هل تكون البلادُ التى قد وُلِدْتَ بها
لم تكُنْ؟
لم تكُنْ أبداً
مثل تلك الحَمادةِ..
مثل حميمِ البراكينِ إذْ يتخثَّرُ أسْوَدَ؟
يا صُورَتي
قد تقولُ: التماثيلُ ماثلةٌ
رُبّما، غير أنّ التماثيلَ قد بَعُدَتْ ، مثل ما بَعُدَ العهدُ.
بل مثلَ ما بَعُدَ الناسُ (...)
الضبابُ يرخى سدولَه على العاصمة الإمبراطورية، وهى سدولٌ صفيقةٌ، لم يعهدْها الناسُ منذ أمدٍ، وقد كلّفتْهم من أمرِهم شططاً، فالذين خطّطوا لرحلةٍ بالطائرة إلى بلدانٍ تطلُّ فيها الشمسُ على بنى آدم، فوجئوا بالرحلةِ / الحلْمِ وقد أُجِّلتْ، والذين اكتفَوا (...)
الأحياءُ الفقيرةُ ، التى يقطنُها الفلسطينيون فى بغداد ، مثل حيّ البلديات، لا يميِّزُها عن أحياء فقراء بغداد، إلاّ تلك الكوفيّة يعتمرُها من جاوزوا شبابهم، ويتباهَونَ بها صامتين، وإلاّ كونها مجموعةَ عمائرَ ، لا بيوتاً متناثرةً.
إنها نفْحٌ من القرية (...)
(3)
النجفُ ليست بعيدةً...
مع أزيز الطلَقاتِ الأولى، بدأ الزوّارُ السائرون، يركضون فزِعينَ على الطريق، متشبّثين ببيارقهم وطبولِهم،
باحِثين عن مستتَرٍ.
نحن ، بدورنا، كانت لدينا الفكرةُ ذاتُها، إذ انحرفْنا عن الطريق، لنختبئ خلفَ الجانب البعيد (...)
(2)
نهارَ القبضِ علينا...
صرتُ أشكُّ فى أيّ هدنةٍ، بعدَ مُقامى الطويل فى لبنان، زمنَ الحرب الأهليّة.
حين كانت الهدناتُ تعلَنُ، كنت أقول لأصدقائى مازحاً: أبقوا رؤوسكم خفيضةً . الرصاص سينطلق فى أى لحظة!
وقد كان الأمرُ حقيقيّاً هنا. إذ كان بمقدورنا، (...)
(1)
الطريق إلى الكوفة
“ إنه جاسوسٌ أمريكيٌّ ! “
هكذا هتفَ أحد أفراد جيش المهديّ، وهو ينحنى فى نافذة سيّارتي، ويخطف كوفيّتى الحمراء/ البيضاء التى كنتُ أعتمرُها، متَخَفِّياً .
كان ذلك فى التاسع عشر من نيسان ( أبريل ) 2004، وكنت أحاولُ بلوغَ المدينة (...)
(1)
تدخلُ المَوصِلُ الآنَ بين السطور
تدخلُ الموصلُ الآنَ بين السطورِ العميقةْ
لن ترِفَّ الطيور
بعدَ أن هجَرَتْها الحديقةْ .
*
الروافصُ من مَنْقعٍ فى الجنوب
ومن كل أكواخِه الطينِ جاؤوا
يهْدِمونَ المنارةَ قبلَ الغروب
مُطِيعينَ ما يأمُرُ الغُرَباءُ (...)
البحيرةُ التى تلتمعُ فى البعيدِ
البحيرةُ التى تلتمع فى المساء المبكِّرِ
البحيرةُ التى تلتمعُ بين أشجار الشتاء المُعَرّاةِ
البحيرةُ التى ماؤها رصاصٌ
البحيرةُ التى لا سبيل لنا إليها
هذه البحيرةُ سنظل نرصدُها، غافلِينَ عنّا.
*
يومَ كانت أثينا تجيءُ مع (...)
ماركس متوسط القامة ، عمره 34 سنة، أخذ شعره يشيب بالرغم من أنه فى ريعانه. قويّ البِنية ، تشبه ملامحُه زيمير Szemere رئيس وزراء الحكومة الثورية الهنغارية قصيرة العمر فى 1848 ، الذى كان صديقاً لماركس، لكنّ سحنته أغمق ، كما أن شعره ولحيته أسودان. الأخير (...)
قراءة فى مجموعة محمد الأشعرى الأخيرة
- قصائد نائية
قصائد نائية هو عنوان مجموعة محمد الأشعرى الشعرية، الصادرة فى العام 2006 عن دار توبقال للنشر، بالدار البيضاء. تقع المجموعة فى ثمانين صفحة، وستٍ وعشرين قصيدة تعتمد فى مُعظمِها قصيدةَ النثر شكلاً (...)
قصيدة لماريو سُسْكو
ماريو سُسْكو شاعرٌ من البوسنة ، شهدَ الحرب هناك، وعاد في العام 1993 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقيم ، متقطِّعاً، في السنين الخمس والثلاثين الأخيرة، ويدَرِّس في الجامعات هناك. قصيدته هذه اخترتُها من ديوانه الأخير الصادر (...)
قد لا نجدُ فى تاريخ البشر، ومحاولتِهم تغييرَ مصائرِهم نحو الأفضل، أفضلَ وأنقى من ثورة سبارتاكوس أيّامَ روما، ومن كومونة باريس فى عصرنا.
