■ كتب: محمد نور تتواصل رسالة الأزهر الشريف خارج حدود الوطن، فبعد الانتشار الواسع للمعاهد الأزهرية فى مختلف دول العالم، والتى بلغ عددها 25 معهدًا، منها 16 معهدًا فى قارة إفريقيا و9 معاهد فى آسيا، إضافة إلى البعثات الأزهرية المنتشرة حول العالم. يواصل الأزهر دوره العالمى بإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، فى إطار مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز مكانة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم وتراث الأمة الإسلامية، ومصدرًا للإشعاع التوعوى والثقافي. يأتي إنشاء هذه المراكز انطلاقًا من رسالة الأزهر الرامية إلى نشر الإسلام الوسطى المعتدل، البعيد عن كل أشكال التطرف والتشدد. ويملك الأزهر مراكز قائمة بالفعل فى دول مثل إندونيسيا، وتشاد، وجامبيا، وسيراليون، ويجرى حاليًا الإعداد لإنشاء مركز جديد فى كندا، وسط اهتمام بالغ من أبناء الجالية الإسلامية هناك، لما يمثله الأزهر من مرجعية دينية كبرى ومصدر موثوق فى العالم الإسلامي. ◄ برامج وشهادات بحسب مصدر بمشيخة الأزهر، فإن المؤسسة تقدم برامج تعليمية متكاملة لتعليم اللغة العربية، تعتمد على أحدث الأساليب والتقنيات التربوية، بهدف تنمية مهارات الدارسين. كما يجرى العمل على تأهيل وتدريب معلمى اللغة العربية بشكل احترافي، مما يعزز من كفاءتهم فى توصيل اللغة بشكل فعال. ويؤكد المصدر، أن الدارسين يحصلون على شهادات معتمدة في اللغة العربية، ما يفتح لهم آفاقًا للدراسة فى جامعة الأزهر والجامعات المصرية الأخرى، إلى جانب تعزيز قدرة الطلاب على التواصل مع العالم العربي. وأشار إلى أن الأزهر أطلق مشروع "مؤشر الأزهر العالمي للغة العربية"، وهو مشروع تعليمى بحثى يهدف إلى إحداث نهضة نوعية فى تعليم العربية، من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة وتأهيل الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، بما يسهم فى مواجهة التطرف وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام، والحفاظ على المنهج الوسطى المعتدل. ◄ مواجهة التطرف يقول الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، إن أول مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تم افتتاحه فى إندونيسيا عام 2019، مشيرًا إلى أن دور الأزهر فى نشر الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف يتعزز من خلال هذه المراكز. وأوضح أن اختيار نخبة من أفضل المتخصصين فى تعليم اللغة للأجانب، يسهم فى نقل معانى الإسلام الصحيح والثقافة الإسلامية السمحة لدارسى العربية حول العالم. ◄ اقرأ أيضًا | شيخ الأزهر: منهج الأزهر يقوم على غرس التعددية الفكرية في عقول طلابه ◄ برنامج دولي من جانبها، تؤكد الدكتورة نهلة الصعيدى، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، أن المجلس الأعلى للأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قد اعتمد برنامجًا دوليًّا شاملًا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، يُنفذ عبر مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين. وتوضح الصعيدى، أن البرنامج يأتى استجابةً لدعوات متزايدة من العديد من الدول حول العالم، لتعليم أبنائها اللغة العربية المعتمدة من الأزهر، إلى جانب العلوم الإسلامية. وقد أثبتت تجارب الأزهر، خاصة مع دولتى جامبيا وتشاد، نجاحًا كبيرًا فى هذا المجال. وتؤكد أن الأزهر يسعى دائمًا إلى تقديم الدعم الكامل للمبادرات الهادفة إلى نشر العربية، باعتبارها لغة القرآن، والعمل على تعزيز استخدامها فى العالم الإسلامى، دعمًا للتواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب. ◄ بيئة تفاعلية وأشارت إلى أن "برنامج الأزهر الدولى لنشر اللغة العربية" يهدف إلى خلق بيئة تعليمية تفاعلية، ذات مواصفات عالمية، تحقق تنمية لغوية شاملة لدى الناطقين بغير العربية، وتمكّنهم من الاتصال الفعال بالعالم العربى والتراث الإسلامى، من خلال منظومة تعليمية مؤسسية، تمنح شهادات رسمية تؤهلهم للالتحاق بالدراسة بالأزهر والجامعات المصرية. وأضافت، أن افتتاح مركز لتعليم اللغة العربية بدولة سيراليون مؤخرًا يُعد استكمالًا لسلسلة النجاحات التى يحققها الأزهر فى إفريقيا، مشيرة إلى أن الأزهر افتتح أيضًا مركزًا فى جامبيا قبل عامين، ويضم الآن أكثر من 400 طالب وطالبة، واحتفل بتخريج أول دفعة فى العام الدراسى 2024 2025، بإجمالى 68 خريجًا وخريجة. أما فى تشاد، فقد افتتح الأزهر مركزًا مماثلًا العام الماضى، ويضم حاليًا 237 طالبة، وسط إقبال متزايد على تعلم اللغة العربية، بما يعكس الثقة المتنامية فى رسالة الأزهر التعليمية والثقافية. ◄ دعم إفريقيا وتختتم الصعيدى، بالتأكيد على أن هذه الجهود تأتى تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذى يؤكد دومًا على ضرورة تكثيف البرامج التعليمية والدعوية فى القارة الإفريقية، وتوفير بيئة تعليمية راقية، تمكّن الطلاب من تعلم العربية والعلوم الإسلامية بمنهجية أزهرية وسطية تسهم فى نشر قيم السلام والتعايش.