بالأمس، حظيت بحضور العرض المسرحي الملحمي الملك لير على خشبة المسرح القومي العريق بالعتبة بالقاهرة، في نسخته الثالثة التي يقدمها النجم الكبير الدكتور يحيى الفخراني، عن النص الخالد لعملاق الأدب الإنجليزي وليم شكسبير؛ ذلك الكاتب الذي استطاع أن يضع (...)
من النادر أن نصادف عملا دراميا لا يمر على الشاشة مرور الكرام، بل يفرض على المشاهد الوقوف عنده طويلا، متأملا صدق تفاصيله وواقعية بيئته السردية، فبينما تكتفي كثير من الأعمال في الفترة الأخيرة بتقديم حكايات مستهلكة أو سطحية تطرح فيها المهن كديكور، يبرز (...)
ظهور عادل إمام الأخير في صورة عائلية، وهو يشارك في حفل زفاف حفيده، لم يكن مجرد حدث عابر على صفحات السوشيال ميديا، بل تحوّل إلى موجة حنين وترحيب، اجتاحت قلوب المصريين والعرب، وكأن الزعيم عاد ليؤكد أنه لا يزال يسكن ذاكرة الناس ووجدانهم، مهما غاب عن (...)
حادث منوف الذي أزهق أرواح 18 شابة وسائق السيارة الشاب في مقتبل العمر لم يكن مجرّد حادث سير عابر ينتهي بخبر في نشرة الأخبار، بل كان صدمة هزت ضمير كل إنسان لا يزال يؤمن بقيمة الحياة. هذا الحادث المؤلم يدفعنا جميعًا لطرح سؤال جوهري: هل تعريف القانون (...)
في بلادٍ تعاقبت عليها الحضارات كأنها تمرين طويل على الصبر، وفي وطنٍ يعيش مواطنوه في زحمة التاريخ والجغرافيا والأخبار العاجلة، لا عجب أن تكون السخرية هي اللغة غير الرسمية للشعب.. وربما الأكثر صدقًا من كثير من خطابات البرلمانيين.
نعم، المصري لا يسخر (...)
قبل أيام، نشرت مراجعة لفيلم سيكو سيكو، الذي قدّمه الثنائي الصاعد عصام عمر وطه دسوقي في المجمل، كانت المراجعة إيجابية، عبّرت فيها عن إعجابي بأداء الشابين اللذين أراهما من أبرز المواهب الجديدة التي تستحق الدعم والرعاية.
لكن المفاجأة جاءت من ردود (...)
يُقال في المثل الشعبي: حمارتك العرجا تغنيك عن سؤال اللئيم. عبارة بسيطة لكنها بليغة تختصر فلسفة عظيمة: الرضا بالموجود، ومحاولة تطويره، خير من مد اليد للؤم الآخرين. لكن للأسف، في زمن المسابقات السريعة والمنافسات المستعرة، تغيّر المفهوم تماما، وأصبح (...)
هل تعلمين يا مريم أن هناك من يعامل فنجان القهوة كما يعامل الطبيب النفسي؟ بعض الناس -لا أذكر أسماء طبعا، ولكنك تفهمين قصدي- يستيقظ من نومه مكشر الوجه، معقد الروح، ويصرخ في من حوله: بلاش كلام قبل القهوة.. كأن القهوة كائن سحري سيهدهده ويغني له «نام يا (...)
في فجر كالح لا يشبه في شيء فجر الله الموعود بالنور، استيقظت مدينة خان يونس على مجزرة.. لم تكن طائرات الاحتلال تبحث عن مقاوم، ولا عن سلاح كما تدعي، بل كانت تبحث عن هدف نائم، عن قلب صغير لا يعرف معنى الحرب.
كانت الطبيبة آلاء النجار تعالج الجرحى في (...)
في عالم الفن قد نختلف كثيرا حول من هو الأفضل أو الأكثر موهبة، لأن الفن بطبيعته ابن الذائقة، يتشكل في القلب والعين والذاكرة، أحدنا قد يرى في أحمد زكي عبقري الأداء الذي يذوب في كل شخصية حتى لا تكاد تفرق بينه وبينها، وآخر يرى في نور الشريف مدرسة (...)
الكتابة ليست مجرد فعل يدوي ينقل الأفكار من العقل إلى الورق، بل هي طقس روحي، عملية تحرير عميقة، ووسيلة للبقاء، عندما أقول إنني أكتب كي لا أقتل، لا أعني القتل الحرفي فحسب، بل أتحدث عن ذلك الفعل الداخلي الذي يهدد بتدمير النفس والآخرين إذا لم يجد (...)
منذ عقود طويلة، لا تكاد تخلو ساحة الفن المصري من محاولات لتصنيف أفضل ما قدم في عالم السينما والدراما، قوائم عديدة أعدت واستطلاعات رأي أجريت، ومهرجانات وفعاليات خصصت لتكريم الأعمال التي يعتقد أنها الأفضل..
بعضها بني على آراء نخبة من النقاد وصناع (...)
في أعقاب مباراة الأهلي وصنداونز في استاد القاهرة، شهدنا حادثة مؤسفة تمثلت في إلقاء زجاجات المياه على المدرب مارسيل كولر من قبل بعض أفراد الجمهور، ما أثار الانتباه ليس الحادثة بحد ذاتها فحسب، بل التبريرات التي تلتها: هذا أمر شائع في ملاعب العالم، (...)
مرحبا بكم في عالم غسيل الأموال، حيث يتحول المال القذر إلى مال نظيف برائحة المسك ولمسة من الأناقة، وإذا كنت تعتقد أن غسيل الأموال مجرد رمي النقود في غسالة مع قليل من المسحوق، فأنت مخطئ تماما. هذا فن يا عزيزي ومثل أي فن آخر يتطلب مهارة وذوقا وقليلا من (...)
نعم لا ترفعي حاجبيك دهشة، ولا تضغطي على زر التجاهل في عقلك الممتلئ بالتقارير الجافة. أنا سوبرمان الحقيقي، لا أرتدي رداء أحمر ولا أحمل شعار "S" على صدري، ولا أطير في السماء، ولا أغير ملابسي في كابينة هاتف عمومي.
أنا الرجل الذي يفتح صنبور الماء بيد، (...)
عندما نتحدث عن تحليل الشخصيات الدرامية، لا ينبغي أن نخضعها لمعايير أخلاقية صلبة، فالتحليل هنا ليس حكما على الخير والشر، بل تشريحا لدوافع الشخصية وسلوكها ودورها في تحريك الأحداث.
الشخصية الدرامية ليست شخصا حقيقيا يحاسب على أفعاله، بل هي أداة فنية (...)
عندما تستمع إلى ريهام عبدالغفور في مقابلة تلفزيونية أو حتى في حديث عابر، ستشعر أنك أمام إنسانة بسيطة عفوية هادئة أقرب إلى أي شخص عادي قد تصادفه في حياتك اليومية، إذ أنها لا تحاول أن تتصنع ولا تتكلف ولا تمتلك ذلك التصنع الذي يجعلك تتمتم في سرك: ما (...)
قبل سنوات طوال، أطول من ذاكرتي، قرأت مقالا في صحيفة الأهرام العريقة، إن لم تخني الذاكرة، للأستاذ مأمون فندي، يتحدث فيه عن ظاهرة بدت آنذاك مستفزة له وهي خروج البيجاما إلى الشارع، إذ لم يكن يتصور الدكتور مأمون أن الرجل الذي كان بالأمس البعيد يخجل من (...)
في العام 2010 فاجأنا المعلم حسن شحاتة بضم محمد ناجي جدو إلى قائمة المنتخب المصري الأول لكرة القدم، على الرغم من أنه لم يكن نجمًا لامعًا في ذلك الوقت، لكن المفاجأة الأكبر كانت في بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث تحول جدو إلى هداف البطولة، متفوقًا على (...)
بمناسبة الجدل الموسمي حول الممثل الفلاني والمسلسل العلاني مع مرور أكثر من أسبوع على انطلاق موسم الدراما الرمضانية، وخصوصا عدم اتفاق الجميع على عمل كوميدي واحد أو ممثل واحد على أنه الأنجح من بين الجميع، أجدني أسأل نفسي: لماذا نضحك؟
الضحك ليس مجرد رد (...)
في زمن اللامعقول، حيث تبدلت الأدوار كما تتبدل الفصول، لم يعد غريبا أن نسمع قططا تعوي وذئابا تموء، نحن في عصر تبدل الأصوات، ليس لأن الطبيعة قررت أن تغير قوانينها، بل لأن البشر قرروا أن يعبثوا بهوياتهم حتى تلاشت الفروق بين الأصل والتقليد، بين الحقيقة (...)
يصطبح الزوج العنيف مع طلعة كل شمس بنظرية ثابتة: أنا الرجل، إذن أنا الأحق بالصوت العالي، ثم ينطلق في جولة تفقدية لأرجاء المنزل، يتأكد فيها أن العفش لا يزال في مكانه، والعيال لم ينقلبوا على السلطة، وأن زوجته لم تكتسب فجأة قدرات سحرية تمكنها من (...)
في بركة مهجورة، حيث تجتمع البطات لمناقشة قضايا الوجود، والبحث عن فتات الخبز، واغتياب البجعات المتغطرسات، وُلدت بطتنا البطلة. كانت مختلفة عن بني ريشها، لا تحب السباحة في صف مستقيم إذ لا تقول عوم عدل يحتار عدوك فيك، ولا تؤمن بأن "الكاك" هو الصوت (...)
في عالم بلا منطق ولا عقلانية، يبدو الجنون وكأنه نشازٌ في سمفونية النظام، لكن أليس من الممكن أن يكون هذا النشاز هو اللحن الحقيقي الذي يكشف عن أعمق معاني الحياة؟ أو ربما هو مجرد صوت مزعج، مثل طفل يصرخ في حفلة هادئة؟
فلسفة المجانين ليست مجرد شطحات (...)
في عالمنا الذي يروج للعدل لكنه يوزع الظلم كالأرزاق، تصبح القسوة مهارة، والقتل فنا، والعدالة مجرد ديكور باهت يزين المسرح الكبير، هنا لا نتحدث عن القتلة الذين تحمل أيديهم السكاكين والبنادق، بل عن أولئك الذين يذبحون الأحلام بسيف اللامبالاة، يخنقون (...)