لعبنا ونحن أطفال لعبة السؤال والجواب. يسألون السؤال، فنفشل فى الإجابة أو نتردد فيعاودون السؤال بصيغة ثانية أقل تعقيدا فنفشل أو نتردد فيطرحونه مرة أخرى بصيغة مخففة فنفشل فى الإجابة أو نتردد فيجربون مرة أخيرة فنفشل أو نتردد فيعلنون الفوز متضمنا فى (...)
ركبت الحمار فى إحدى زيارتى المبكرة لريف مصر وأنا بين الطفولة والمراهقة، ركبته لينقلنى من عزبة إلى عزبة أخرى. كنت أزامل فى مدرستى الابتدائية، كما فى الثانوية أطفالًا ثم مراهقين من عائلات مالكة لأراضى فى وسط وشمال الدلتا. دعيت مرارًا من جانب هؤلاء (...)
أتذكر أياما لم نختلف فيها حول معانى المفاهيم. كنا سذج أم كنا نعيش فى عالم بمعالم واضحة خطوطه مستقرة والنوايا فيه ثابتة.
• • •
الاستعمار مثلا. جاءت فترة كانت المؤتمرات الدولية الأهم تعقد تحت اسمه. لم تخجل الدول الأوروبية من أن توصف بكونها استعمارية (...)
أوراقى مشكلتى بل لعلها أعقد مشكلاتى. أبحث عن ورقة بعينها بين أوراقى وفى غالب الأحوال أو المرات لا أجدها. يحدث فى مرات غير قليلة أن أجد أمامى ودونما بحث مسبق ورقة أو وثيقة كنت نسيت أمرها أو يئست من العثور عليها أو انحسر اهتمامى بقضيتها، أجدها فأفرح (...)
تهف صور أشياء مع كل نسمة تحمل ذكرى من ذكريات الماضى. تهف فأسارع بالاتصال برفيقة من رفيقات هذا الماضى الغنى بأشخاصه وأشيائه وحكاياته، أتحرى عندهن، وبخاصة عند نبيلة وأميرة، صدق وتوابع ما هف من ذكريات هذا الصباح. أتحرى أيضًا قدر تعاستهن أو سعادتهن (...)
الصخب فى كل مكان. قرقعة القنابل فى غزة مختلطة بصراخ وعويل الأمهات. طبول تحث الفتيات على هز شعورهن ترحيبًا بالضيف الكبير. أصوات مئات الصحفيين والمصورين تحاول جذب الانتباه. صفارات الإنذار تدوى فى مدن وسط إسرائيل مختلطة بفرقعات صواريخ ترتطم ببعضها، (...)
مرض النسيان أو كذلك ألزهايمر الذى ينسب إلى مكتشفه الطبيب الألمانى «لويس ألزهايمر عام 1906» ويعود اكتشافه عند تشريحه لمريضة بالنسيان الدائم عقب وفاتها، التى كانت تعانى من فقدان الذاكرة، وقد علق الطبيب العالمى «مارك وورثمان» المدير التنفيذى لجمعية (...)
قضيت سنوات طفولتى وفجر مراهقتى فى بيت الأب فيه يدخن بحرص وحسب توقيتات لا تتبدل والأم تكره رائحة الدخان وتحرمها على المطبخ. الوالد يدخن فى مواعيد تكاد لا تتغير. سيجارة مع قهوة الصباح وأخرى بعد استراحة القيلولة، ولا تدخين بينهما. سنوات قضيتها أيضا فى (...)
عشت سنوات، وما أزال، أجمع حكايات عن الحب، عن كل أنواعه، حكايات عن حب شخص لآخر، حب صبى لفتاة، حب نساء لرجل، حب الناس لزعيم، حب زعيم لشعبه، حب امرأة للحياة، حب إنسان لنفسه، نعم حب من كل نوع، ولكنى كثيرًا ما كنت أتوقف طويلًا أمام حكاية بعينها قبل أن (...)
كنت طالبًا أدرس العلوم السياسية خلال أهم مرحلة فى مراحلها الانتقالية، عندما كان أغلب الأساتذة ما زالوا من دارسى القانون وأقلهم من خريجى معاهد وأقسام التاريخ السياسى. تلقت هذه المدرسة أول صدمة خلال مناقشات ومحاضرات الإعداد لعالم ما بعد الحرب العالمية (...)
نما إلى علمى ليلة أمس أن العالم يحتفل يوم الخامس عشر من مايو بعيد البيتزا. لست أخجل من الاعتراف بأننى قضيت ساعة أو أكثر من الليل أجتر سعادة فائقة يعود تاريخها إلى ما قبل منتصف القرن الماضى ومصدرها مطعم صغير ما زلت أذكر انبهارى بأغطية موائده ذات (...)
سمعنا أو قرأنا أن الرئيس الأمريكى الجديد طلب من دولة عربية تخصيص مبلغ معين لاستثماره أو تخزينه فى بلاده مقابل خدمات سبق للولايات المتحدة تقديمها لها على امتداد السنوات الماضية. فوجئنا بعد شهر أو أقل بالدولة العربية تستجيب للطلب بل وتعرض من جانبها (...)
