اعلمى أنَّ الحبَّ فى الإسلام هو ما يبنى ويدوم، ولا نستحيى من ظهوره، فى النور يظهر، وبالنور يُروى، والحبُّ كعاطفةٍ إنسانية سامية تملأ علينا حياتنا سعادة وطهارة وفضيلة لتسمو معها مشاعرنا فتعانق عنان السماء، لتبتعد بنا عن الدونية والرذيلة، وتلجُّ بنا عالم المثل والفضيلة والعفة، إن لم يكن الحبُّ بهذا المفهوم أصبح مرضًا فتاكًا، ينخر فى كيان المجتمع لهدم القيم والمعانى السامية الجميلة، فتُهدم معه الأسر، ويضيع الحق، وتنتشر الرذيلة. فلا بد من ضوابطَ أطر شرعية ومناخات سوية يظهر من خلالها الحبُّ ونمارس مشاعرنا دون خوف أو عقاب، ولتحيا مشاعرنا فى النور، فكم من بيوتٍ هُدمت، وأطفال شردت، وعائلات طالها الذل والمهانة جراء نزوات شيطانية عابرة تحت اسم الحبِّ وهو منها براء. وإياكم ثم إياكم من عاطفة تنشأ فى الظلام، فاستعيذى بالله منها. وإن سلمنا أنفسنا للغة الأغانى والأفلام وما شابههما فلن نسلم من العطب، وإن لم يصبنا الأذى أصابنا بلله، ولن نقول ما قاله الشاعر: الحب فى الأرض بعضٌ من تخيلنا .... إن لم نجده على الأرض لاخترعناه فهذه خيالات مرضى، وأوهام مغيبى العقول، ونضح مروجى الشهوات. فلتهنأ أنفسنا بقسمنا فى الدنيا، ونشغل أنفسنا بالحقِّ والطاعة وحظ الآخرة، ساعتها سيعوضنا ربنا لذة سامية، وسننظر لمن يتغنون بالعواطف نظرة مختلفة. وأختم كلامى بما جاء فى فتاوى عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إن أغلبَ البيوت لا تُبنى على الحبِّ، فلو كان الحبُّ شرطًا لتكوين أسرة، ما رأينا أسرة إلا فيما ندر. نسأل الله لنا ولكم العافية، ومفتاح صلاحك يا أخية فى يدك فلا تضيعيه. أسعدكم الرب فى الدارين.