوقيأليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي.
وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية.
وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.
10:12:20
حكيم مرزوقيأليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي.
وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية.
وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.