اعتبرت وكالة "أنباء موسكو " أنه بات واضحا أن حركة "تمرد" الثورية تهدد عرش الاخوان المسلمين في مصر . وقالت الوكالة في مقال لمدير مكتبها في القاهرة أشرف كمال انه من المنتظر أن يثور بركان الغضب في الشارع المصري من سياسة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو الجاري ، في ظل أجواء لا تختلف كثيرا عن تلك التي سادت خلال ثورة 25 يناير.وأضاف كاتب المقال أن حملة "تمرد" نجحت في أن تعيد روح الثورة الى الميادين، رفضا لما وصلت إليه الأوضاع السياسية في الداخل والعلاقات الخارجية إقليميا ودوليا، ولما أصاب الوضع الاقتصادي من تدهور، والاجتماعي من انقسام، والأمني من إنفلات وارتفاع معدل الجريمة، والثقافي من محاولات تجريف للثقافة المصرية الراسخة في بلد الأهرامات. واضاف مدير مكتب أنباء موسكو في القاهرة يقول : لقد لقيت الحملة إقبالا واسعا من الرافضين لاستمرار حكم الإخوان، مما أثار قلق وهلع الجماعة، فبدأت تطرق كافة الأبواب للحد من درجة الغضب الشعبي.وقد كان اللقاء الذي رتب له بين القيادي في جبهة الإنقاذ عمرو موسى، ونائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر، يعتبر محاولة من الجماعة لاحتواء غضب الشارع من جانب، وبث الفرقة والخلاف في صفوف "جبهة الإنقاذ" أقوى فصائل المعارضة، والتي فتحت أبواب مقراتها في الأقاليم والمناطق أمام "تمرد"، من جانب آخر.
فاللقاء الذي حضره رئيس حزب "الحرية والعدالة" التابع للإخوان، لم يكن أن يتم إلا بموافقة مكتب الإرشاد، بينما يحمل المكان والوسيط الكثير من الدلالات.
وسبق اللقاء نشاط مكثف من قيادات الجماعة في الأقاليم ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة لبيان أن مصر في حاجة إلى استقرار، وأن الوضع الراهن لا يتحمل أي تغيير أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، خاصة والعام الأول من حكم مرسي جرى تحت تأثير ما يقولون عنه "الإرث الثقيل والفساد" بسبب بقايا النظام السابق.
لقد أحيت حركة "تمرد" الأمل في تغيير حقيقي للمصريين الذين تأكد لهم أن الإخوان لم يقدموا سوى مزيد من الأزمات والفاشية والاستبداد باسم الدين، وتعزيز مواقعهم في مفاصل ومؤسسات الدولة. إن الاعتداءات المتكررة على "تمرد" في القاهرة والأقاليم تؤكد نجاح الحملة في استنفار الشعب المصري لاستعادة ثورته، وإدراك الجماعة لحجم الخطر الذي يهدد العرش الذي اعتلته خصما من ثورة شباب ثار على الظلم والقمع والديكتاتورية.
لقد تجاهلت الجماعة والرئيس أهداف الثورة التي قادتهم إلى القصر الرئاسي، وتستمر الممارسات التي تُزيد من الغضب المتصاعد، لذا فسيشهد 30 يونيو 2013 إعلان الملايين سحب الثقة من القيادي الإخواني الرئيس محمد مرسي، ليتواصل الحراك الشعبي السلمي في اتجاه إسقاط حكم الإخوان، الذي فشل في إدارة دولة بحجم وأهمية مصر.