قال قدري جميل، نائب رئيس حكومة النظام السوري للشؤون الاقتصادية المقال، إن «اعتبار تنحي بشار الأسد شرطا للموافقة على حوار جنيف 2 شرط تعجيزي يحول دون بدئه، وكل الأمور مطروحة بعد ذلك دون استثناء»، معتبرًا طرح إقالة «الأسد» أصبح مشطوبًا من جدول الأعمال خلال المرحلة الانتقالية. وفي مقابلة مع فضائية «الجزيرة القطرية»، أذاعتها الخميس، أضاف «قدري»، أن «الفرصة الذهبية الآن ظهرت بإمكانية الذهاب إلى جنيف 2 وقد لا تتكرر قريبًا»، محذرًا من وصول «ضحايا الأزمة الإنسانية في سوريا إلى الملايين»، على حد قوله. وكان «جميل» يتولى بالإضافة إلى منصبه الحكومي، وبصورة غير رسمية، مهام التنسيق للنظام السوري بشأن مؤتمر «جنيف 2» الهادف لإيجاد حل للأزمة السورية. وكانت قناة «الإخبارية السورية الرسمية» بررت إعفاء «جميل من منصبه ل«غيابه عن العمل دون إذن مسبق، وعدم متابعة واجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، بالإضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة». وفي هذا السياق، قال «جميل» في المقابلة التي تعد الأولى من نوعها منذ إقالته، إن «اعتبار إقالتي جاءت بالتنسيق مع النظام السوري هو ابتذال وتسطيح للأمر»، مشددا على كونه من «المناضلين الثوريين الحقيقيين». وأضاف: «المناصب لا تهمنا وموضوع وجودنا في الوزارة آخر ما نفكر به وأصبح من الماضي ونحن مشغولون الآن بالشعب السوري والذهاب إلى جنيف2». ومؤتمر «جنيف 2» دعا إليه وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، إلا أن الطرفين فشلا حتى اليوم في تحديد موعد محدد لعقده، مع التباين الكبير بين شروط النظام السوري والمعارضة للمشاركة فيه. وأشار «جميل» إلى أنه التقى السفير الأمريكي في سوريا، روبرت فورد، المكلف بالملف السوري، قبل أيام وبحث معه مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف2». ورأى «جميل» خلال تلك المقابلة أن «الأولوية في المرحلة المستقبلية للأزمة الإنسانية وليس الأزمة السياسية»، مضيفا أن «المطلوب من السياسيين السوريين معارضة وموالاة ومن الجهات الإقليمية والمحطات التلفزيونية أن تعيد حساباتها وأن تعيد النظر في مواقفها وأن تذهب في اتجاه مساعدة الشعب السوري في حل ازمته الحالية».