في زيارتى الأخيرة إلى مدينة الدار البيضاء سجلت بعض الملاحظات المتعلقة بظاهرة إنتشار المقاهى التي باتت تجتاح الشوارع المصرية، ولا تفرق بين ريف وحضر، سواء من حيث كثافة عددها أو من حيث كثافة أعداد روادها، أو من حيث طبيعة التركيبة العمرية لهم.
والغريب (...)
بحكم النشأة والتكوين أجدني أميلُ دائمًا إلى أي عمل فني يعبر عن الصعيد وقضاياه.. وربما كان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أتابع بشغف مسلسل فهد البطل للكاتب الشاب محمود حمدان وبطولة النجم أحمد العوضي، وعادة ما أتابع الأعمال الدرامية في سياق (...)
لا يزال التاريخُ يعدنا ويقدم لنا أوصافًا للمستقبل البعيد ونجاحاتٍ قريبة مبهرة، نحققها مع الأيامِ بالصبر، لكنها ممزوجةٌ بمزيدٍ من الوجع. ويحذرنا التاريخ أحيانًا وبشدة، لكنه في المقابلِ لا يكف عن الإغراء والإغواء والدفع المستدام.
وحين يطمئن على (...)
لم تكن السنين التي تمر بنا مجرد أرقام عابرة محسوبة من الأعمار المكتوبة والقدر، بل هي جملة مفيدة من التجارب والعِبر، تُلقننا دروسًا في الحياة، وتعلمنا أن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، وتؤكد على قوله الله تعالي: "أمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ" أي (...)
في مرحلة دراستي للثانوية العامة قرأت مقالًا كانت قد قررته علينا حينها وزارة التربية والتعليم عن الصداقة للكاتب المصري والفيلسوف الأستاذ زكي نجيب محمود لا تزال أثاره عالقة في الذاكرة.. وجاء في صدر المقال عبارة كان من الصعب نسيانها إذ يقول: بالصداقة (...)
على مدار تاريخ مصر الحديث ستظل حرب أكتوبر أيقونة للتفوق بكل معانيه.. فهي ليست معركة عابرة على متن صفحات التاريخ المطوية، وإنما هى انتصار للكرامة الإنسانية، وكسر لغطرسة جيش كان يرى أنه جيش الله المختار. كما يرى أصحابه بأنهم شعب الله وأحباءه وأبناءه.. (...)
عقدان متتاليان من الأزمات والكوارث.. العقد الأول بدأ في 2011 بتصدير ثورات جاهزة بغرض تقويض الأنظمة العربية والعمل على إسقاطها.. لم يكن في الحقيقة الهدف هو إسقاط النظام بقدر ما كان الهدف هو إسقاط الدول تحت شعار زائف اسمه ثورات الربيع العربي.. والتى (...)
أعلن فريق عمل فيلم "الإسكندراني" مساء أمس الجمعة ببدء تصويره وسط حضور أبطال العمل والصحافة، وتحدث العوضي عن الفيلم ودوره.
وقال: "سعيد جدًا إني يشارك في عمل من تأليف الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة، وإخراج أستاذ خالد يوسف، ألا من سوء حظي مقدرتش (...)
مرَّ الذئبُ بالأسد ووجده مهمومًا فسأله: ما لي أري ملكُ الغابة اليوم مكتئبا، فقال الأسد: كيف لا أكتئب يا.. وقد أصبحت وحيدًا بعد أن نفرت مني حيوانات الغابة خوفًا، ردَّ الذئب عندي لك حيلة: اربطك إن وافقت على الشجرة هناك فتألفك الرعية، ويجالسك القاصي (...)
يعود الفنان عمرو سعد لنشاطه الفني من جديد بعد النجاح الكبير الذي حققه في شهر رمضان الماضي من خلال مسلسل "الأجهر"، والعودة هذه المرة من خلال السينما بفيلم "الغربان".
تفاصيل فيلم الغربان:
ومن المقرر أن يعرض الفيلم في صيف 2023، وتدور أحداث (...)
استكمالًا لحديثنا السابق عن متلازمة الاصلاح والتنمية وفى سياق الحديث عن نظرية الثلث في المئة التى تناولتها عبر المقالتين السابقتين.. إذ ينبغي هنا الحديث عن فلسفة تلك النظرية، والتي تنطلق من فكرة مؤداها أن وصف المجتمع بأنه مجتمع ناهض أو منتج أو صالح (...)
تكلمنا في مقالتنا السابقة عن كيف يمكن أن يلعب غياب الفكر الاجتماعي في استبدال الشعوب بالجماهير التي عادة ما تتسم بالسطحية والاندفاع خلف غرائزها ولا يحكمها منطق سليم ويسهل توجيهها وقيادتها، حتى وإن كان ضد الدولة نفسها؛ مما يبرر حتمية تدشين نظريات (...)
على مدار سنوات طويلة مرت على مصر وأعتقد بالتحديد منذ النصف الأول من القرن العشرين الذي شهد أعلامًا في الفكر الاجتماعي والتنويري والإصلاحي المعتدل الذي توغل في فكر المصريين وعقولهم وتخطى الحدود إلى كثير من دول العالم.. فلا نستطيع أن ننسى رواد الفكر (...)
