بات واجبًا أن نتصارح، بما يتجاوز الوضوح، فحين تكون الأنواء والعواصف عاتية، حتى يكاد القارب معها أن يهوى فى قاع المياه العميقة بما يعنى الموت الجماعى المحقق، فلا مجال لأن نتحدث عن قميص غير مهندم، أو رابطة عنق لم توثق فيونكتها جيدًا، أو بنطلون لم يتم (...)
ما جرى فى معهد القلب بالقاهرة، الشهر الماضى، واقعة كاشفة _ من كل الوجوه _ و تستحق أن نقف عندها طويلاً، بالفحص والدرس الشاملين، لأنها تكشف لنا عن زاوية شديدة الوضوح من زوايا الرؤية، التى تتيح لنا أن نفهم "نوع الإنسان" أو "المواطن"، الذى فرخته مرحلة (...)
كنت واثقًا أن الضمير الشعبي الجزائري _ منذ 2011 يوم فار الحراك الشعبي العربي في عدة أوطان _ يتكتل تدريجيًا لفعل "شعبي" كبير، ويستعد لانطلاقة وطنية، تنتفض للكرامة، وتمنح دروسًا مجانية للجميع.
وكنت واثقًا أن هذا الحرك الشعبي، لن يكون كأي حراك، وأنه (...)
بعد ساعات قليلة من مجزرة مسجدى نيوزيلندا، يأتى الدور على " سوريا " الحبيبة، بصمات القتل هى هى، والغل الأسود هو هو لم يتغير، الرغبة السادية نفسها فى عصر " المسلم " و" العربى" عصرًا فى خلاط التعذيب والتلذذ بإراقة دمه، وملء الأقداح منه بانتشاء جنونى، (...)
أخيرًا تهاوت الأقنعة بما يتجاوز الوضوح! أخيرًا تعرت المنظومة الأوروبية/الأمريكية حتى من ورقة التوت! أخيرًا أسقطت حرارة الأحداث كل الماكياج والأصباغ والمساحيق عن وجه " الأبيض الأوروبى الكيوت " الذى يأكل بالشوكة والسكين، ويرقص مع أغنيات "فرانك سيناترا (...)
كانت حادثة القطار المزلزلة المروعة _ غير المسبوقة _ فى محطة رمسيس، فى الساعات الماضية، واحدة من المؤشرات الكاشفة بقوة لنوع اللحظة التى تعيشها مصر، على كل المستويات والأصعدة . اتشحت مصر بالسواد، واستوطن النفوس حزن حقيقى غائر لا ادعاء فيه. وداخل (...)
لا تزال فلسطين بخير لأن فيها أمثال د."سلمان أبو ستة " المؤرخ العربى الذى أحدث اختراقًا عالميًا مميزًا من خلال جسر "التاريخ ". هو حدث خطير فى حياتى، يؤرخ به للحظة فارقة من لحظات العمر، حيث التقيت بالمفكر الموسوعى الفلسطينى الكبير د. "سلمان أبو ستة" ( (...)
انعطافا ً على المقال السابق مباشرة حول المطرب " سعد الصغير " و دماء الأبرياء في سوريا ، و لجوء بعض التيارات و القوى السياسية في العالم العربي إلى توظيف ظاهرة " النجومية " و النجوم المصنعين _ بشكل زائف _ لتمرير بعض المشروعات السياسية ، يصبح ضروريا ً (...)
بوضوح فلم تكن مأساتنا العربية، منذ أقدم العصور، وتحديدًا منذ تحول الأمر في حضارتنا العربية من "الشورى" إلى "التوريث والملك العضوض"، وفق الطريقة التي أخذت بها البيعة عنوة ل"يزيد بن معاوية"؛ رغم تلاوة سورة كاملة اسمها "سورة الشورى"، كان ينبغي أن تغرس (...)
كان من المفترض أن تكون قضية الزى، من قضايا الضمير الإيمانى الداخلى فى مصر، فلا يحمل بعض المسطحين دفًا وطبولاً وصاجات للفت الأنظار إليها والدوران بها على كل بيت بما يخرج بها عن حدودها الطبيعية، ولا يوظفها بعض رجال السياسة والكوادر الحزبية والمنتسبين (...)
تابع الناس فى العالم العربى، مشهدًا عجيبًا فى أيام "قرطاج" المسرحية الدائرة فى تونس هذه الأيام _ وهى الدورة العشرون من المهرجان المسرحى الأشهر عربيًا _ ففى العرض المسرحى السورى المسمى: " يا كبير"، وهو عرض سورى / ألمانى مشترك، فاجأ الممثل المسرحى (...)
توالت الأحداث الصادمة فى فرنسا منذ أسبوعين، بصورة صاعقة مباغتة، ولم يكن فى حسبان أكثر المراقبين تشاؤمًا أن يرى حرب شوارع فعلية فى باريس، و تخريبًا للبنايات والعمائر والمرافق، وقطعًا للطرق، وأرتالاً عسكرية أو مدرعات تجوب الشوارع، حيث قامت السلطات (...)
" لا يوجد أحد يكره شخصا ً بسبب لونه أو دينه ، فإن الناس و إن كانوا قادرين على تعلم الكراهية ، فلابد و أنهم قادرون على تعلم الحب ! " هكذا قال المناضل الإفريقي المعروف " نيلسون مانديلا " ، و كان يعقب _ في حقيقة الأمر _ على تاريخ طويل من العنصرية و (...)