كانت أيامًا ثقيلة فى بكين تلك التى قضيناها، زوجتى وأنا، فى الفندق، وبخاصة عندما احتاجت زوجتى إلى رعاية طبية. لم يكن قد مر على وجودنا فى العاصمة الصينية إلا أسابيع قضيناها فى ظروف قاسية عندما أبلغتنى السكرتيرة بالسفارة أن قرارًا صدر فى وزارة الخارجية (...)
فى كل يوم جمعة تأتى إلى بيتى ما أطلق عليها قبيلتى الصغيرة.. الابنتان وزوجاهما والأحفاد والأطفال. أقضى بعض اليوم أمارس هوايتى المفضلة، وأقصد التأمل والمراقبة، وبخاصة مع الصغار. أراقب السلوكيات والتصرفات بحثًا عن مجالات الاهتمام عند كل طفل، ثم أقارن (...)
كانت تقع فى حى جاردن سيتى على طريقى الموصل إلى مكانى المفضل فى حدائق قصر النيل. أتوقف عندها فى ذهابى لأقرأ ما لم أكن انتهيت منه فى اليوم السابق وأتوقف عند العودة عسى أن تكون وصلت الدفعة الجديدة من الدوريات، أصعد مع ما اخترت منها إلى الطابق الثانى (...)
«أنقذوا ما تبقى من سنوات العمر» لمؤلفه كامل جميل مراد، كتاب شيق مشبع بتجارب عملية وقصص حقيقية تفتح أمامنا نافذة جديدة على حياتنا بعد التقاعد وكيف نجيد استثمارها، فالكتاب بمثابة تفريغ للذاكرة من أحداث ومواقف للمؤلف على مستوى حياته الشخصية والعملية، (...)
أذكر نقاشًا دار قبل حوالى خمسة وأربعين عامًا مع الصديق غسان سلامة حول العنوان المناسب لكتابنا «النظام الإقليمى العربى». كان اختيارنا، على الدين هلال وأنا، عنوان «النظام القومى العربى» وهو الاختيار الذى أعرب غسان عن عدم اتساقه مع مخطوطة الكتاب (...)
يا الله يا كريم، ما أكثر العرب الذين أنعمت علىَّ بهم فى حياتى! كثيرون بالعدد والفعل والأثر. أعرف أن مقالا بالحجم المقرر لى فى هذه الصفحة لن يعرض لهؤلاء العرب الذين دخلوا حياتى أو مروا بها بما يناسب عددهم ويناسب الحكايات التى خاضوها أو نسجوها معى. (...)
"عسل أوى كده"، اللزمة التي خطفت القلوب فى مسلسل وتقابل حبيب، فرغم بساطتها إلا أنها تحمل فى طياتها الكثير حيث أصبحت توقيعًا واضحًا لشخصية "فارس" التي يجسدها الفنان كريم فهمي، هذه الشخصية التي تجمع بين القوة والجدعنة والرومانسية، جعلت فارس نموذجًا (...)
صرنا، كلنا أو أكثرنا، نحمل الرئيس دونالد ترامب مسئولية تدهور الأوضاع الدولية بل والإقليمية. ننسى أو لعلنا نتناسى أو لا نعرف بالقدر الكافى حقيقة أن هذا الرجل ليس أكثر من متغير بين عديد المتغيرات التى نتعرف بواسطتها على نوع النظام الدولى الذى نعيش فى (...)
كثيرة فى حياتى الرحلات التى لا تُنسى، وإن حدث ونسيت تفاصيل بعضها تدافعت الصور تملأ ما خلى بالنسيان. أذكر من هذه الرحلات الرحلة إلى جنوب السودان. كنت فى السادسة عشرة من عمرى عندما قرر الرفقاء الأكبر سنا أن تكون رحلتنا، كفريق جوالة فى كلية التجارة، (...)
أفرغت المظروف الأصفر على سطح مكتبى. خرجت منه صور لمناسبات متفرقة. واحدة من الصور نجحت فى لفت انتباهى. بدت لى أنها تتعمد أن تتباهى على رفاقها من الصور بنجاحها رغم عيب فيها أو ربما لعيب فيها. أما العيب فكان «البهتان» الذى أصاب ألوانها. بهتان حفزها (...)
«أنقذوا ما تبقى من سنوات العمر» لمؤلفه كامل جميل كامل مراد، كتاب شيق مشبع بتجارب عملية وقصص حقيقية تفتح أمامنا نافذة جديدة على حياتنا بعد التقاعد وكيف نجيد استثمارها، فالكتاب بمثابة تفريغ للذاكرة من أحداث ومواقف للمؤلف على مستوى حياته الشخصية (...)
علمونا فى المدارس ثم فى الجامعات ثم فى سنوات الممارسة العملية كما العلمية قراءة وتحليل علامات الطرق الموصلة إلى المستقبل. كنا نخطئ، وفى بعض الأحوال ومع مرور الوقت والاجتهاد كنا نصيب. أصبنا فى بعض محاولات استشراف مستقبل المراحل الانتقالية فى النظام (...)
قرأت أهم الروايات البوليسية للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستى ولم أتجاوز منتصف سنين المراهقة. عشت سنوات أحلم بكونى صرت محققًا ركب قطار الشرق السريع عندما يكتشف مفتش القطار مصرع أحد الركاب ويناط بى التحقيق، أو صرت راكبًا مستدامًا فى باخرة نيلية تجوب (...)