لا شكَّ أن فى البيتِ أخطاءً، وفى المدرسة أخطاء، وفى المسجد وأماكن العمل أخطاء، وعقب الثورات خطايا، فأينما وُجد ابن آدم فلابد من الخطأ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعالج الخطأ فى حينه أحياناً، ولا يواجه صاحبه بما يكره، وكان ينتظر فى حضور (...)
الكثيرُ يشتكي اللذة التي لم يقاربها لأنه لا يملكُ، والقليلُ يشتكي اللذة لكثرةِ تكرارها، فجوهرُ الحياةِ أن لا فرقَ بين مَن يموتُ بفقرِ الدم ومَن يموتُ بالتخمة، فكلاهما موتٌ، ولا فرق بين ألمِ الفقير مِن فقرهِ ومعاناةِ الغنيِّ بسببِ غناه، ولو بدلنا هذا (...)
أصابَ اليأسُ والقنوطُ بعضَنا مما تعانيه الأمة على كافة الأصعدة، ونسمع:" ليس لها من دون الله كاشفة"، ومَن يقرأ التاريخَ يدرك أن سننَ اللهِ ماضيةٌ، ولا تمكين دون ابتلاءٍ، فهما وجهان لعملة واحدة، أو هذه بتلك؛ والتمكينُ خاص وعامٌ، ومنَّ الله على سيدنا (...)
وعلى مقربةٍ من مرمى البصر لمحتُ جملاً يستريحُ من حِمْلِهِ ووهجِ الصحراءِ، ويأتي غُرابُ البين ليحطَّ على سنامِه، ويعبث بمنقارِه اللئيم في جلده، فينغص عليه راحته، وأستحضر من آلام الجمل وصبره آلام فلسطين وقسوة الاحتلال، كما يأتي أسوأ شعوب الأرض وأجبنها (...)
مِن روعةِ معيةِ الله أنْ ترى فى الإنسانِ آدابَ الأنسنة، وأن يغادر مَبَارِكَ الذاتِ إلى فضاءات الروح التى لا تُحد ونور البصيرة الذى لا يزيغ، ولا يأتى ذلك إلا عبر الباب الذى ولجه سيدنا وسيد الخلق عليه الصلاة والسلام، فكلُّ الطرقِ مسدودة، وكلُّ (...)
ماذا أنا فى هذا الكونِ الهائل؟ وماذا تعنى الحياةُ فى نفسٍ حائرةٍ؟ ها هى أيامى على وشكِ الرحيل، ونفسُ استفهاماتِ الصبى الصغير قابعةٌ فى أحشائي، الحياةُ والموتُ والعدمُ! عالمُ الغيبِ والشهادةِ، والجنة والنار، أحياناً أرانى ثابتَ اليقين لا أتزعزعُ، (...)
في ميدان التحرير... تعالتْ صيحاتُ المظلومين، وحَّدهم القهر، وقادتهم المعاناة، ومِنْ بعضِهم استمدوا الإرادة واستدانوا القوة، فكان المشهدُ مهيباً،
رأيناهم يتحررون من أغلالهم، ويحطِّمون أبوابَ القُصور الموصدة، والتي زعموا أنها غير قابلة للتحطيم،كتبَ (...)
إن التقوى سببٌ لغضِّ البصرِ وتحصينِ الفرج، وقِيل فى الأثر: مَنْ عَمَّرَ ظاهرهُ باتباعِ السنة، وباطنه بدوامِ المراقبة، وغضَّ بصره عن المحارمِ، وكفَّ نفسه عن الشهواتِ، وأكل الحلالَ.. لم تُخطئ له فراسةٌ، وقال بعضُ السلفِ: من حَفِظَ بصره أورثه اللهُ (...)
جئتُ من عملي مرهقاً، فإذا بابني الصغير يتابعُ التلفاز بشغفٍ، سألتهُ مستفهماً: مالي أراك مستغرقا يا بني؟ ردَّ على مضضٍ إنهُ يومُ الاحتفالِ بالثورةِ يا أبي ألم تعدني أننا سنحتفلُ بها في أحد الميادين؟ قلتُ له: مشفق عليك يا بني من وعثاءِ السفر وبرودةِ (...)
اعلمى أنَّ الحبَّ فى الإسلام هو ما يبنى ويدوم، ولا نستحيى من ظهوره، فى النور يظهر، وبالنور يُروى، والحبُّ كعاطفةٍ إنسانية سامية تملأ علينا حياتنا سعادة وطهارة وفضيلة لتسمو معها مشاعرنا فتعانق عنان السماء، لتبتعد بنا عن الدونية والرذيلة، وتلجُّ بنا (...)
