فادية البمبي
عملت "بوابة أخبار اليوم" أن الروائي محمد البساطي حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الأداب وتبلغ قيمتها 200 الف جنية وذلك في مجال الرواية.
وحصل الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة عليها في مجال الشعر، أما الكاتب المسرحي محمد فاز بها في (...)
كان مدفوناً بعد موته في مقبرة العائلة. أشرف بنفسه علي بنائها، وزين واجهتها بمربع من الرخام، نقش فوقه بخط أسود اسم العائلة. وكم يوماً مضت؟ لا يدري، يسمع بكاء النسوة حين يأتين لزيارة موتاهن يوم الخميس، يصحبهن مقرئ غليظ الصوت ويخطئ في القراءة، وأولاد (...)
كان ذاهباً لصلاة الفجر بالجامع. عصاه الغليظة تعرف الطريق. اعتاد عليه. تجنبه التعثر في الحجارة. بعض الأولاد الأشقياء ينتظرون مجيئه. يخزونه بعصي من الغاب ويضحكون كلما رأوه يقوس جسده مبتعداً عن عصيهم، يدفعون به إلي الشاطئ فتصطدم قدماه بالحجارة (...)
اسرفت فى وصف الجمال بعالمى
يا مصر انتِ محبتى فلتسلمى
يا اهل مصر تفاءلوا وتفاخروا
زال الظلام وذهب كل ظالم ِ
انا بنينا وسط قهر عزنا
بدم الشهيد وبعض قطر من دمى
مصر قصر والكرامه بابه
ولطين هذا القصر جسمى ينتمى
مصر العروبه ان نسيت زمانها
وبكل (...)
بعد العصر بقليل تبدأ سنية تجهيز نفسها للفرح. أول ما تفعله الصعود إلي السطح لتأتي بغيارها الداخلي المنشور علي حبل الغسيل. تضعه علي حافة الفراش، وتنظف حذاءها الأحمر اللميع. تختبر صلابة كعبه وتضعه بجوار الغيار. تبحث عن شراب طويل. عندها واحد لا تدري أين (...)
أنام وأختي في حجرة واحدة. كل منا علي كنبة. هي في الرابعة عشرة. أصغرها بخمسة أعوام. أصحو علي يقظتها في عز الليل. أري العتمة في الخارج من أعلي النافذة، وأسمع نعيق الغربان المعتاد علي الشجرة القريبة قبل أن تحلق مبتعدة. تمسح أختي العرق بيدها عن وجهها. (...)
ربما كانت بلدتنا الوحيدة في الناحية التي شيدت بها دار للسينما. وجاء الأمر صدفة. كان المنسي في زيارة لأقارب له في العاصمة. ورأوا احتفالاً به أن يدخلوه السينما. خرج منها مذهولاً يغمغم: آه. دنيا غير الدنيا.
ويقول: معقول؟ فيه حاجة زي كده؟
عاد إلي (...)
مرة وحيدة غادر فيها محمد البساطي عالمه الأثير: القرية إلي المدينة، فكانت روايته " ليال أخري"." وسريرهما اخضر" روايته الجديدة يغوص أيضا في عالم المدينة التي يسكنها منذ الستينيات تحديدا في العام الذي صعد فيه إلي منصة نادي القصة مصافحا الرئيس جمال عبد (...)
الشارع قصير واسع يتجنب الكثيرون السير فيه, ربما لما يوحي به من شؤم علي ناصية أحد طرفيه مبني المحكمة, واجهته العريضة بأعمدتها الضخمة المتوازية, وميزان العدالة المنقوش فوقها تلقي الرهبة في النفوس, إضافة إلي العديد من أحكام الإعدام التي (...)