ظلت الثقافة عبر التاريخ حكرا للأغنياء، والموهوبين الأفذاذ فقط. ومع بداية المشروع الرأسمالي / الديمقراطي، كانت هناك ضرورة لزيادة عدد المهتمين بالعالم الثقافي لغرض واضح ووحيد هو تقوية الطبقة المتوسطة القادرة علي دفع حركة الاقتصاد، وتوسيع دائرة (...)
أكتب إليك لأعبر لك عن مدى سعادتى بهذه الأيام الأربعة التى قضاها وفد احتفالية فلسطين للأدب فى غزة. كانت هذه الأيام من أطيب الأيام التى قضيتها مؤخرا، لأنكم صحبتم معكم، إلينا فى غزة، رياح الثقافة والفن، وسوف تظل لقاءاتكم فى صدورنا نحملها معنا أيما (...)
فى جلسة ضمت عددا من الأصدقاء المهمومين بالشأن العام، انساب الحوار من كارثة مالى، إلى القتلى فى جنوب السودان، ثم تسلل شرقا نحو السعودية، وإذ بصديق يهتف «إلا السعودية» فقد اكتشفنا فجأة أنها خط «أحمر»، فضحك آخر قائلا: لكن الأحمر لون خطير فقد كان لون (...)
هناك ملامح كثيرة فى المشهد المصرى العام تؤكد استمرار الثورة على الرغم من كل المجهودات لاحتوائها وضربها. واحتفاء منى بهذه الحقيقة الواضحة كالشمس قررت أن أكتب اليوم شعارات الثورات، بغض النظر عن مكانها وزمانها، لدفع الدماء الثورية فى عروقنا ضد كل ما هو (...)
هؤلاء المرشحون لرئاسة الجمهورية لا يستحقون أصواتنا. فكلهم ودون استثناء يتعاملون معنا باعتبارنا زمرة من المتخلفين عقليا. قيل لهم إن الشعب المصرى جاهل ولن ينتخب بناء على برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، وإنما سوف يتم الاختيار بناء على معايير لا علاقة (...)
التغيير فى مصر سوف يتم من أسفل إلى أعلى، أو هكذا يجب أن تتم الأمور الآن. فلندع قمة الهرم تداعب الضباب وتنعس مع سحب التلوث الصاعدة، ولنتابع بهمة ماذا يحدث فى قاعدة الهرم، نلتحم معها وندعم بكل القوة اللازمة حركات التغيير والإصلاح، حركات الاحتجاج (...)
لقد وقع الشعب المصرى فى الفخ المنصوب له من أصحاب القوى والمال والسلطة وتابعهم الإعلام، وأصبح لا يتحدث إلا فى الانتخابات الرئاسية القادمة وكوارث البرلمان وكتابة الدستور. وبالطبع يخلص الناس بعد جدال فى هذه الموضوعات الثلاثة أن المطالب الثورية ماتت (...)
أتمنى ألا يتصور القارئ أننى سوف أجيب عن هذه الأسئلة. بل سوف أكتفى بطرح المزيد من الأسئلة حول قضية تمويل الحياة السياسية المصرية. فهى قضية جوهرية فيما يتعلق بالديمقراطية فى مصر. فأحد أوجه الخلل الرئيسية فى المشهد السياسى الراهن يعود إلى عدة عوامل (...)
«الفقراء ملوك فى النظم الديمقراطية». قالها أرسطو فى كتابه: «السياسة». لأن الفقراء هم دائما الأكثر عددا. والأكثر عددا هم الذين يحددون النظم والقوانين والدساتير باختيارهم أعضاء البرلمان. كما يختارون رئيس الجمهورية. لم يتخيل أرسطو أن النظام الرأسمالى (...)
بدأ العرض المسرحى الهزلى للانتخابات الرئاسية المصرية وسط اهتمام عام بهذا الحدث الدرامى الشيق. يحاول كل مصرى هذه الأيام تحديد مرشحه الذى سوف يقف إلى جانبه، بالتصويت لصالحه والدعاية له وسط دائرة أصدقائه ومعارفه. هناك حالة فرحة بفكرة أن الديمقراطية (...)
أتذكر فى أحد اللقاءات التى تعد على أصابع اليد الواحدة التى جمعتنى بوالدى الشاعر عبدالرحمن الخميسى، وكنت فى نحو الرابعة عشرة من عمرى، أنه قال لى وهو يتحدث بحماسة فائقة عن شاعر لا أتذكر الآن اسمه: شعره يا خالد يتردد فى الشوارع، الناس تتغنى بقصائده، (...)
يسألوننى من سوف يربح فى الانتخابات؟ فيكون ردى دائما «من يمتلك أكبر قدر من الأموال لحملته الانتخابية». هكذا تم ضبط نظام الديمقراطية التمثيلية من أئمة المؤسسات المالية التى تدير دفة الحكم فى العالم لكى تستمر فى سيطرتها على مقدرات الكوكب. هكذا تم تطوير (...)
