"تعليم السويس" ينهي استعداداته لانطلاق العام الدراسي الجديد    "ليكن نور".. المؤتمر الأول لذوي الهمم بإيبارشية حلوان والمعصرة    ما مهام مجلس النواب في دور الانعقاد السادس المنتقص؟    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 بأسواق الأقصر    بدر عبد العاطي: نُحضر لمشروع سعودي تنموي عقاري سياحي للاستثمار في منطقة البحر الأحمر    1.6 مليار دولار صادرات مصرية.. تعرف على تطور العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا في 2025    «حرب إسرائيل الأخيرة».. و«الرؤيّة الثلاثيّة»    الأهلي والهلال.. التشكيل المتوقع لكلاسيكو الكرة السعودية    ماذا قال مراد مكرم عن فوز الزمالك على الاسماعيلي بالدوري؟    «الداخلية»: ضبط 366 قضية مخدرات وتنفيذ 86 ألف حكم قضائي في 24 ساعة    أمطار على مطروح والإسكندرية.. توقعات حالة الطقس اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    مصادرة 1100 علبة سجائر أجنبية مجهولة المصدر في حملة ل «تموين العامرية» (صورة)    "الاستحمام الأخير" يودي بحياة شاب في أبو النمرس    الداخلية تضبط أكثر من 98 ألف مخالفة مرورية فى 24 ساعة    واتساب يطرح ميزة التذكير بالرسائل لتسهيل متابعة المحادثات    ميراث النهر والبحر، فعالية تراثية تنطلق بدمياط تحت مظلة "البشر حراس الأثر"    فيديو - أمين الفتوى يكشف عن دعاء فك الكرب وكيف تجعله مستجاباً    أستاذ بالأزهر يوضح حكم استخدام السبحة: إظهارها حرام شرعًا في هذه الحالة    إجراء أكثر من 1000 عملية بمستشفيات العريش والشيخ زويد خلال 40 يومًا    مصادرة 90 شيشة بحملة مكبرة في الوادي الجديد.. صور    نائب وزير الصحة يتفقد منشآت طبية بكفر الشيخ    بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.. "النقل" تعلن فتح الحركة على أجزاء من الطريق الدائري الإقليمي ابتداءً من غد السبت    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    %56 منهم طالبات.. وزير التعليم العالي: المنظومة تضم حاليًا ما يقرب من 4 ملايين طالب    رسمياً.. مكتب التنسيق يعلن نتائج تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات الفنية    في سابقة.. سيناتور أمريكي يقدم مسودة تطالب ترامب الاعتراف بفلسطين    الاتحاد الأوروبى يسعى للحصول على أغلبية لتوسيع العقوبات على إسرائيل    خدعة كاميرات المراقبة.. أبرز حيل سرقة الأسورة الذهبية من داخل المتحف    وزير الخارجية: نسعى لتعزيز التعاون المصري-السعودي لمواجهة التحديات الإقليمية    افتتاح الملتقى الدولي التاسع لفنون ذوي القدرات الخاصة بحضور 3 وزراء    صحة غزة: 800 ألف مواطن في القطاع يواجهون ظروفا كارثية    وزير الخارجية: نُحضر لمشروع سعودى تنموى عقارى سياحى للاستثمار بمنطقة البحر الأحمر    ملك وملكة إسبانيا يفتتحان إضاءة معبد حتشبسوت فى الأقصر.. صور    وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات تراجع الاستعدادات النهائية لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025- 2026    أسعار المستلزمات