يا سادة يا كرام الدنيا مقلوبة والصحف بتكتب، والسوشيال ميديا والعة.. ليه؟ هل وجدنا مقبرة جديدة؟ هل اكتشفنا كنزا مفقودا؟ لأ يا فندم.. الدنيا مقلوبة عشان البروفيسور ساكوجي يوشيمورا، عالم الآثار الياباني الجليل، اتمسك متلبس.. بياكل طعمية.
نعم، طعمية.. (...)
يا ابن النيل،
أنا حجري من زمن سحيق، اسمي نخت، كنت أعمل في الجبل الغربي حين أشرقت شمس مصر على عهد الملك خوفو، كنت واحدا من آلاف الرجال الذين وضعوا حجارة الهرم الأكبر، لم نكن عبيدا كما قال الغرباء، بل كنا أبناء الوطن نبني بيت الخلود لملكنا، ونؤسس في (...)
منذ آلاف السنين، ومصر لم تكن مجرد دولة على الخريطة، بل ضمير الأمة العربية وصوتها الحنون عند الشدائد، هي التي وصفها الأوبريت الوطني الجميل:
«مصر عاشت تفرق خيرها من آلاف السنين
أم شالت هموم ناس غيرها من الشمال لليمين
لا بتحب الخصام ولا بتخلف كلام
مادة (...)
المانجا حين تتخلل، تشبه الإنسان حين يضطر، كانت فاكهة بريئة، حلوة المزاج، تفوح عطرا يشبه الحرية، ثم فجأة وجدت نفسها في محل المخللات، بين الملح والخل والثوم، تتساءل في صمت: أنا إيه اللي جابني هنا؟ تماما كقلوبنا حين تصحو ذات صباح لتجد نفسها في حياة لم (...)
النقد فعل راق يقوم على الرأي والحجة والملاحظة، أما الطعن في السمعة فهو سلوك منحط لا علاقة له بحرية التعبير أو الصراحة أو الجرأة.. النقد يعني أن أختلف معك في فكرة، أو أقيم أداءك أو أقول إنك قصرت أو أخطأت أو لم توفق في رأيك أو عملك، فهذا من حق الجميع، (...)
كل عام ومع ذكرى نصر أكتوبر 1973، يخرج من هنا وهناك صوت مرتجل يكرر عبارة واحدة كأنها حقيقة مسلم بها: «مصر خسرت الحرب».. فلا بأس إذا مرحبًا بالخسارة إذا كانت نتيجتها استرداد الأرض، وكسر شوكة المعتدي، وكتابة فصل جديد في تاريخ الأمة يدرس للأجيال.
ماذا (...)
داخل كل منا يقف جبل عظيم اسمه الثقة.. لا يرى بالعين ولا يقاس بالشبر أو الذراع، لكنك تشعر به في نظرات من تحب أو في كلمة صديق وربما في يد تمتد إليك في العتمة دون أن تطلب، هذا الجبل لا يقام بالحجارة بل يبنى بالكلمات الصادقة وبالأفعال الصغيرة المتكررة (...)
قد تبدو كلمة الفيزياء النفسية مصطلحا أكاديميا جافا لكن في حقيقتها هي علم نعيشه كل يوم، دون أن ننتبه لوجوده، هي ببساطة الجسر الذي يربط بين العالم المادي الخارجي مثل الضوء والألوان والأصوات والروائح وبين إدراكنا النفسي الداخلي وما يترتب عليه من مشاعر (...)
أما قبل، في هذا المقال أحاول تقديم تحليل لأسلوب الكاتبة نسمة سمير في كتابة حكايتي «بتوقيت 2028» و«ديجافو»، بناء على مشاهدة جميع حلقات حكاية «بتوقيت 2028» والحلقة الأولى من حكاية «ديجافو»، مع الأخذ في الاعتبار أن كلا العملين كتبا خصيصا ليتماشيا مع (...)
المنتج كريم أبو ذكري لا يعرفني، وأنا أعرفه من خلال أعماله، لكنني لم ألتقيه شخصيا.. ومع ذلك فأنا مدين له بالشكر والامتنان.. لماذا؟ أقولك..
لطالما عاشت الدراما العربية تحت سطوة ما يمكن تسميته ب النجم الأوحد. كان كل موسم درامي، خصوصا في رمضان، يدار (...)
قدم مسلسل «220 يوم» نفسه كعمل مختلف عن السائد في الدراما العربية، لم يكن مجرد قصة حب رومانسية تقليدية، بل كان محاولة جريئة للغوص في أعماق المشاعر الإنسانية، ومساءلة العلاقة المعقدة بين الإنسان والزمن والأمل، ونجح في أن يكون حديث الجمهور والنقاد معا (...)
زمان، في بيوت مصرية بسيطة، كان الأب يخرج من الفجر رايح شغله، يعرق طول النهار في المصنع أو الورشة أو المكتب، ويرجع بالليل شايل معاه كيس خضار، فرخة ولا نص كيلو لحمة، كرتونة بيض، ويمكن لعبة صغيرة لولاده، كان التعب وسام شرف، وكان شيل المسئولية مش (...)
