تواصلت في فرنسا، ولليوم الخامس على التوالي، المظاهرات الاحتجاجية ضد مجموعة جديدة من الإصلاحات المثيرة للجدل التي ينوي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إدخالها على نظام التقاعد, وذلك وفقا لما ذكرته موقع سى إن إن . شهدت كبرى المدن الفرنسية تظاهرات واسعة شلت البلاد جزئيا رفضا لمشروع رفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاماً، وامتدت حشود المتظاهرين على مدى ميلين في العاصمة الفرنسية، باريس، حمل خلالها المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد بالحكومة. وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية أن قرابة 850 ألف خرجوا للشوارع ، فيما وضعت النقابات العمالية المنددة بالإصلاحات، الرقم عن 3.5 مليون متظاهر شاركوا في أكثر من 200 مسيرة احتجاجية مختلفة بأنحاء البلاد السبت. ورغم الاحتجاجات الواسعة، إلا أن المجلس الوطني أجاز، الأربعاء، قانون التقاعد الجديد الذي يرى محللون أنه قد يمثل نقطة فصل في رئاسة ساركوزي. ومن المتوقع تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على القرار في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومن المقرر تنظيم يوم تعبئة وطنية آخر عشية التصويت. وشكلت إمدادات الوقود مصدر قلق رئيسي بينما أعلنت النقابات أن 10 من إجمالي 12 من المصافي المنتجة للوقود في فرنسا، شاركت في الإضراب. وتسببت الإضرابات في ظهور بوادر أزمة في إنتاج وتوزيع الوقود وقال لاتحاد الفرنسي للصناعات النفطية أن اثنين فقط من إجمالي المصافي عملتا بكامل طاقتهما السبت. ووسط مخاوف من أزمة وقود حادة بالبلاد، أكدت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد لراديو "ار تي ال"، الثلاثاء، توفر إمدادات الوقود ووجود احتياط يكفي لعدة أسابيع. ورغم تأكيد الناطق باسم اتحاد الصناعات النفطية الفرنسية، أيف لو غوف، الجمعة، بوفرة امدادات الوقود، إلا أن ذلك لم يحول دون حالة الهلع التي أصابت السكان الذين اصطفوا أمام محاطات الوقود في كافة أنحاء فرنسا. وأثر إضراب المصافي، الجمعة، بشكل مباشر على مطاري "شارل ديغول" و"أورلي" في باريس، نظراً لتغذيتهما بالنفط من أنابيب مرتبطة مباشرة بالمصافي المضربة، وفق شركة "ترابيل" المالكة لخط الأنابيب. لا أن ناطقاً باسم وزارة النقل الفرنسية لCNN، في وقت متأخر السبت، أكد استئناف العمل بخطي الأنابيب كالمعتاد. ووجه عمدة باريس، برتران ديلانوي، خلال مقابلة مع CNN السبت، انتقادات لاذعة لساركوزي واصفاً إياه ب"المتغطرس"، مضيفاً: "هذا الأمر قائم منذ ثلاث سنوات.. ثلاثة أعوام من الغباء على الغباء، وغطرسة واستكبار، وحتى العنف اللفظي من جانبه ضد بعض فئات المجتمع الفرنسي." ويتمسك الرئيس الفرنسي بالإصلاحات المقترحة مشدداً على إنها ضرورة بسبب ارتفاع متوسط العمر المتوقع.