أقولُ هذا، بعد متابعاتٍ شتّى لتاريخ الثورات وأسراره، أخذتْ شطراً لا بأسَ به من اهتماماتى العامّة، عبرَ عقودٍ (...)
أمس، نهاراً، زارني في منزلي بالضاحية اللندنية، صديقٌ بريطانيٌّ، إنجليزيٌّ أباً عن جَدٍّ ؛ لا هنديّ، ولا عربيّ مثلي، ولا جامايكيّ ... إلخ .
والأمرُ عجَبٌ حقاً . إذ ليس من عادة الناس، هنا، التزاور في البيوت، أساساً . أمّا أن يزور إنجليزيٌّ شخصاً (...)
فيما ألِفْناهُ من عربيّةٍ ، يُمْكِنُ أن نضع مرادفاً
أو إثنَين، لهذا السؤال :
أخياليٌّ أنتَ؟
أمُخْتَلٌّ أنتَ؟
ذلك لأن كلمة طوباوِيّ، وهى نسَبٌ إلى «طوبَى»، تعنى فى سايكولوجيّة الانزياح، شخصاً ذا أوهامٍ .
لكنْ، سرعانَ ما يختلف الأمرُ جدّاً، حين نعود (...)
فى العام 2011، وفى براغ، أيّامَ مهرجانٍ عالميّ، مُنِحْتُ فيه “ جائزة حريّة التعبير “، كنت أقيم فى فندق “يوسف”، غير البعيد عن “ المقهى الأخضر “ الذي كان موئلَ محمد مهدي الجواهريّ الأثيرَ.
فى الفندق ذاتِه، كان ديرِكْ والكوتْ .
فى أيّام المهرجان (...)
أيّامٌ أربعةٌ ما زالتْ بين يدَيّ ، وأنا في «الأقصُر»
فجرَ الثلاثاء 28 فبراير ( شباط ) سأعود إلى لندن ، العاصمة الإمبراطورية ، حيث مُقامي .
لستُ متلهِّفاً على العودة إلى أوروبا.
ولستُ حزيناً لمغادرتي “ الأقصُر “ ، فأنا عائدٌ إليها، في موعدٍ غيرَ (...)
الرواية اليابانية، في القرن العشرين بخاصّة، حظِيَتْ بمكانة رفيعة في بانوراما الرواية في العالَم .
Yasunari Kawabataياسوناري كاواباتا، فاز بجائزة نوبل في الأدب، العامَ 1968.
Kenzaburo OE كنزابورو أوي، فاز أيضاً بجائزة نوبل في الأدب، العامَ 1994
( قد (...)
قبل أيّام أتممتُ قراءة روايةٍ تحمل عنوان « نبتةٌ شيطانيّة» Sport of Nature، لنادين غوردِيمَر ( 1923-2014 )، التي حازت جائزة نوبل للأدب في العام 1991.
هذه الرواية هي الكبرى بين أعمال نادين غورديمر (يبلغ عدد صفحاتها نحو الخمسمائة من القطع الكبير).
لقد (...)
(1)
يومُ القِرد
كان، وهو الشريدُ، يريدُ الوصولَ إلى غابةٍ .
كان يحملُ نظرتَهُ، وابتسامتَه، والبراغيثَ،
مثلَ الجوازِ الذى سوف يحملُهُ ذاتَ يومٍ ...
لقد بَعُدَ العهدُ؛
والغابةُ، الآنَ، صارت دروباً،
وشوارعَ
أو ملْعَباً يتعاركُ فيه الصغارُ على كُرةٍ (...)
حول رواية ناطق خلوصى «البحث عن ملا»
في العام 2014 ، كتبتُ عن “ أبواب الفردوس” ، الرواية الثانية لناطق خلوصي، مشيراً إلى أنها “رواية موضوعيّة ، بمعنى أن الشرط الأخلاقيّ الأساس، وهو النأي بالذات ، في الفن الروائي، متوافرٌ هنا، في الأحداث والأشخاص، (...)
فى العام 1960، كان اتحاد الأدباء فى عام تأسيسه الأول، وفى المبنى الذى كان نادياً لِعِلْيةِ القوم فى بغداد الملَكيّةِ .
إلى يمين المدخل، مكتبة الاتحاد .
عبد الأمير الحصيرى... أمينُ مكتبة الاتحاد الوليد.
كان عبد الأمير جاءنا من النجف، فتىً حيِيّاً، لا (...)
قليلةٌ هي المجموعات الشِعريّة التي تتوافرُ على موضوعةٍ واحدةٍ .
المألوف لدينا لديّ أنا أيضاً) الديوانُ الذي يضمّ قصائدَ ذاتَ اهتماماتٍ والتقاطاتٍ شتّى، قد لا يجمعها إلاّ المسعى الفنيّ ؛ هذا، إنْ توافَرَ المسعى واضحاً، مُسَمّى، لا تُخْطِئه عينٌ (...)
قدّمتُ بصراحةٍ ووضوحٍ رأيى فى جريمة الاحتلال.. وآثارها اللعينة على الشعب العراقى
بعد انتهاء الأدباء ومع التصفيق.. شعرت بنشوة أقرب إلى الدوخة وعرفت تماماً معنى «الكاباريه» الشعرى
صار التأكيد على الثقافة الوطنية الكندية أشدَّ إلحاحاً فى السابق (...)