نجح شيخ الأزهر د/ "أحمد الطيب" (1946 _ ..)، في الساعات الماضية، في أن يخطف الكاميرا من الجميع، ويثير الاهتمام الشعبي على نطاق واسع، ويستعيد الثقل الفكري والمعنوي _ إلى حد كبير _ إلى الأزهر، جامعًا وجامعة وحاضنة وطنية وفكرية، حين تحدث في أحدث ظهور (...)
لم تكن القضية عندى مجرد حديث "متعجل" متغطرس، موغل فى التسطيح والبذاءة، صدرت به نائبة البرلمان الكويتى "صفاء الهاشم" ( 1964 _ ..)، أسوأ لغة للتخاطب، وأشهرت به أخس سكين مسنون لتسميم العلاقات والولاءات والروابط العربية بحماقة لا نظير لها، وهى الروابط (...)
فرغنا - في المقالين السابقين - من تحديد مشكلة الإلحاد في مصر والعالم العربي، وتبين لنا - دون شك - أن أزمة الإلحاد في أوطاننا أمر جاد لا هزل فيه ولا يحتمل السخرية أو "القلش"، وفق طريقة المصريين المفضلة، وتبين بصورة جلية، أن الملحدين العرب، في طريقهم (...)
يتصور بعض مثقفي وسط البلد التعساء في مصر، وهم يتجشأون ويحتسون "الكاباتشينو" ويدخنون النارجيلة في مقهى "زهرة البستان" أو "مقهى ريش"، أن العالم يتجه نحو "الإلحاد" الشامل الممنهج، وأن الدوائر العلمية قد اتخذت من الإلحاد، منطلقًا أوحد، أو أن الإلحاد هو (...)
تشكلت ضفيرة متكاملة من النتائج والتداعيات، التي كانت حصادًا مباشرًا للأزمات السياسية والاقتصادية العنيفة في مصر والعالم العربي عمومًا، ولا شك أن استفحال حالة الإلحاد وتناميها، وتغلغل تأثيراتها العميقة، كل أولئك كان جزءًا من هذه النتائج الناجمة عن (...)
حاولنا طويلًا أن نهرب من هذه الحقيقة، وتجنبنا في معظم الأحوال، التحديق في عين "الكابوس" الرهيب، الجاثم على صدورنا جميعًا، ومن ثم التعامل معه بواقعية وحذر واجب! لكن وثقنا أن تجارة الأحلام لا تجلب إلا الخراب، والتعلق ب"يوتوبيا" أو "مدينة فاضلة" عبيطة، (...)
ترددت كثيرًا قبل كتابة هذا المقال، واستغرق الأمر مني وقتًا طويلًا _ أصدقكم القول _ للتفكير أو معاودة النظر، حين خطر في ذهني أن هذا الذي أكتبه الآن، ربما يحمل معنى المخاطرة الكاملة بفقدان صديق وأستاذ أعتز بصداقته، وتتلمذي على يديه، أمدًا زمنيًا، أعني (...)
أصيب قطاع كبير من الرأي العام المصري، بصدمة مزجت ردود أفعاله بين "الذهول" و"الغضب الناقم" الشديد، بعد أن تابع الناس مهرجان "الجونة" السينمائي، الذي شهد منافسة (غير مسبوقة) في إبراز النهود والصدور وعرض الفساتين الساخنة، التي تكشف بأكثر مما تستر، دون (...)
عبرت، مرارًا، من خلال هذه المساحة عن استغرابى غير المحدود، من نوع الرهان الذى تتبناه الإدارة المصرية، أو أجنحة معينة داخل هذه الإدارة، من خلال سياسات التصعيد المستمر مع أية رقعة معارضة، مهما بدت محدودة الدائرة والتأثير، والإصرار _ بالغ العناد! _ على (...)
نام الناس فى مصر، ثم استيقظوا وفُوجئوا _ دون أدنى تمهيد أو مقدمات _ بنقل ستة مذيعين (نعم ستة مذيعين دفعة واحدة!) من "إذاعة القرآن الكريم"، أشهر الإذاعات فى المنطقة العربية على الإطلاق، وتوزيعهم على محطات إذاعية أخرى! كان القرار صادمًا وموغلًا في (...)
ورثنا _ من أسف _ من أدبيات ثورة يوليو 1952 وهمًا عريضًا، وأسطورة خرافية لا وجود لها فى واقع التاريخ الإنسانى، لكن لها وجود متمكن فى أذهان بعض الناس في مصر منذ الخمسينيات من القرن الماضى، أو فى أدبيات الخطاب الإعلامى _ منذ عقود _ أعنى العبارة المثيرة (...)
ثبت بالمؤشرات الكثيرة، أن الدولة لم تستخف يومًا (دم) الروائى الكبير أحمد خالد توفيق، ولم تسترح مطلقًا إلى أفكاره التى استوطنت عقول الشباب ووجدانهم، الذى تشكل منذ الثمانينيات فى رحاب روايات "خالد توفيق" ونصوصه الممتعة المدهشة، ولا أدل على ما أقول من (...)