المدرسية في قنا 2025: الكراسات واللانش بوكس تتصدر قائمة احتياجات الطلاب    "نور بين الجمعتين" كيف تستثمر يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف والأدعية المباركة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    تشجيعاً لممارسة الرياضة.. نائب محافظ سوهاج يُطلق ماراثون "دراجو سوهاج" بمشاركة 200 شاب وفتاة    بلال: فقدان الأهلي لأي نقطة أمام سيراميكا سيفتح باب الأزمات بقوة    التضخم في اليابان يصل إلى أدنى مستوى له في عشرة أشهر    أول ظهور ل رنا رئيس بعد تعافيها من أزمتها الصحية    جامعة القاهرة تفتتح المرحلة الأولى من مشروع تطوير الحرم الجامعي    أفكار تسالي للمدرسة.. اعملي الباتون ساليه بمكونات على قد الإيد    درة تهدى تكريمها فى مهرجان بورسعيد السينمائي للشعب الفلسطيني    عمرو يوسف: مؤلف «درويش» عرض عليّ الفكرة ليعطيها لممثل آخر فتمسكت بها    زلزال بقوة 7.8 درجة يهز منطقة كامتشاتكا الروسية    إجلاء الآلاف في برلين بعد العثور على قنبلة من الحرب العالمية الثانية    التعليم: حملة موجهة من مراكز الدروس الخصوصية لإبعاد الطلاب عن اختيار البكالوريا    أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 سبتمبر في بداية التعاملات    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    رحيل أحمد سامى وخصم 10%من عقود اللاعبين وإيقاف المستحقات فى الاتحاد السكندري    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عادل عامر يحلل :عصر تأديب واغتيالات المعارضين في دولة الإخوان
نشر في الزمان المصري يوم 07 - 01 - 2013

إن تاريخ العنف في مصر يرجع إلي جماعات الإسلام السياسي لأنهم يعتقدون أنهم علي حق في استخدامهم العنف والبلطجة من خلال تنظيماتهم وميليشياتهم في الشوارع أو ميلشياتهم الإلكترونية علي مواقع التواصل الاجتماعي أو في الإعلام للمهاجمة والقضاء علي نظرائهم فالتاريخ يشهد لهم بذلك من خلال حوادث اغتيالات الرموز إلي الشخصيات التي تعترض طريق تحقيق أهدافهم ويذكرنا صادق بموقف للرئيس أنور السادات بالرغم لم يعرف الإسلام شكلا واحدا لنظام الحكم والمعارضة يمكم الاستناد عليه لتعيين صورة النظام السياسي الإسلامي , فاختلاف أساليب الحكم التي عرفها التاريخ الإسلامي تبرز تنوع الأنظمة السياسية التي تعاقبت داخل الإمبراطورية الإسلامية ليس فقط في مراحل زمنية مختلفة وإنما أيضا في المناطق الجغرافية المختلفة داخل نفس الإمبراطورية . لم تكن "الخلافة " هي الشكل الوحيد الذي عرفه التاريخ الإسلامي , إذ عرف بعد عهد الراشدين تنوعا في إشكال الحكم دافع عنها الأمويون , ثم العباسيون , وهناك إشكال أخرى محلية سادت في ظل أو على هامش الخلافة العباسية مثل نظام الإمارات التابعة أو المستقلة والتي تفردت بصورة تدريجية في المناطق الحدودية كنظام الخلافة الأموية في اسبانيا ونظام الأمراء البويهيين الذي فرض نفسه طيلة قرن من الزمن على خلفاء بغداد ثم نظام حكم السلاطين السلوجوقيين أبنداء من عام 1045 ذلك غير المرابطين وأنظمة الحكم غير السنية مثل الفاطميين ومنذ تولي الرئيس مرسي الحكم قد حدث مجموعة من احداث العنف واخري تاديب للمعارضين فكانت ابرزها علي الاطلاق هي :-
****وفى أغسطس قتل 15 جنديا في رفح قتل مالا يقل عن 15 جنديا مصريا وأصيب العشرات أثناء تناولهم طعام الإفطار وأعلن الحداد في جميع أنحاء الجمهورية وبدأت قوات الجيش بحملات تمشيط واسعة في سيناء للقبض علي الجناة وفى نوفمبر وقع حادث قطار أسيوط في بداية أسبوع دراسي جديد وقعت حادثة مفجعة إثر اصطدام قطار القاهرة أسوان بأتوبيس مدرسة خاصة يحمل عشرات الأطفال فى مدينة منفلوط والذى تسبب فى وفاة تسعة وأربعين طفلا وإصابة خمسة عشرة آخرين فى حادث مأساوى، وقد استقال عقب هذه الحادثة وزير النقل السيد الدكتور رشاد المتينى ورئيس السكة الحديد. والذكرى الأولى لأحداث محمد محمود شارك المئات من أعضاء الحركات والأحزاب السياسية في إحياء الذكرى الأولى للاشتباكات الدامية التي شهدها الشارع بين قوات الشرطة والجيش والمتظاهرين، والتي أودت بحياة عشرات المتظاهرين، وإصابة المئات، وطالب المشاركون في إحياء الذكرى الأولى للأحداث بالقصاص لأرواح الشهداء، وتطبيق العدالة الاجتماعية، وتفعيل دور الشرطة في القضاء على البلطجية
أحداث تأديب المعارضين في ظل حكم الاخوان
1- فقد مشهد احداث قصر الاتحادية الآن ، ساحة معارك طاحنة وبطلها مليشيات وشبيحة جماعة الأخوان المتأسلمين والمدججين بما تيسر لهم من أنواع الأسلحة ضد ثوار مصر الأحرار الذين خرجوا في مظاهرات سلمية واستخدموا حقهم الطبيعي بالمعارضة السياسية والتظاهر والاعتصام أمام قصر الاتحادية مما افقد هذه الجماعة صوابها وما تبقى من عقولها، فقامت بشحن الاف الشبيحة من مختلف أنحاء الريف المصري، وأصدرت لهم أوامرها المطاعة بفض الاعتصام الرمزي باستخدام العنف الوسيلة الوحيدة التي تتقنها هذه الجماعة منذ لحظة نشوئها وحتى الان والتي طالما ما مارستها على مر سنوات طويلة من تاريخها الدموي من مصر حتى أفغانستان، فليس هناك ثمة تنظيم إرهابي في اي مكان على وجه البسيطة الا وكان لهذه الجماعة الشيطانية يد فيها او خرج من تحت عبائتها. إلا ان جديد جماعة الاخوان الذي تجلى اليوم واضحاً في أحداث قصر الاتحادية وعلى مرئى ومسمع كل العالم هو “التشبيح" الذي استعارته من نظام بشار الاسد في سوريا وقام شبيحتها الملتحين بتطبيقه على اكمل وجه على ابناء وبنات مصر الاحرار من قتل وسحل باسم الجماعة ورئيسها. ولمن يرى بان هناك ثمة مبالغة في اطلاق اسم “الشبيحة" على مليشيات الإخوان وارهابيها امام قصر الاتحادية اليوم، والانكى من كل هذا هو ان تجري احداث الاتحادية وعمليات تشبيح اخوانه وعشيرته تحت نافذة الرئيس مرسي
2- اقتحم عدد من أعضاء حركة حازمون، أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، مقر حزب الوفد وأشعلوا النيران فيه، حسبما أعلن الحزب منذ قليل . ان انصار حازم ابو اسماعيل قد توجهوا الى مقر حزب الوفد جريدة الحزب منذ لحظات و اعتدوا على قوات الامن المتواجده امام الحزب بالضرب و استخدموا اطلاق النار الحى و بعض زجاجات المولوتوف و لضرب بالشماريخ و الالعاب الناريه ان تزايد معدلات أعمال العنف في مصر ، نتيجة للتراخى في ملاحقة ومساءلة المتورطين في أعمال عنف ، بل وإفلات الجناة من العقاب ، نتيجة لاتباع الوسائل التقليدية في مواجهة أعمال العنف ، والتراخى غير المبرر في تبنى برامج وآليات العدالة الانتقالية ، في المراحل التى تشهدها الدول بعد الحروب أو الثورات . أن عدم تبنى برامج وآليات العدالة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير 2011 ، سوف يؤدى الى العديد من وجود مظاهر أعمال العنف ، وعرقلة تحقيق أهداف ثورة يناير ، وسوف يخلق أوضاعا شاذة وغير مقبولة تجاه محاكمة المتورطين في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، ويطيل فترة عدم الاستقرار سواء الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسي . أن التراخى غير المبرر في تبنى هذه البرامج يتحمل مسئوليته السيد رئيس الجمهورية ، و سوف يكون لهذا التراخى آثاره الوخيمة تجاه تردى أوضاع حقوق الانسان ، وتزايد معدلات العنف التى تهدد الحقوق والحريات الأساسية ، وأن اتخاذ الخطوات السريعة والعاجلة لتبنى آليات وبرامج العدالة الانتقالية ، سوف تضع خارطة طريق لمصر للخروج من أزماتها المتلاحقة التى تشهدها بعد الثورة. إذ يحمل رئيس الجمهورية و السلطات الأمنية والعدلية متضامنين ، المسئولية الكاملة تجاه الوقف الفورى لأعمال العنف ،
3- .- إن الاعتداء الذي تعرض له المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، أمس الأحد، على يد بعض من وصفهم ب"البلطجية"، إن تعرض رئيس نادي القضاة للاعتداء من قبل بعض البلطجية المأجورين الذين قاموا بإطلاق الرصاص وإلقاء المولوتوف على مقر نادي القضاة، يعد تطورًا خطيرًا فى المشهد السياسي المصري ينذر بكارثة حقيقية، قد يأخذنا إلي مرحلة الاغتيالات السياسية وتصفية الخصوم جسديًا. أن هذا الاعتداء يأتى نتيجة طبيعية للحوار الإقصائى والعدواني الذى يتبناه النظام وجماعة الإخوان والجماعات المتطرفة ضد المعارضين، على حد وصفه، مطالبًا رئاسة الجمهورية والجهات المسئولة بسرعة فتح تحقيق عاجل حول الواقعة، لمعرفة المتسببين والمحرضين عليها. أن تلك "الأفعال الإرهابية" لن تثنى قضاة مصر الشرفاء عن الدفاع عن السلطة القضائية واستقلاها دون تدخل من السلطة التنفيذية الباطشة، حسبما قال. ماذا يعنى الاعتداء على المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة ، وماذا يعنى وجود فلسطينيين بين المعتدين على الزند ؟ والى من ينتمون ،ومن الذى يحركهم ؟وهذا يجرنا الى السؤال عن مرتكبى جريمة قتل جنودنا المصريين فى رفح ،ولماذا لم يتم الاعلان عنهم حتى الان ؟ . ان الاوضاع الامنية المتدهورة تقتضى اطلاق يد وزارة الداخلية فى التصدى لاى خروج على القانون ،والمحاكمة السريع والعلنية لكل المتورطين فى اى اعتداءات ،وفض اى حصار للمنشات العامة والقبض على المتورطين فبه وهم موجودون امام الجميع وكفى استهتارا ،ولنلتفت الى الاقتصاد المتدهور فنحن على وشك الافلاس بعد توقف عجلة الانتاج وهروب المستثمرين وصرنا نعمل بمبدأ " جعجعة بلا طحن " .
تاريخ الأخوان مع العنف
1- وقد ظهر العنف السياسي الديني مرة أخرى في التاريخ الحديث مع نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر في أواخر العشرينات وتشكيل جناحها العسكري الذي عرف باسم " التنظيم السري" أو " النظام الخاص" وكان مسئولا عن حوادث العنف السياسية التي قامت بها الجماعة في الأربعينيات والتي عرفها التاريخ السياسي لمصر قبل 1952. وأخيرا برزت ظاهرة العنف الديني المعاصر من خلال الجماعات الإسلامية المختلفة. وإلى جانب تأثر هذه الجماعات من الناحية الفكرية بكتابات الإخوان المسلمين خاصة سيد قطب، فقد كان هناك مفكران آخران كان لهما تأثيرهما البارز على صياغة أفكار أغلب هذه الجماعات أحدهما باكستاني هو " أبو الأعلى المودودى" والثاني إيراني هو " على شريعتي" وهى كلها مصادر تقرب فكر هذه الجماعات من فكر الخوارج. وتمثلت هذه الجماعات في السبعينيات في ثلاث ها: جماعة" شباب محمد" كما عرفت إعلاميا " بالفنية العسكرية" والتي كشف عن وجودها في 1974,وجماعة المسلمون أو "التكفير والهجرة" كما عرفت إعلاميا في 1977، وتنظيم "الجهاد"في 1979، والذي كان مسئولا عن حادث اغتيال الرئيس السادات فى 1981.
2-جماعة " الفنية العسكرية"هي جماعة " شباب محمد" لكنها عرفت إعلاميا باسم " الفنية العسكرية " بسبب قيامها في عام 1974 بالهجوم المسلح على كلية " الفنية العسكرية" وتعد هذه الجماعة هي أول محاولة لتشكيل تنظيم يعتنق فكرة " الجهاد" الإسلامى ويهدف إلى قلب نظام الحكم ، كما كانت هي أول جماعة دينية سياسية خارج نطاق مجاعة الإخوان تصطدم بالسلطة ورغم اتفاق الجماعة على ضرورة المواجهة مع السلطة ، إلا أنه ظهرت لها عدة اتجاهات حول شكل المواجهة وأسلوبها، فكان هناك اتجاه هام داخلها يرى اتباع الأسلوب التقليدي للانقلاب العسكري من خلال التغلغل في الجيش للوصول على السلطة- التي ستضمن وفق رؤية الجماعة- تطبيق الإسلام وإقامة الدولة الإسلامية،
3-تنظيم " الجهاد"تعود جذور هذا التنظيم إلى جماعة الفنية العسكرية التي تم الكشف عنها في عام 1974 ويمكن اعتباره إحدى حلقات تطورها التي مرت بمرحلتين عامي 1977 و1979. وقد تشكل التنظيم الأول على يد اثنين من أعضاء جماعة الفنية في عام 1977 بالإسكندرية تحت اسم جديد وهو الجهاد ، أما الآخر فقد شكله محمد عبد السلام فرج بعد أن انضم في أوائل عام 1978 إلى تنظيم الجهاد بالإسكندرية قبل أن ينشىء تنظيما في القاهرة في العام التالي ( 1979) تحت نفس الاسم . واعتبر فرج مؤسس التنظيم ومنظره حيث كتب كتيبا باسم " الفريضة الغائبة" اعتبر بمثابة الوثيقة الفكرية الرئيسية للجماعة، وقد لخصت الوثيقة أفكار التنظيم حول قيام الدولة الإسلامية وعودة الخلافة. ويعتبر مبدأ الجهاد هو الفكرة المحورية التي صاغ عبد السلام فرج أفكاره حولها، وحدد من خلالها إستراتيجية التنظيم السياسية، وتبدأ مقدمة " الفريضة الغائبة" بالتنويه إلى خطورة إغفال مبدأ الجهاد بالقول( إن الجهاد في سبيل الله بالرغم من أهميتها القصوى وخطورته العظمى على مستقبل هذا الدين فقد أهمله علماء العصر وتجاهلوه بالرغم من علمهم بأنه السبيل الوحيد لعودة ورفع صرح الإسلام من جديد، والذي لا شك هو أن طواغيت –هذه الأرض لن تزول إلا بقوة السيف)
الأبعاد والأصول الاجتماعية: يتمنى معظم أعضاء هذه الجماعات إلى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى من ذوى الأصول الريفية حديثة الاستيطان بالمدن، ويمثل أغلب هؤلاء الأعضاء الجيل الأول من مهاجرى الريف إلى المدينة وتوضح المؤشرات الخاصة بالتوزيع المهني والجغرافي لهذه الجماعات تفاصيل هذا البعد الاجتماعي، فمعظم أعضاء هذه الجماعات هم من الشباب المتعلم تعليما مدنيا حديثا، كما كانت أعلى نسبة من الطلبة وأدناها من الفلاحين،فأما أعضاء جماعة الفنية العسكرية على سبيل المثال كانوا من طلاب خريجي كليات الطب والهندسة والفنية العسكرية، وكان من بينهم بعض الضباط، كما كانوا من أبناء موظفي الدولة وصغار ومتوسطي الملاك في الريف والمدن، وينطبق نفس الشيء على أغلب أعضاء الجماعات الأخرى( التكفير والهجري، والجهاد) . ويعكس التوزيع الجغرافي نفس المعنى فتركز وجود هذه الجماعات في المدن الكبرى وخاصة في العاصمة في المناطق التي يطلق عليها هوامش المدن، وهى ظاهرة ملحوظة في محافظتي القاهرة والجيزة حيث الوجود المكثف يقع في مناطق مثل المطرية والزيتون وروض الفرج وعين شمس والزاوية الحمراء، والتي تعد من أكثر الأماكن التي تجمع المهاجرين من الريف، وفى الجيزة كان التركيز في مناطق مشابهة مثل بولاق الدكرور ومنطقة الهرم، أي أنها مناطق تعرف العمران العشوائي والتكدس السكاني ونقص الخدمات، وبالتالي التدني الواضح في مستويات المعيشة. وجوب الاهتمام بالتربية الدينية بين المترددين على المساجد والكنائس على أن يقوم بذلك أخصائيون مثقفون دينيا وتربويا يملكون القدرة على مخاطبة الشباب ومختلف طبقات الشعب والصول إلى إقناعهم بالقيم الدينية والمثل الأخلاقية". فقد تم توجيه الإعلام من إذاعة وتليفزيون وسينما وصحافة على دوره الهام في هذا المجال ومحاربة كل ما يتعارض مع آدابنا وتقاليدنا.." كما أكد برنامج الوفد على ".. ضرورة دعم جهاز الوعظ والإرشاد بالأزهر حتى يستطيع أداء رسالته على الوجه الأكمل، وإعادة تكوين هيئة كبار العلماء وفقا للأوضاع التي كانت لها من قبل ، وأن يكون لها حق اختيار شيخ الأزهر من بين أعضائها دون قيد على السن".
الحصار الإعلامي في ظل حكومة الإخوان
ان الإعلام هو الانعكاس الأوضح عن كل ما يحصل في أي مجتمع لا بد من البحث في الواقع الذي يعيشه الإعلام المصري في ظل حكم "الإخوان المسلمين"، في ظل انتشار معلومات عن ممارسات قد تخطت قمع النظام السابق، وهي الممارسات التي كانت واحدة من أسباب "ثورة 25 يناير" حين كان الإعلام المصري إعلاما رسميا يخضع لسيطرة الرئيس المخلوع حسني مبارك وعائلته وأعوانه. في الأيام الأخيرة التي تلت الإعلان الدستوري الأول الصادر عن الرئيس محمد مرسي، شهدت معظم المدن المصرية تظاهرات معارضة واسعة سقط فيها شباب مطالب بانقاذ ثورته، ما اضطر حركة "الإخوان المسلمين" والجماعات الإسلامية الأخرى إلى النزول إلى الشارع للتعبير عن تأييدهم لمرسي. وقد انعكس تضارب التظاهرات المعارضة والمؤيدة للرئيس محمد مرسي حصاراً لمدينة الإنتاج الإعلامي في ما بعد بسبب الإتهامات التي وجهت إلى العديد من وسائل الإعلام، حيث توفي الصحفي الحسيني أبو ضيف خلال التظاهرات التي كانت قائمة أمام القصر الجمهوري. وقد ترافقت الأحداث المصرية التي لوثت بالدماء خاصة ما حصل قرب قصر الاتحادية مع تهديد للعديد من الصحافيين أيضًا في أماكن أخرى، والإعتداء على أقارب لهم في بعض الأحيان، فماذا يقول بعض الصحافيين المصريين عن أوضاعهم حالياً؟تعتبر حرية الإعلام والصحافة في أي بلد المقياس الأول في تقييم ديمقراطيته، وتعتبر البلاد الأقل ديمقراطية هي التي يعاني فيها الاعلاميون والصحافيون من أجل القيام بعملهم وكشف حقائق المجتمع الذي يعيشون فيه. أنه منذ تولي الرئيس المصري محمد مرسي رئاسة الجمهورية، ومن قبله سيطرة حزب "الحرية والعدالة" على مجريات الأمور في البلاد، أن هناك ميلاً متزايداً إلى الاستخدام السيء للقوانين التي تقيد حرية الصحافة والاعلام، بدعوى القدح والذم والتطاول على أعضاء الحزب، وغيرها من التهم التي نتج عنها استدعاء صحفيين الى أروقة المحاكم، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الإنتهاكات التي تمثلت في مصادرة وإغلاق صحف، ومنع مقالات من النشر في الصحف القومية، وصولاً إلى الإعتداء الجسدي على البعض، الذي أدى إلى سقوط ضحايا منهم. لا تغيير في ما يتعلق بالحريات الإعلامية في الفترة الحالية عن النظام السابق"، أن "الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في هذا المجال كثيرة جداً"، ويلفت إلى الحصار المفروض على مدينة الإنتاج الإعلامي الذي يترك تأثيرا نفسيا كبيرا جداً، بالإضافة إلى إغلاق العديد من القنوات الإعلامية والإعتداءات التي حصلت على العديد من الصحفيين. أن "هذه الاعتداءات تحصل من فريق واحد هو الجماعات الإسلامية، وتحديداً حركة الإخوان المسلمين". ويضيف "هذا الفريق يعتقد أن الإعلام يقف ضد المشروع الذي يحمله، في حين أنه جهة محادية تنقل الأخبار التي تحصل على أرض الواقع". أن "الإعلاميين يتعرضون للعديد من التهديدات في عملهم في الفترة الحالية"، مشيرة إلى أنهم "اضطروا إلى الدخول إلى مدينة الإنتاج الإعلامي في الفترة السابقة بطريقة " أن "هناك خوفا حقيقيا من الملاحقة القانونية التي تعرض لها العديد من الصحفيين، بالإضافة إلى خطر الملاحقة من قبل جماعة أبو اسماعيل وبعض القوى الأخرى"، وتعتبر أن "المطلوب أن يكون للصحافة، التي تعتبر السلطة الرابعة، الحرية في ممارسة عملها من دون الخوف من التعرض لاعتداء أو إهانة من أي كان".أن "هذه الممارسات مؤشر على الذي تريد أن تقوم بها هذه الجماعة التي تحكم العديد من الدول عبر التنظيم العالمي التابع لها"، أن "استهداف الصحافيين يحصل لأنهم قادرون على فضح هذه الممارسات أمام الرأي العام"، ويكشف عن "العديد من الممارسات التي حصلت في سبيل "كم الأفواه" بطريقة غير مباشرة عن طريق السعي إلى شراء بعض القنوات والصحف".
وأخيرا نقول :-
إن من وقفوا مع الرئيس وإخوانه ومكتب إرشاده في الانتخابات وفي ميدان التحرير يعلنون ندمهم اليوم على هذا الدعم ويؤكدون أن الاتفاقات راحت هباء. إن مشاكل الاقتصاد والبطالة والفقر والتشرد والتهميش لا تحل بموائد الرحمن والتبرعات والجمعيات الخيرية، وثقافة الشعب لا يمكن أن تتطور بترديد الأحاديث الشريفة، ولا بأن "المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة تحل بالحب والوفاق"، ولا بأن يؤم الرئيس القوم في الصلاة ويمنح بركاته لخريجي الكليات العسكرية، ويوزع كراماته بالبرامج التلفزيونية. الحديث يدور حول دولة ومؤسسات ومستقبل 90 مليون مواطن واستكمال أدوار وتأثيرات إقليمية ودولية. وماذا عن الأمن الإقليمي وأمن مصر القومي؟ حماس كانت في سوريا مع نظام الأسد. وكان منفذها الوحيد للعالم هو موسكو. الآن انتقلت حماس، ويا للمصادفة، إلى قطر!! هل الأمور تتجه نحو استقطاب للشعب الفلسطيني على أسس دينية وطائفية؟ وما هو موقف حماس وقطر من معاهدة كامب ديفيد؟!! أليست حماس هي أحد المهمومين المباشرين بإسرائيل؟! ما كل هذه التناقضات في ما يخص أمن مصر القومي والإقليمي؟ أين تفاصيل ومحاضر التحقيقات الخاصة بضبطيات الأسلحة التي يعلنون عنها يوميا في وسائل الإعلام؟ من أين هذه الأسلحة، وإلى أين، ومن وراء تهريب الأسلحة إلى مصر؟هذا الحصار هو أحد أولويات مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين إلى جوار التصريحات والإعلانات وحملات النظافة والتبرعات وموائد الإفطار ومعالجة كافة القضايا الاجتماعية والاقتصادية بالإكثار من الصلاة والدعاء وذكر الله. هذه الأولوية تشير إلى أنه على الرغم من وصول الإخوان إلى السلطة في مصر، إلا أنهم لا يزالوا يتعاملون بعقلية التنظيمات السرية التي لا يمكنها أن تدير دولة. غير أن حصار الإخوان يقابله نوع من أنواع تجفيف المنابع من جانب المؤسسة العسكرية وبقية أجهزة الدولة العميقة. إذ نطالع يوميا في وسائل الإعلام هذا الكم الهائل من الكوارث والاعتداءات على المواطنين وعلى العمال في مصانعهم. بل ووصلت الأمور إلى قتل المواطنين والعمال. هناك أيضا تلك الحملات الأمنية التي تسفر عن ضبط أسلحة ومتفجرات وسرعان ما تختفي أنباؤها من وسائل الإعلام! إذن، قد لا يصبح البرود في العلاقات بين المؤسسة العسكرية والإدارة الأمريكية أمرا مثيرا للدهشة على الرغم من المعونة العسكرية الأمريكية التي لم تنقطع إلى الآن. فمصر أصبحت جزءا من مشروع إقليمي ضخم يجري تدشينه في هدوء شديد. وإذا كان هذا المشروع لا يتعارض، على الأقل إلى الآن، مع توجهات الإخوان المسلمين وبقية تيارات الإسلام السياسي، فهو لا يتعارض أيضا مع تاريخ وتركيبة وبنية المؤسسة العسكرية في مصر. أي ببساطة، الموضوع هنا لا يخص لا الوطن ولا المواطن ولا بنية الدولة ولا تحديثها، بل ولا حتى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني. الموضوع هو صراع بين الإخوان المسلمين وبقايا نظام مبارك على السلطة ضمن مشروع كبير يرى الأمريكيون أن الفصيل الأول هو القادر على تحقيقه في مراحله الأولى إلى أن يغير الأمريكيون توجهات المشروع أو يقوموا بنقله إلى مرحلة جديدة.
**كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الأوروبي للدراسات الإستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.