هل تكون البلادُ التى قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ؟ لم تكُنْ أبداً مثل تلك الحَمادةِ.. مثل حميمِ البراكينِ إذْ يتخثَّرُ أسْوَدَ؟ يا صُورَتي قد تقولُ: التماثيلُ ماثلةٌ رُبّما، غير أنّ التماثيلَ قد بَعُدَتْ ، مثل ما بَعُدَ العهدُ. بل مثلَ ما بَعُدَ الناسُ عن كونِهِمْ بَشَراً أسْوِياءَ.. نَعَمْ! هكذا قد غدَوْنا هنا: قاتلٌ أو قتيلٌ.. وتلك البلادُ التى قد وُلِدْنا بها، لم تكُنْ.. فلْتَكُنْ، أنتَ، شاهِدَها، فى الأقَلِّ! ولا تبتئِسْ.. أنتَ فى المطبخِ الآنَ تلمحُ ماءَ البُحيرةِ. قد سقطَ الورقُ الغابةُ، الآنَ، منفسَحٌ. سوف تلمحُ حتى القواربَ بعد انتظارٍ . تَلَبَّثْ إذاً! أنت فى المطبخِ المطمئِنِّ.. البحيرةُ سوف تكونُ غداً، ملءَ عينَيكَ. أطبِقْهما الآنَ: إنّ البلادَ التى قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ. ولكَ الآنَ فى بغتةٍ.. أنْ تكون!