الشلل يعم فرنسا بسبب الإضرابات وساركوزي يتمسك بموقفه

ترجمة: ابتهال مخلوف - ووكالات
عم الشلل جميع مظاهر الحياة في جميع أنحاء فرنسا امس مع تواصل الاحتجاجات لليوم السابع علي التوالي ضد الإصلاحات التي تقترحها الحكومة الفرنسية بشأن قانون التقاعد في فرنسا وسط ظروف تزداد صعوبة مع شح الوقود واضراب قطاع النقل ومخاوف من حدوث أعمال عنف، وذلك عشية تصويت مجلس الشيوخ علي مشروع الاصلاح الذي تصر الحكومة عليه والذي يصوت عليه المجلس اليوم.
وذكرت صحيفة" لوباريزيان" الفرنسية أن أكثر من 200 مدينة فرنسية شهدت حدوث اضرابات وأكثر من 266 مظاهرة نظمتها النقابات الرئيسية في البلاد.
وواصل سائقو الشاحنات الإضرابات، ولجأوا إلي التحرك البطيء حيث نفذوا عمليات "حلزونية" للسير البطيء في محاور مرور رئيسية ما أدي إلي اختناقات شديدة في حركة المرور علي الطرق السريعة.
وقد شهد عدد من المظاهرات اعمال نهب واشعال النار في السيارات، وتحطيم لنوافذ المنازل وحاويات القمامة، وأعلنت الشرطة الفرنسية أنه تم إلقاء القبض علي 300 شاب إثر عمليات تخريب.
وذكرت صحيفة "لو أكسبريس" الفرنسية أن طلاب المدارس في مدرسة" جوليوت كوري دي نانتر" صعدوا من اعمال العنف وأغلقوا مداخل المدرسة بالحواجز، كما شهدت مدينة ليون أعمال عنف في محيط عدد من المدارس الثانوية.
وذكرت صحيفة" لو موند" الفرنسية أن هناك تضارباً في البيانات حول أعداد المدارس المشاركة في الاحتجاجات، فبينما يؤكد اتحاد الطلاب أن 1200 مدرسة اشتركت في الإضراب قالت وزارة التعليم الفرنسية إن 379 مدرسة فقط هي التي شاركت في الإضراب.
وفي قطاع الوقود والطاقة، شكلت الإضرابات اختبار القوة في قطاع الطاقة الاستراتيجي، ودخلت مصافي النفط في البلاد وعددها 12 مصفاة بأكملها في الإضراب كما ان اكثر من 2500 محطة تزويد بالوقود من مجموع 12 ألفًا وخمسمائة بدأت تعاني منذ أمس الأول.
ومن جهته، حذر جان لوي شيلانسكي رئيس جمعية الصناعات النفطية في فرنسا من احتمالات نشوب مشكلة في التزود بالوقود.
ومن جانبه، يقابل فيه نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الأحتجاجات والإضرابات بالتصميم علي المضي قدماً في مشروعه، واصفاً الإصلاحات التي ينوي إدخالها علي قانون التقاعد بالمهمة.
وفي تصعيد جديد، دعا الاتحاد العمالي العام في فرنسا الي تنظيم مظاهرات في المطارات الفرنسية اليوم في يوم التصويت، وأشار بيان للاتحاد إلي أن ذلك لا يعني بالضرورة قطع طرق الوصول الي المطارات، وإن كان هذا الخيار مطروحاً.
وذكرت مصادر صحفية أنه يتوقع تأجيل تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي علي نص القانون المثير للجدل والذي يرفع سن التقاعد إلي 62 عاماً بدلاً من ستين، إلي يوم غد الخميس.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة" لو اكسبريس" أن استطلاعًا أجري أمس الأول للرأي كشف أن اكثر من 60% من الفرنسيين يفضلون مرشحي اليسار الفرنسي للترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2012 ضد ساركوزي.