«الديونقراطية» هو اسم فيلم تسجيلى يونانى أذيع لأول مرة فى أبريل 2011. يتناول الفيلم الأزمة المالية فى اليونان وقضية الديون. ولكنه فى الواقع يتحدث عن جميع دول العالم التى ترزح تحت وطأة الديون. فما أقرب حال اليونان بحال أيرلندا وحال الاكوادور وغيرها (...)
هذه بعض الحواديت التى استمعت إليها يوم الأربعاء الماضى. يوم مسيرة الألتراس.
عرفت منذ عام أن كليتى بدأت تعطب. بدأت بعدها أجزاء أخرى متناثرة فى أنحاء جسدى تتداعى واحدة بعد الأخرى. هذا فى الوقت الذى انخفض فيه دخلى بمعدل يفوق الخمسين فى المائة. يبدو (...)
هو البروباجاندا، وهى الدعاية الموجهة، أو الترويج لأفكار أو مفاهيم بعينها، بهدف التأثير على آراء أكبر عدد من الناس. تعتمد البروباجاندا عادة على تقديم مادة غير موضوعية وناقصة وتختلط فيها المعلومات، بحيث تمتزج بتوجهات عاطفية أو دينية بصورة تسمح (...)
ثورتنا المصرية متعثرة الخطوات. وهذا يعود لأسباب عديدة، أهمها فقر الفكر الحاد لهذه الثورة. لم تمد الثقافة المصرية ثورتنا بأفكار يمكن أن تشكل حجر الزاوية لإحداث نقلة نوعية لهذه الثورة نحو تشكل وعى قادر على حسم تغييرات جذرية فى بنية النظام السياسى. (...)
أنا ضد الديمقراطية التمثيلية. أنا ضد الفكر الليبرالى. أنا ضد الدولة الدينية. أنا ضد النظام الشيوعى. أنا ضد النظام الدولى القائم. أنا ضد النظام الرئاسى. أنا ضد النظام الحزبى. أنا ضد النظام البرلمانى. أنا ضد جامعة الدول العربية. أنا ضد ثقافة النظام (...)
خسرت الثورة صاحبة الفكر العقلانى والرؤية المستقبلية الجولة الأولى وانتصر فيها الفكر الغيبى صاحب الرؤية الرجعية والمحافظة. ولم يكن هذا الانتصار ناتجا كما يروج البعض لسوء إدارة المرحلة الانتقالية من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمخابرات العامة (...)
فاجأنى بأنه يناضل مع آخرين فى تأسيس نقابة جديدة. كان شابا فى نهاية العشرينيات من العمر، تزوج فى يوم 9 فبراير فى ميدان التحرير بعد أن قضى هو وخطيبته كل أيام الثورة يهتفان لإسقاط نظام. وفى يوم 11 فبراير يوم رحيل مبارك قضيا سويا ساعات طوال فى الفراش (...)
انتهى أطول عام مر على مصر منذ وعيت على الدنيا. فيخطئ من يتصور أن الزمن ينقسم إلى ثوان ودقائق وساعات، وإنما الزمن بكثافة ما ينقله لنا من مشاعر ومعلومات وأحداث وخبرات وما يحدثه من أثر فى حياتنا. والعام المنصرم لم يبخل علينا بكم هائل من كل ما ذكرت. فكل (...)
كانت جنازته تعبيرا رائعا عن شخصيته. صحيح أننى لم أكن أتصور أن الجنازة سوف تضم كل هذا العدد من البشر، ولا كل هذه الشخصيات الشهيرة على الرغم من أن زوجى لم يحترم أبدا الشهرة وكان يبتعد عنها وكأنها فحش، حتى أنه من كثرة بغضه فى الشهرة كان معروف عنه أنه (...)
أمام تعجبى من اهتمام الإعلام المصرى بنتائج الانتخابات التشريعية التى تجرى، دون النظر فى النظام العام المنظم لهذه الانتخابات، أو مدى شرعية النظام الذى تجرى هذه الانتخابات فى ظله. فالملعب غير معد والحكم غير مستعد للتحكيم والتطبيقات العملية لقانون (...)
القبعات مصطلح يتم استعماله للتعبير عن الموقع الذى يتحدث منه الشخص. وهو الموقع الذى يحدد زاوية الرؤية وكذلك الأرضية التى يستند إليها المتحدث أو الكاتب فيما يكتبه. ويطل علينا من المنابر الإعلامية كتابا يرتدون أربع قبعات أساسية. قبعة الصحفى والأكاديمى (...)
تمتلك وتدير القوات المسلحة المصرية (حسب مصادر أجنبية) حوالى 40% من ثروة مصر الإجمالية. كما أنها قد طورت عبر العقود الماضية علاقات شراكة مع مؤسسات محلية وإقليمية حتى باتت مؤسسة إقتصادية عملاقة بكل المقاييس، ويكفى السير فى أى مكان عبر القطر المصرى من (...)
ما كتبته وكتبه غيرى بعد سقوط مبارك لم يتغير وما طالبنا به آنذاك هو ما سوف أكتبه الآن باختزال شديد. الفارق أننا اليوم عايشنا مدى تهلهل وتردى وتهافت الأحزاب السياسية المصرية، المعضلة أن هذا ما يتوجب عمله بدءا من الساعات القليلة القادمة:
تشكيل مجلس (...)