النقد فعل راق يقوم على الرأي والحجة والملاحظة، أما الطعن في السمعة فهو سلوك منحط لا علاقة له بحرية التعبير أو الصراحة أو الجرأة.. النقد يعني أن أختلف معك في فكرة، أو أقيم أداءك أو أقول إنك قصرت أو أخطأت أو لم توفق في رأيك أو عملك، فهذا من حق الجميع، وهو ما يثري الحوار ويطور الوعي. لكن أن يتحول الخلاف في الرأي إلى اتهام في النوايا والشرف والضمير، فذلك خروج من ساحة الفكر إلى مستنقع التشهير.. الفرق بين النقد والتجريح كالفرق بين الطبيب والجلاد.. الطبيب ينتقد الجسد ليعالجه، أما الجلاد فيؤذيه لمجرد الإيلام.
النقد هدفه الإصلاح، بينما التشويه هدفه الإسقاط.. النقد يبنى على دليل، أما الافتراء فيبنى على الظن والغل والحسد.. النقد يقول: هذا الفعل خطأ، بينما التشويه يقول: أنت إنسان سيئ.
لقد أصبحت في زمننا هذا رياضة رمي الناس بالباطل هواية شعبية يمارسها البعض بشغف عجيب، وكأنها بطولة في التشهير لا في الحقيقة.. لم تعد تطلق التهم في الخفاء بل على الملأ، عبر تغريدة أو منشور أو تسجيل صوتي، لتصاب سمعة إنسان في مقتل قبل أن يُتاح له حتى حق الدفاع عن نفسه.
يرمون الناس جزافا ثم يتركونهم يواجهون العار وحدهم، بينما هم ينتقلون إلى ضحيتهم التالية بدم بارد.. إنها ليست شجاعة رأي، بل جبن قلب وعقدة نفسٍ تبحث عن انتصارٍ رخيص.. والأسوأ أن بعض الجمهور يصفق، كأننا أمام عرض ترفيهي لا أمام جريمة أخلاقية تهدم القيم وتنزع من المجتمع رحمته وعدله.
من حق الناس أن ينتقدوا من هم في مواقع المسؤولية أو الشهرة أو التأثير، لكن لا أحد يملك الحق في أن يمس كرامة أحد أو يطعن في ذمته أو يشكك في وطنيته دون بينة.. فالكرامة ليست مجالا للمزايدة، والشرف لا يوزع بالهوى، والاتهام دون دليل هو جريمة أخلاقية قبل أن يكون قانونية.
في زمنٍ صار فيه كل هاتف منبرا، وكل منشور منصة للحكم على الناس، علينا أن نعيد التمييز بين من يناقش بعقل، ومن يهاجم بحقد.. النقد الحقيقي لا يجرح.. بل يُضيء.. والاحترام لا يعني الصمت عن الخطأ، بل يعني أن نحاسب بأدب ونختلف بشرف ونقول رأينا دون أن نهين أحدا. أكتوبر.. ولو كره الخونة جبل الثقة يُبنى في سنين.. ويهد في ثوانٍ لذلك حين ننتقد فلنلتزم بالحدود التي تحفظ إنسانيتنا قبل أن تحفظ صورتنا.. فالكلمة مسؤولية، ومن يطلق اتهاما دون دليل لا يمارس حرية التعبير، بل يرتكب اغتيالا معنويا.. والأخطر أن هذه الاغتيالات لا تقتل أجسادا، بل تذبح السمعة والروح والثقة في الناس.. فالحرية لا تكتمل إلا بالمسؤولية، والنقد لا يكون شريفا إلا حين يكون خاليا من نية الإساءة.. أما من يستبدل الفكرة بالشتيمة، والدليل بالاتهام، فهو لا يمارس نقدا.. بل ينحدر إلى قاع التشويه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا