من أحلى وأجمل اللحظات في حياة الإنسان هي تلك اللحظات التي يأتيه فيها خبر سار انتظره طويلا.. في قصة يوسف، كان من الطبيعى أن يكون يعقوب (عليه السلام) شديد الشوق واللهفة لرؤيته واللقاء به، خاصة بعد تلك السنين الطوال من الفراق والآلام والأحزان.. ومن (...)
عادة تكون التجربة القاسية التي يمر بها الإنسان في فترة من حياته لها تأثيرها وحساسيتها في نفسه وفى تفكيره وطريقة تناوله للأمور، خاصة إذا كانت هذه التجربة مرتبطة بفقدان ولد عزيز وأثير لديه.. لذا رفض الأب يعقوب (عليه السلام) أن يستجيب لأولاده العشرة (...)
عادة ما يتأرجح العباد الصالحون في علاقتهم بالله سبحانه بين الخوف والرجاء، فلا هم يميلون بالكلية إلى هذا، ولا إلى ذاك.. في هذا المعنى يحدثنا المولى تعالى في كتابه الكريم عن الأنبياء الذين كانوا يجدون في طاعته ويتسابقون في فعل الخيرات، فيقول: "إنهم (...)
يوسف الصديق (عليه السلام) واحد من أنبياء الله الكرام.. هو مثل ونموذج لعمق الإيمان وقوة الصبر وصلابة الإرادة والقدرة الفائقة على الاحتمال.. وكم هي كثيرة تلك الدروس والعظات والعبر التي يمكن أن نستلهمها من قصة حياته التي امتلأت بالمحن والشدائد (...)
الكذب خيانة للأمانة وضياع للحقوق وإثارة للفتن وإشعال للصراعات الطائفية والمذهبية، وإذا تفشى في قوم أو في مجتمع أفسده، وأدى إلى تدهوره وتفككه وانهياره.. ويحاول الشخص الكذوب أن يستخدم من الكلمات والعبارات، ومن أساليب التحايل والغش والخداع ما يمكنه من (...)
يعتبر تدهور وانهيار منظومة القيم الأخلاقية، كالفساد، والكذب، والغش، والتدليس، والمداهنة، والأنانية، وحب الذات، والسلبية، واللامبالاة، واغتصاب الحقوق، والاعتداء على النفس الإنسانية، هو السبب الحقيقى وراء استفحال الأزمات والتحديات التي تواجهها (...)
في الأوضاع العادية، وفى ظل دولة يحترم فيها القانون، إذا ارتكب إنسان جريمة ما، فإنها يتم التحقيق معه، ثم يقدم إلى المحاكمة، وإذا ثبتت عليه التهمة صدر عليه الحكم الذي يتناسب والجريمة المرتكبة وفقا للقانون.. أما في الأوضاع غير العادية أو الاستثنائية، (...)
من المهم أن نتوقف طويلا أمام ما قاله المولى تعالى في كتابه الكريم (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، والكبد يعنى المشقة والعناء، ويقال: لقي فلان في هذا الأمر كبدا، أي مشقة وعناء..ولا يوجد إنسان على وجه البسيطة منذ آدم عليه السلام وإلى أن يرث الله الأرض ومن (...)
كانت هناك محاولة مستميتة من امرأة العزيز للإيقاع بيوسف في شركها، لكنه أبى واستعصم، وكانت عناية الله وحفظه سدا منيعا حال بينه والوقوع في المعصية.. وعند الباب فوجئ العزيز بامرأته تقف خلف يوسف وهى تمسك بقميصه الذي مزقته بيدها.. وقد اتضح له أن المحاولة (...)
من رحمة الله تعالى بالإنسان أنه ما نزلت به محنة، إلا وأفاء الله عليه بمنحة، تقويه وتأخذ بيده وتسرى عنه حتى يجتاز محنته، بل وتعوضه عما لحق به من أحزان وآلام وأوجاع.. فقط على الإنسان أن يصبر ويحتسب، ويتماسك فلا ينهار أو يضعف، وقد جاء في الحديث: «إنما (...)
لم تكن قصة يوسف (عليه السلام)، التي أفرد لها القرآن الكريم سورة خاصة، مجرد قصة عادية، أو رواية سردية لشخصية محورية مرت بمجموعة من الأحداث والوقائع العجيبة والغريبة، وانتقلت من طور إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، بل هي قصة ذات مضامين فكرية، وفلسفية، (...)