كنتُ دائماً على يقينٍ بزوالِ الظلمِ ومازلتُ، وأكادُ أراه متحققاً وإن بدا بعيد المنال، فرغم أهمية الأسباب والأخذ بها كحلقةٍ هامة من حلقات النصر، لا يجب علينا أن ننسى خالق الأسباب، ولابد أن نحقق :"ولا تنازعوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ "، وحين (...)
إن المرأة العفيفة إذا وسوس لها الشيطان، أو عرضتْ لها حالة من التسفل، أو انتابتها لحظة ضعفٍ، ثم نظرت إلى نفسها وحظها وطعم نفسها، فقد تزل وتعمى. لكنها إذا نظرتْ إلى هذا الفجور وذاك التسفل فى غيرها، ومن ثم آثاره ونتائجه على ذويه، ولجأت إلى صوت ضميرها (...)
لا شكَّ أن في البيتِ أخطاءً، وفي المدرسة أخطاء، وفي المسجد وأماكن العمل أخطاء، وعقب الثورات خطايا، فأينما وُجد ابن آدم فلابد من الخطأ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعالج الخطأ في حينه أحياناً، ولا يواجه صاحبه بما يكره، وكان ينتظر في حضور (...)
قِيل والعهدةُ على الراوي: أنَّ عابداً ممن كان قبلنا كان يتعبدُ فى خيمته، فسمع جلبةً خارجَ الخيمة، فخرج فزعاً ليتدبر الأمر، فوجد نفراً من قومه يحملون عِصيّاً، ويطاردون سِرباً من الجراد وقع فى فَيءِ خيمته، فعبس وجهه وشهر سيفه ونال منه الغضبُ مآربه (...)
قرأتُ في باكورة الشباب مقولةً لا أتذكر قائلها، لكنها حفرتْ أخاديدَ في وجداني، وتطفو على سطح أيامي في كلِّ حين، ألا وهي: "نهضةُ أيِّ شعبٍ مرهونةٌ بفئتي العلماء والقضاة"، وفهمت آنذاك أن فئة العلماء قد تشمل عالِمَ الدين وعالِمَ الدنيا، فالأولُ يؤلِّفُ (...)
يبدو أننا أمة كلامٍ فقط، فقد برعنا فيه وأنشأنا له أسواقاً ومعارضَ، حتى في الأساطير لم ينقذ شهر زاد من الموت إلا الحكي وفنونه، لكن أورد الكثيرَ مصارعَ الردى ذللُ الكلام وعثراته، ويبقى المرء رهين كلامه، والكثير منا تمنى مراراً أن لو صمت بعد أن رأى (...)
دولابُ جدتي.. لمن لا يعرفه من جيل (الأي فون) كان بعضُ الرفوفِ من الخشبِ، يتجاوزُ طوله المتر بقليلٍ، وعرضُه يقارب طوله، يبدو أنه كان أنفسَ ما في الجهاز(الجهاز لمن لا يعرفه عفش الزوجية) وكان هذا الدولاب يُرصُّ عليه الطواجنُ( والطاجن يُصنع من الفخار (...)
لقد منح الله - عز وجل - الإنسانَ الوسيلةَ التي من خلالها يمكن التعرف بها عليه أولاً، ثم تلقي العلوم والمعارف والتجارب ثانياً، هذه الوسيلة هي العقل. والعقل من أعظم مخلوقات الله عز وجل ، والكون بما فيه لأجل الإنسان خُلق، وتذكر كذلك أن الذي خلقه، قد (...)
كان القمرُ لا يزالُ في مهده يحبو هلالاً، والنجومُ ترسلُ ضوءَها كنظراتِ عذارى من وراءِ خدرها، تُقتلُ في مهدِها، أحسستُ أني أريد أن أناجي البعيدَ القريبَ، ذهبتُ إلى خلوتي ومعبدي، أغوصُ في الظلامِ تارةً حين يغيبُ نورُ السماءِ، وتارةً حين أطبقُ جفوني (...)
إلي التي شغفتُ بها عشقاً.. ولن أبوح، إلى التي بين أحضانها شممتُ للدفء رائحةُ تفوح، إلى التي ملكتْ عليَّ ذاتي وكياني، إلى التي تمنيتُ أن تحتويني ولكني فشلتُ في أن تحتويني، إلى التي إذا أدمعت أدمعت كلُّ دنياي، إلى التي أتنسمُ وأشمُّ من عبقها روح (...)
من يتأملُ حالَ أمتنا العربية والإسلامية أبان القرن الماضي وبعد سقوط الخلافة يجد عجباً، فقد احتل الغرب القميء أمصارنا، وعربد في كل الأقطار، وقسم الحدود وباعد بين الأهل والجيران؟ وأججَّ النزعات العرقية والمذهبية والطائفية مما أثر بالسلب على الانتماء (...)