فى تصاعد مستمر للأحداث الملتهبة على الساحة اليمنية واستمرار الضغوط على الرئيس اليمنى على عبدالله صالح للتنحى عن الحكم حقناً للدماء، وإنقاذ البلاد من وقوع كارثة كبرى من صدام بين الثوار والجيش من جهة والحرس الجمهورى الذى مازال تابعًا للرئيس اليمنى، أفادت مصادر بأن هناك شخصيات يمنية وسعودية تقوم بوساطة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في اليمن، بعدما أعلن قادة كبار بالجيش ومسئولون وسفراء ورجال قبائل تأييدهم لثورة الشباب. وكانت مصادر إعلامية في الرياض، قد قالت إن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية أبو بكر القربي عاد إلى صنعاء بعد أن سلم رسالة من الرئيس اليمني إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الرئيس اليمني طلب وساطة سعودية لدى قيادات المعارضة وشيوخ القبائل، وترددت أنباء عن أن الرئيس اليمني قد يعرض التنحي خلال ستة أشهر في مقابل تهدئة يتفق عليها بين الطرفين. وفي الوقت نفسه، قال بين رود نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي إن واشنطن تعمل على إجراء حوار سياسي بين أطراف الأزمة اليمنية لإنهاء ما سماه العنف في اليمن. ويأتي ذلك في ظل تصاعد الضغوط على نظام الرئيس اليمني بعدما أعلن قادة كبار بالجيش إضافة إلى مسئولين وسفراء ورجال قبائل تأييدهم لثورة الشباب، في الوقت الذي تصاعد فيه الضغط الخارجي ما بين منتقد للعنف وداع صراحة لتنحي الرئيس. وبدا النظام الحاكم في اليمن في طريقه للتصدع بعد انقسام واضح في الجيش، حيث أعلن عدد من كبار القادة تأييدهم للثورة، قبل أن يخرج وزير الدفاع ليؤكد أن القوات المسلحة "تساند الرئيس الشرعي علي عبد الله صالح، ولن تسمح بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية". هذا وقد تلقى النظام ضربة موجعة أمس عندما أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن صالح الأحمر انضمامه للثورة تلاه قائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي قبل أن يلحق بهما عشرات الضباط من رتب متنوعة بينهم قادة لألوية ومناطق عسكرية. وجاءت هذه الانشقاقات بعد أيام قليلة مما بدا لجوءًا للعنف المفرط من جانب السلطات حيث لقي 52 محتجا مصرعهم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء الجمعة برصاص قناصة يرتدون الملابس المدنية. وتباعاً للأحداث الجارية، جدد رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني دعوته الرئيس صالح إلى التنحي، وأكد أنه بات واضحا عدم قدرة الأخير على إدارة البلاد، كما دعا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الانضمام إلى ثورة التغيير مع بقية الشعب اليمني. استقالات بالجملة وتواصلت في الوقت نفسه استقالات سياسيين ودبلوماسيين يمنيين، حيث شهدت الساعات الماضية إعلان سفراء اليمن لدى كل من سوريا والسعودية ولبنان ومصر والجامعة العربية والصين استقالاتهم وتأييدهم للمحتجين. وبالتوازي مع الانشقاقات العسكرية والسياسية، تلقى الرئيس اليمني ضربة أخرى موجعة عندما أعلن عدد من كبار مشايخ القبائل تأييدهم للثورة خاصة صادق الأحمر، وهو شيخ مشايخ قبائل حاشد. وفي مقابل هذه التطورات، أعلن وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، أن القوات المسلحة تساند الرئيس ولن تسمح بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو انتهاك أمن الوطن والمواطنين. ومن جانبه، حاول الرئيس اليمنى تجاهل هذه الضغوط، وقال إنه صامد "صمود جبال عيبان ونقم".. معتبرا أن "من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموعة الشعب اليمني، بينما السواد الأعظم مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية".. جاء ذلك خلال لقائه مع مجموعة من مشايخ وأعيان وشباب وأعضاء مجالس محلية من أبناء مديريتي صعفان ومناخة بمحافظة صنعاء، والذين أكدوا ولاءهم له ورفضهم "الانقلاب على الشرعية الدستورية". وأنتج هذا الانقسام في المواقف داخل اليمن اشتباكا بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري بمدينة المكلا في حضرموت؛ مما أدى إلى إصابة ضابط وثلاثة جنود بجراح. وفى سياق متصل، أكد مصدر حكومي - رفض نشر اسمه - أن الرئيس اليمني طلب من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل التوسط في الأزمة المتفاقمة في اليمن. ودعت منظمة "سياج لحماية الطفولة" في اليمن، إلي توقيف الرئيس صالح وإحالته للقضاء، مؤكدة أن قواته ارتكبت جرائم بحق الأطفال حيث تسببت في قتل 19 قاصرا وإصابة نحو مائتين آخرين خلال شهر واحد. أما عن ضغوط الخارج التى يواجهها نظام الرئيس اليمنى، فطالبت فرنسا من على عبد الله صالح ان يلعن تنحيه عن الحكم؛ حيث قال وزير خارجيتها آلان جوبيه خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل: إن رحيله "بات أمرا لا مناص منه". كما أدان الاتحاد الأوروبي استخدام العنف ضد المتظاهرين في اليمن، وقال إنه سيراجع سياسته المتعلقة بهذا البلد في حال لم يتم ضمان أمن المتظاهرين المعارضين للرئيس صالح. إن العنف الذي شهدته صنعاء الأيام الأخيرة هو أمر "غير مقبول".. هذا ما قالته الولاياتالمتحدة ، كما تمت دعوة الرعايا الأمريكيين هناك إلى عدم مغادرة منازلهم بسبب عدم الاستقرار في البلاد.