إن التقوى سببٌ لغضِّ البصرِ وتحصينِ الفرج، وقِيل فى الأثر: مَنْ عَمَّرَ ظاهرهُ باتباعِ السنة، وباطنه بدوامِ المراقبة، وغضَّ بصره عن المحارمِ، وكفَّ نفسه عن الشهواتِ، وأكل الحلالَ.. لم تُخطئ له فراسةٌ، وقال بعضُ السلفِ: من حَفِظَ بصره أورثه اللهُ نورًا فى بصيرته. وتأتى قوانينُ الخِلقةِ فتضعُ البشرة (الجِلدَ) غطاءً على ما خلفها من أبيض وأسود، وكلاهما من نسيجِ الطينِ، ولو أنَّ كلَّ الوجوهِ لدى النساءِ كانت قبيحة وعلى أبشعِ الصورِ دمامة، لكانت كلُّ النساءِ جميلاتٍ فى عيونِ الرجل، فالطبعُ الإنسانى يألفُ الصورة الواحدة، ويبحثُ فيها عن الجمالِ، والحقيقة العارية أن الجميلاتِ والقبيحاتِ كلهن سواءٌ فى أنهن نساءُ، ولا تقصِّرُ هذه عن تلك فى وظيفتها الإنسانية، لكن الشقاءَ يبتلى الرجلَ بالمرأةِ، ويختبرُ المرأةَ بالرجلِ، ولو سما العقلُ الإنسانى إلى غايةِ الخلقِ لأدركَ أن دميمة الخِلقة مهيأةٌ فى نفسها لمعالى الأخلاق، كما أن الجميلة مهيأةٌ لتردى الخلق، فكهذا النفسُ صالحة وطالحة، وليس لبياضِ البشرةِ أو سوادها دخلٌ فى هذا، لكن يبقى العيبُ فى نفسِ الرائى الذى سَخِطَ من القبحِ واعتبره فسادًا، وغالى فى الجمالِ فأحاله فسادًا من نوعٍ آخر، ويا للعجب!! أكثرنا يتعلقُ باللحمِ والدمِ.. وكلاهما مثل اللونِ على الجدار، فسرعان ما يتغيران من شمسٍ ومطرٍ وطقوسِ الأيامِ، وينسى جمالَ الروحِ الذى لا يفني. فأقبلْ على اللهِ وسترى مِن إقبالِ اللهِ عليكَ خيرًا.