قد تبدو كلمة الفيزياء النفسية مصطلحا أكاديميا جافا لكن في حقيقتها هي علم نعيشه كل يوم، دون أن ننتبه لوجوده، هي ببساطة الجسر الذي يربط بين العالم المادي الخارجي مثل الضوء والألوان والأصوات والروائح وبين إدراكنا النفسي الداخلي وما يترتب عليه من مشاعر (...)
أما قبل، في هذا المقال أحاول تقديم تحليل لأسلوب الكاتبة نسمة سمير في كتابة حكايتي «بتوقيت 2028» و«ديجافو»، بناء على مشاهدة جميع حلقات حكاية «بتوقيت 2028» والحلقة الأولى من حكاية «ديجافو»، مع الأخذ في الاعتبار أن كلا العملين كتبا خصيصا ليتماشيا مع (...)
المنتج كريم أبو ذكري لا يعرفني، وأنا أعرفه من خلال أعماله، لكنني لم ألتقيه شخصيا.. ومع ذلك فأنا مدين له بالشكر والامتنان.. لماذا؟ أقولك..
لطالما عاشت الدراما العربية تحت سطوة ما يمكن تسميته ب النجم الأوحد. كان كل موسم درامي، خصوصا في رمضان، يدار (...)
قدم مسلسل «220 يوم» نفسه كعمل مختلف عن السائد في الدراما العربية، لم يكن مجرد قصة حب رومانسية تقليدية، بل كان محاولة جريئة للغوص في أعماق المشاعر الإنسانية، ومساءلة العلاقة المعقدة بين الإنسان والزمن والأمل، ونجح في أن يكون حديث الجمهور والنقاد معا (...)
زمان، في بيوت مصرية بسيطة، كان الأب يخرج من الفجر رايح شغله، يعرق طول النهار في المصنع أو الورشة أو المكتب، ويرجع بالليل شايل معاه كيس خضار، فرخة ولا نص كيلو لحمة، كرتونة بيض، ويمكن لعبة صغيرة لولاده، كان التعب وسام شرف، وكان شيل المسئولية مش (...)
شاهدت أمس الحلقة الأولى من حكاية «بتوقيت 2028»، وهي الحكاية الثانية ضمن مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، والذي يقدم صيغة نادرة في الدراما المصرية قائمة على الحكايات المنفصلة، بحيث تشكل كل حكاية عالما مستقلا بأحداثه وأبطاله وإيقاعه الخاص.
هذه الصيغة (...)
يشكل اسم محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي وقائد المنتخب المصري، ظاهرة فريدة تتجاوز حدود ملاعب كرة القدم. يُطلق على هذه الظاهرة اسم تأثير صلاح (Salah effect)، وهي تعبر عن قدرته الهائلة على التأثير الاجتماعي والثقافي والسياسي، مدعومةً بشعبية (...)
من وقتٍ لآخر، تطفو على سطح النقاشات العامة موجةُ غضبٍ عارمة تطالب بإغلاق تطبيق أو منصة اجتماعية معينة، بدعوى أنها أصبحت منبعًا للانحلال، أو مصدرًا للجهل، أو مرتعًا للإسفاف، أو حاضنة لسلوكيات غير أخلاقية. وغالبًا ما يكون تيك توك في قلب هذه العاصفة (...)
في خضم الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، برزت اتهامات متكررة لمصر بالمسئولية عن إغلاق معبر رفح وتجويع الشعب الفلسطيني، هذه الاتهامات، التي روجت لها أحيانًا مصادر إسرائيلية وصدّقها جمهور السوشيال ميديا، بعدما تبنتها جماعة الإخوان وبروزتها، تخدم (...)
بالأمس، حظيت بحضور العرض المسرحي الملحمي الملك لير على خشبة المسرح القومي العريق بالعتبة بالقاهرة، في نسخته الثالثة التي يقدمها النجم الكبير الدكتور يحيى الفخراني، عن النص الخالد لعملاق الأدب الإنجليزي وليم شكسبير؛ ذلك الكاتب الذي استطاع أن يضع (...)
من النادر أن نصادف عملا دراميا لا يمر على الشاشة مرور الكرام، بل يفرض على المشاهد الوقوف عنده طويلا، متأملا صدق تفاصيله وواقعية بيئته السردية، فبينما تكتفي كثير من الأعمال في الفترة الأخيرة بتقديم حكايات مستهلكة أو سطحية تطرح فيها المهن كديكور، يبرز (...)
ظهور عادل إمام الأخير في صورة عائلية، وهو يشارك في حفل زفاف حفيده، لم يكن مجرد حدث عابر على صفحات السوشيال ميديا، بل تحوّل إلى موجة حنين وترحيب، اجتاحت قلوب المصريين والعرب، وكأن الزعيم عاد ليؤكد أنه لا يزال يسكن ذاكرة الناس ووجدانهم، مهما غاب عن (...)
حادث منوف الذي أزهق أرواح 18 شابة وسائق السيارة الشاب في مقتبل العمر لم يكن مجرّد حادث سير عابر ينتهي بخبر في نشرة الأخبار، بل كان صدمة هزت ضمير كل إنسان لا يزال يؤمن بقيمة الحياة. هذا الحادث المؤلم يدفعنا جميعًا لطرح سؤال جوهري: هل تعريف القانون (...)