شاهدت أمس الحلقة الأولى من حكاية «بتوقيت 2028»، وهي الحكاية الثانية ضمن مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، والذي يقدم صيغة نادرة في الدراما المصرية قائمة على الحكايات المنفصلة، بحيث تشكل كل حكاية عالما مستقلا بأحداثه وأبطاله وإيقاعه الخاص.
هذه الصيغة (...)
يشكل اسم محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب المصري، ظاهرة فريدة تتجاوز حدود ملاعب كرة القدم. يُطلق على هذه الظاهرة اسم تأثير صلاح (Salah effect)، وهي تعبر عن قدرته الهائلة على التأثير الاجتماعي والثقافي والسياسي، مدعومةً بشعبية (...)
من وقتٍ لآخر، تطفو على سطح النقاشات العامة موجةُ غضبٍ عارمة تطالب بإغلاق تطبيق أو منصة اجتماعية معينة، بدعوى أنها أصبحت منبعًا للانحلال، أو مصدرًا للجهل، أو مرتعًا للإسفاف، أو حاضنة لسلوكيات غير أخلاقية. وغالبًا ما يكون تيك توك في قلب هذه العاصفة (...)
في خضم الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، برزت اتهامات متكررة لمصر بالمسئولية عن إغلاق معبر رفح وتجويع الشعب الفلسطيني، هذه الاتهامات، التي روجت لها أحيانًا مصادر إسرائيلية وصدّقها جمهور السوشيال ميديا، بعدما تبنتها جماعة الإخوان وبروزتها، تخدم (...)
بالأمس، حظيت بحضور العرض المسرحي الملحمي الملك لير على خشبة المسرح القومي العريق بالعتبة بالقاهرة، في نسخته الثالثة التي يقدمها النجم الكبير الدكتور يحيى الفخراني، عن النص الخالد لعملاق الأدب الإنجليزي وليم شكسبير؛ ذلك الكاتب الذي استطاع أن يضع (...)
من النادر أن نصادف عملا دراميا لا يمر على الشاشة مرور الكرام، بل يفرض على المشاهد الوقوف عنده طويلا، متأملا صدق تفاصيله وواقعية بيئته السردية، فبينما تكتفي كثير من الأعمال في الفترة الأخيرة بتقديم حكايات مستهلكة أو سطحية تطرح فيها المهن كديكور، يبرز (...)
ظهور عادل إمام الأخير في صورة عائلية، وهو يشارك في حفل زفاف حفيده، لم يكن مجرد حدث عابر على صفحات السوشيال ميديا، بل تحوّل إلى موجة حنين وترحيب، اجتاحت قلوب المصريين والعرب، وكأن الزعيم عاد ليؤكد أنه لا يزال يسكن ذاكرة الناس ووجدانهم، مهما غاب عن (...)
حادث منوف الذي أزهق أرواح 18 شابة وسائق السيارة الشاب في مقتبل العمر لم يكن مجرّد حادث سير عابر ينتهي بخبر في نشرة الأخبار، بل كان صدمة هزت ضمير كل إنسان لا يزال يؤمن بقيمة الحياة. هذا الحادث المؤلم يدفعنا جميعًا لطرح سؤال جوهري: هل تعريف القانون (...)
في بلادٍ تعاقبت عليها الحضارات كأنها تمرين طويل على الصبر، وفي وطنٍ يعيش مواطنوه في زحمة التاريخ والجغرافيا والأخبار العاجلة، لا عجب أن تكون السخرية هي اللغة غير الرسمية للشعب.. وربما الأكثر صدقًا من كثير من خطابات البرلمانيين.
نعم، المصري لا يسخر (...)
قبل أيام، نشرت مراجعة لفيلم سيكو سيكو، الذي قدّمه الثنائي الصاعد عصام عمر وطه دسوقي في المجمل، كانت المراجعة إيجابية، عبّرت فيها عن إعجابي بأداء الشابين اللذين أراهما من أبرز المواهب الجديدة التي تستحق الدعم والرعاية.
لكن المفاجأة جاءت من ردود (...)
يُقال في المثل الشعبي: حمارتك العرجا تغنيك عن سؤال اللئيم. عبارة بسيطة لكنها بليغة تختصر فلسفة عظيمة: الرضا بالموجود، ومحاولة تطويره، خير من مد اليد للؤم الآخرين. لكن للأسف، في زمن المسابقات السريعة والمنافسات المستعرة، تغيّر المفهوم تماما، وأصبح (...)
هل تعلمين يا مريم أن هناك من يعامل فنجان القهوة كما يعامل الطبيب النفسي؟ بعض الناس -لا أذكر أسماء طبعا، ولكنك تفهمين قصدي- يستيقظ من نومه مكشر الوجه، معقد الروح، ويصرخ في من حوله: بلاش كلام قبل القهوة.. كأن القهوة كائن سحري سيهدهده ويغني له «نام يا (...)
في فجر كالح لا يشبه في شيء فجر الله الموعود بالنور، استيقظت مدينة خان يونس على مجزرة.. لم تكن طائرات الاحتلال تبحث عن مقاوم، ولا عن سلاح كما تدعي، بل كانت تبحث عن هدف نائم، عن قلب صغير لا يعرف معنى الحرب.
كانت الطبيبة آلاء النجار تعالج الجرحى في (...)