يعد المجمع العلمي أقدم هيئة علمية في العالم العربي والذى يعود تأسيسه الى قدوم الحملة الفرنسية على مصر انتقل بعدها إلى الإسكندرية سنة 1859 ثم عاد للقاهرة عام 1880 ، حيث كانت الاهميه من انشائه العمل علي تقدم العلوم في مصر وبحث ودراسة احداث مصر التاريخية ومرافقها الصناعية وكذلك دراسة عواملها الطبيعية وابداء الرأى حول استشارات قادة الحملة الفرنسية ، ولم يقتصر الامر على ذلك فقط نظراً لثراء ذلك المجمع العلمى والذى يضم المجمع بمكتبة الضخمة أكثر من اربعمائة بعد الالف من الكتب وخاصة أمهات الكتب التى لم يكن لها طبعات اخرى, حيث كان للمجمع المصري أربع شعب فقط كالرياضيات والفيزياء والاقتصاد السياسى والأدب والفنون الجميلة حتى اجريت له تعديلات عام1981 علي تلك الشعب حتى تحولت بعد التعديل الى الاداب والفنون الجميلة وكذلك الاثار والعلوم الفلسفية والسياسة حيث المجمع مجموعة من الخرائط النادرة لمصر ورسوما نادرة أعدها علماء الحملة، إلى جانب اختراعات دقيقة لهؤلاء العلماء، كما يضم مبنى المجمع العلمي المصري النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر والذى يعد عبارة عن 20 مجلدًا بعنوان وصف مصر التى تعد من أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية، لكونها أكبر مخطوطة يدوية اشتغلت عليها كتيبة من الدارسين والأكاديميين، الذين رافقوا نابليون حيث تعد أقدم تجربة عربية لاستنهاض المجتمع المدني العربي العلمي ليلعب دورا في صياغة البعد الاستراتيجي لمصر نحو منابع النيل، وفي مشاركة الغرب في التقدم العلمي في علوم الجغرافيا والجيولوجيا والاستكشاف ، حتى تعرض ذلك المجمع الذى يضم تاريخ مصر والذى يمثل رمزا فريدا لحضارة مصر وتوثيقا تراثيا لتاريخها الذي بهر العالم أجمع، منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، وأن يأتي هذا الفعل على يد قلة هدفها النيل من حضارة هذا الوطن في مشهد لايمكن أن يحدث إلا في عصور أظلمت تماما حتى حطم السائرون مصابيح النور من خلال مشهد مربك حقا لا يستطيع معه المتابع أن يأخذ مواقف حادة من أي من الأطراف الفاعلة فيه، فقد احترق المجمع العلمي المصري بشكل ظن الكثيربأن حريق المجمع العلمي لم يكن عملا عفويا غير مقصود،من خلال مؤامرة مدبرة للقضاء على تاريخ مصر من إخفاء وثائق ومستندات وخرائط تخص الأمن القومي المصري خاصة فى ظل اتفاقيات لا يعلمها الشعب المصري فى الوقت نفسه استغل بعض الرؤساء العرب الظروف التى تمر بها مصر حالياً من انفلات امنى وأرادو ضياع مصر سياسياً ودولياً ، وعلى الرغم من ان المجمع العلمى شهد بداية انشائه الازدهار الذى ما لبث ان تحول عقب خرج الفرنيسيين من مصر وتبدلت الاحوال حيث شهد إهمالاً جسيماً لم يكن متاحا أن ينشط مرة أخرى إبان حكم محمد علي الذي تولى مصر عام 1805، و كذلك أن إبان حكم الخديو عباس الأول الذي أهمل التعليم تماما، بل أغلق عددا ليس بالقليل من المدارس التي كانت قد تأسست في عهد محمد علي، حتى تقلد الخديو سعيد حكم مصر فأعاد للمجمع بعضا من روحه حين أعاد تشغيله في الإسكندرية منذ عام 1856، واستمر حتى عام 1880، وهو العام الذي نقل فيه مرة أخرى إلى القاهرة ومنذ ذلك الوقت واصبح المجمع فى ازدهار وعرفت اهميته وقيمته العلمية والحضارية حتى أعاده الخديو سعيد للحياة منتصف القرن التاسع عشر، بل تم اختيار موقع ليكون اول مقراً للجمعية الجغرافية والتى انشائها عام1875 حيث كان المقر بمنزل محمد بك الدفتر دار زوج الأميرة زينب هانم ابنة محمد علي باشا الكبير حتى عام 1952 انتقلت الجمعية الي مقرها الجديد و الحالي في شارع قصر العيني بأحد المباني التاريخية التي توجد في قلب القاهرة ومن بينها مقار مجلس الشعب والشوري ووزارات الري والشئون الاجتماعية والنقل وبعض دواوين محافظة القاهرة، وهذا يعد سبباً فى توجه الكثير للظن بأن حريق المجمع العلمي لم يكن عملا عفويا غير مقصود، بل مؤامرة مدبرة للقضاء على تاريخ مصر ، ورغم ماتعرض له المجمع من احداث لم تكن الاولى والاخيرة ، فقد تعرض لظلم الدولة منذ ثورة يوليو عام 1952 حين تحولت تبعيته التي كانت للملك إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وتعرض للظلم ايضاً حين استولت الدولة على أوقافه وأوقاف الجمعية الجغرافية التي كانت تزيد على 180 فدانا فحرمته من دخله الآمن الذي كان يوفر تكاليف البحث العلمي وطعن من الدولة فيما بعد حينما عرضته لإهمال شديد ولم تلق عليه شعاع ضوء واحدا يعرف المصريين بأهميته وخطورة مهامه وقتلته الدولة ايضاً حين وفرت بيئة لأطفال الشوارع يرتعون فيها من دون رعاية فرقصوا جميعا على أنقاضه المحترقة.