في كل عام يذكرنا العالم بأن هناك اختراعا إنسانيا جميل اسمه عيد الأم وكأننا نحتاجه كل عام مرة لنجدد الإحساس بالأمومة، وكأن الأمومة إحساس يمكن أن يغيب، أو دافع يمكن أن ينطفئ، أو رغبة يمكن أن تموت.. فقد كتبت في مقالة سابقة عن الأمومة وكيف أن مشاعرنا (...)
كثيرًا ما نقرأ ونسمع عن أهمية الوعي والإدراك فى بناء المجتمعات الإنسانية.. وأن الوعي العام للمجتمع هو اللبنة التى تُؤسس عليها الدول حضارتها.. وبدون وعي إنساني بطبيعة الأحوال والظروف التاريخية والأزمات ومصادر القوى تصبح هذه المجتمعات هشة ضعيفة لا (...)
لقد كانت زيارة السيد الرئيس لمحافظة المنيا مجددة للآمال ومكرسة لمفهوم الدولة التنموية الرحيمة التى تنحاز دائمًا لصالح البسطاء من أبناء الشعب مهما كانت الظروف التي تمر بها الدولة قاسية. فقد عاش الصعيد منسيًا لسنوات طويلة الأمر الذى أحدث خللًا فجًا في (...)
اعتاد الناس إلى تشبيه التشاؤم بالنظر إلى نصف الكوب الفارغ، وكأن الفراغ دليل قاطع على التشاؤم.. كنني دائمًا لا آخذ الأمثال الشعبية على علتها، فكثير من هذه الأمثال فاسدة.. تفتقد في أحايين كثيرة إلى المنطق.. ولعل اعتياد الناس على الاستسهال وعدم استخدام (...)
هل نحن نحب الله؟! سؤال ربما يبدو في ظاهره غريب.. لكنني أعتقد أن الإجابة دائمًا حاضرة.. ولا تختلف الإجابة باختلاف سؤال: هل نحن نحب الوطن؟ فليس بينا مختلف على الإجابة، حتى وإن كانت سلوكياتنا اليومية قد تعبر ولو قليلا ًعن غير ذلك.. فما الحكاية إذن؟! (...)
على مدار سنوات طويلة وقبل أن أصبح واحدًا من أصحاب صفحات التواصل الاجتماعي لم أتوقف يوما عن الكتابة وبالطبع عن القراءة.. ولم أتوقف أيضًا عن متابعة أقلام كبار الكتاب والمبدعين وعلى اختلاف مشاربها.. كتبت وقرأت في مختلف فروع المعرفة التاريخ والاقتصاد (...)
من النظريات الجميلة في العلوم الإنسانية نظرية "لعب الدور" أو كما يسمونها "Role Play" والتي تؤكد على أن نجاح الإنسان اجتماعيا وَعَمَلِيًّا مرهونا بقدرته على تعدد الأدوار التي يجيد لعبها وبجدارة، وخاصة الأدوار المتناقضة، فالمفروض أن يلعب الفرد في وقت (...)
أنا أنا يا صديقي هو الذي عرفته في الصغر.. لم أتغير كثيرًا عن ما كنت عليه فى طفولتي.. ربما فقط مساحة الحماقات قد انحسرت، ومساحة الأمل قد تقلصت.. إذ يبدو أن هناك علاقة شبه طردية بين حجم الحماقة ومساحة الأمل! ففي طفولتي كان بداخلي شلال لا يتوقف عن (...)
الشرف في الحقيقة من المفاهيم المعقدة جدا لاختلاف معناه من بلد لأخر. وداخل البلد الواحد نفسه قد يختلف المعنى، ما بين شرف العرض وشرف اليد وشرف الذمة وشرف الكلمة وشرف المقصد والمعنى! وعادة ما يطلق الناس مصطلح الرجل غير الشريف على الحرامي، كما يربطون (...)
لنا فيها مواقيت.. ميقاتّ للسعادة وأخرّ للوجع.. لكن حياتنا ليست بسيطة بالقدر الذى يجعلنا نعطيها الأمان الكافي.. فكثيرّ ما كانت أيامُنا تشبه عواصف الخماسين ونحن كأشجار الموزِ البكر.. نتشبثُ بالأرض وقت العاصفة.. لكننا بلا جذور..
لا شيء يُذهبُ الخوفَ (...)
بداية اسمحوا لي أن أعترف أن أقوى اللحظات التى شعرت فيها بالانتماء كانت أثناء السفر.. وخاصة في المؤتمرات الدولية التى كنت ممثلًا فيها غير رسمي لمصر.. فلم أكن أعرف معنى المسئولية الوطنية إلا هناك.. مصر كانت دائمًا في خاطري.. كانت المعنى الحاضر (...)
سؤال ربما لا يكون منطقيًاً أبدًا.. فهل بإمكان الإنسان أن يعيش بدون قلب؟! الإجابة بالطبع لا.. ولا أقصد القلب ذلك العضو الصغير الساكن في الجانب الأيسر من جسم الإنسان.. والذى به تتحدد سلامته بل وعمره الإنساني المحتوم.. ولا أقصد إذن الحياة البيولوجية (...)