الدوحة وكالات تضاعفت جرعة العنف في البرامج المعروضة في مختلف الفضائيات العربية خلال شهر رمضان مقارنة بالسنوات الأخيرة، أمر تحول إلى مشهد عام يطبع العديد من الفقرات. من برنامج رامز المعروضة في قنوات «أم بي سي» المتابعة في المشرق والشام والخليج بكثرة، إلى مختلف الفقرات التي يعتبرها منتجوها «ترفيهية» في دول المغرب العربي، يقف المشاهد مشدوها أمام التحول اللافت في الحزمة المقدمة له من قبل المحطات. وتزايدت حدة الأصوات المنتقدة لهذا التوجه العام الذي يطبع عددا من المسلسلات والبرامج الترفيهية المقدمة للجمهور بإضفاء مشاهد ولقطات عنيفة وحتى صادمة. العتب الموجه للمشرفين على الفضائيات المختلفة عن دواعي الانغماس في هذا الإطار العنيف ودوافعه مع ما يغلفه من تساؤلات أصبحت بحاجة لإجابات عميقة من المتابعين. «مثقفو الجزائر» وتضامن مع بوجدرة تحرك عدد من المثقفين في الجزائر بتضامن مع أقرانهم في عدد من الدول للمطالبة بوقف هذا الاذلال الذي يتعرض له ضحايا برامج تقدمها قنوات جزائرية. منطلق الحادثة ما تعرض له الروائي رشيد بوجدرة مع معدي برنامج ترفيهي في قناة «النهار» الخاصة من موقف مذل كان محل سخط المتابعين وتحول لقضية رأي عام شاملة. البرنامج يسوق نفسه أنه «كاميرا خفية» انطوى على جرعة مضاعفة من الإذلال لضيوفه، بمن فيهم الروائي العالمي الذي وجد نفسه في موقف محرج مع معدي البرنامج وهم مجموعة من الإعلاميين المستجدين في المهنة استخدموا أساليب ترهيب لمحاورهم. وجاء بالحرف الواحد في البيان الذي انتشر في مختلف المواقع والمنصات الإخبارية في فيسبوك، «نطالب بموقف حازم وصريح ضد السلوك الهمجي العدواني الذي تعرض له الكاتب الكبير رشيد بوجدرة، بغاية التسلية الوقحة، من خلال النيل من شخصه، في قناة تلفزيونية، تحت مسمى «الكاميرا الخفية» ونطالب بمحاسبة جميع المتورّطين في هذه القناة والقنوات الأخرى التي تستعمل الأسلوب ذاته لإهانة الشخصيات الثقافية والفنية وحتى المواطنين». البيان تحدث أيضا عن الصورة المزرية التي أظهرت رجال الأمن ولو بشكل تمثيلي كفئة متطرفة تمارس العنف الديني المقيت ضد الجميع. لم يغير اعتذار صادر عن مدير المحطة، من غضب المثقفين وحسرتهم على ما آلت إليه الأوضاع في البرامج المسوقة خلال شهر رمضان. رامز ومسلسل العنف الممثل المصري رامز جلال نال بدوره حصة الأسد من الانتقادات الموجهة لبرنامجه «رامز تحت الأرض» الذي يرعب من خلاله ضيوفه بمقالب عنيفة تصيبهم بالوجل. واستهل الإعلامي طوني خليفة هجومه على رامز بفترة قبل عرض البرنامج على شاشات قنوات «أم بي سي». وإلى جانب الانتقاد الفني المتعلق بتفاوض إدارة البرنامج مع الضيوف مقابل ظهورهم في الحلقات مقابل مبالغ مادية، دارت الكثير من الملاحظات حول العنف المتضمن في البرنامج أساسا. كما كان للغة والأسلوب المنتهج من قبل مقدم البرنامج حصة من هذه الانتقادات. ولم تسلم المسلسلات التي تبثها مختلف القنوات من موجة الانتقادات الموجهة لها من قبل النقاد بسبب نزوعها نحو العنف. وأحصى المغردون في مختلف منصات التواصل الاجتماعي مشاهد العنف التي سيطرت على عناوين الدراما. واستدل المتابعون بعدد من المسلسلات خصوصا في مصر التي اعتبروها متدنية من حيث السيناريو والإخراج وتهلهل حبكتها الدرامية. ويدعو النقاد أمام المنحى التراجيدي الذي تنحدر إليه البرامج الرمضانية التي يتابعها أفراد الأسر وهم مجتمعون أمام موائدهم خلال هذا الشهر، إلى ضرورة إعادة النظر في المحتوى المقدم. كما يطالب المغردون مختلف أجهزة الضبط للمحتوى السمعي البصري الموجه للأسر بضرورة التدخل لوقف هذا المنحدر. ويبقى التساؤل الأساسي عن سر هذا المنحى العنيف وما إن كان انعكاسا للانحدار الذي تعيشه المجتمعات العربية وما تواجهه من عنف وعلى ضوء أخبار القتل والدمار التي تحيطه من كل جانب.