في بلادٍ تعاقبت عليها الحضارات كأنها تمرين طويل على الصبر، وفي وطنٍ يعيش مواطنوه في زحمة التاريخ والجغرافيا والأخبار العاجلة، لا عجب أن تكون السخرية هي اللغة غير الرسمية للشعب.. وربما الأكثر صدقًا من كثير من خطابات البرلمانيين.
نعم، المصري لا يسخر (...)
قبل أيام، نشرت مراجعة لفيلم سيكو سيكو، الذي قدّمه الثنائي الصاعد عصام عمر وطه دسوقي في المجمل، كانت المراجعة إيجابية، عبّرت فيها عن إعجابي بأداء الشابين اللذين أراهما من أبرز المواهب الجديدة التي تستحق الدعم والرعاية.
لكن المفاجأة جاءت من ردود (...)
يُقال في المثل الشعبي: حمارتك العرجا تغنيك عن سؤال اللئيم. عبارة بسيطة لكنها بليغة تختصر فلسفة عظيمة: الرضا بالموجود، ومحاولة تطويره، خير من مد اليد للؤم الآخرين. لكن للأسف، في زمن المسابقات السريعة والمنافسات المستعرة، تغيّر المفهوم تماما، وأصبح (...)
هل تعلمين يا مريم أن هناك من يعامل فنجان القهوة كما يعامل الطبيب النفسي؟ بعض الناس -لا أذكر أسماء طبعا، ولكنك تفهمين قصدي- يستيقظ من نومه مكشر الوجه، معقد الروح، ويصرخ في من حوله: بلاش كلام قبل القهوة.. كأن القهوة كائن سحري سيهدهده ويغني له «نام يا (...)
في فجر كالح لا يشبه في شيء فجر الله الموعود بالنور، استيقظت مدينة خان يونس على مجزرة.. لم تكن طائرات الاحتلال تبحث عن مقاوم، ولا عن سلاح كما تدعي، بل كانت تبحث عن هدف نائم، عن قلب صغير لا يعرف معنى الحرب.
كانت الطبيبة آلاء النجار تعالج الجرحى في (...)
في عالم الفن قد نختلف كثيرا حول من هو الأفضل أو الأكثر موهبة، لأن الفن بطبيعته ابن الذائقة، يتشكل في القلب والعين والذاكرة، أحدنا قد يرى في أحمد زكي عبقري الأداء الذي يذوب في كل شخصية حتى لا تكاد تفرق بينه وبينها، وآخر يرى في نور الشريف مدرسة (...)
الكتابة ليست مجرد فعل يدوي ينقل الأفكار من العقل إلى الورق، بل هي طقس روحي، عملية تحرير عميقة، ووسيلة للبقاء، عندما أقول إنني أكتب كي لا أقتل، لا أعني القتل الحرفي فحسب، بل أتحدث عن ذلك الفعل الداخلي الذي يهدد بتدمير النفس والآخرين إذا لم يجد (...)
منذ عقود طويلة، لا تكاد تخلو ساحة الفن المصري من محاولات لتصنيف أفضل ما قدم في عالم السينما والدراما، قوائم عديدة أعدت واستطلاعات رأي أجريت، ومهرجانات وفعاليات خصصت لتكريم الأعمال التي يعتقد أنها الأفضل..
بعضها بني على آراء نخبة من النقاد وصناع (...)
في أعقاب مباراة الأهلي وصنداونز في استاد القاهرة، شهدنا حادثة مؤسفة تمثلت في إلقاء زجاجات المياه على المدرب مارسيل كولر من قبل بعض أفراد الجمهور، ما أثار الانتباه ليس الحادثة بحد ذاتها فحسب، بل التبريرات التي تلتها: هذا أمر شائع في ملاعب العالم، (...)
مرحبا بكم في عالم غسيل الأموال، حيث يتحول المال القذر إلى مال نظيف برائحة المسك ولمسة من الأناقة، وإذا كنت تعتقد أن غسيل الأموال مجرد رمي النقود في غسالة مع قليل من المسحوق، فأنت مخطئ تماما. هذا فن يا عزيزي ومثل أي فن آخر يتطلب مهارة وذوقا وقليلا من (...)
نعم لا ترفعي حاجبيك دهشة، ولا تضغطي على زر التجاهل في عقلك الممتلئ بالتقارير الجافة. أنا سوبرمان الحقيقي، لا أرتدي رداء أحمر ولا أحمل شعار "S" على صدري، ولا أطير في السماء، ولا أغير ملابسي في كابينة هاتف عمومي.
أنا الرجل الذي يفتح صنبور الماء بيد، (...)
عندما نتحدث عن تحليل الشخصيات الدرامية، لا ينبغي أن نخضعها لمعايير أخلاقية صلبة، فالتحليل هنا ليس حكما على الخير والشر، بل تشريحا لدوافع الشخصية وسلوكها ودورها في تحريك الأحداث.
الشخصية الدرامية ليست شخصا حقيقيا يحاسب على أفعاله، بل هي أداة فنية (...)