جلست ليلا فى شرفة غرفتها بمنزلها الريفى ... يجرى من تحتها نهر منساب , يصلها صوت خرير الماء ممتزجا بأصوات الضفادع وصراصير الغيطان, وتتابع بشغف صوت الهواء يداعب ويغازل الزرع وأوراق الشجر , ويأتيها هديل الحمام وصوت الكروان محمدا ممجدا بعظمة الخالق , ورائحة الغيطان العذبة وهواؤها النقى .... هذا السحر , تلك اللوحة التى تعشقها وتعتبر نفسها جزءا منها , ولما لا , فهذه الطبيعة تعزف على أوتار الواقع أبدع وأروع السيمفونيات , وهى إبنة تلك الطبيعة ترعرعت ضمن تلك المنظومة فطبعت عليها وأصبحت جزء منها لفت إنتباهها وهى فى أوجه سرحانها و تأملها بؤرة نور , فى عمق الحقول المترامية الأطراف أمامها, تظهر على البعد فى الغيطان , تزداد تألقا ووميضا, وتكبر شيئا فشيئا غير أنها لا تقترب, تظل ثابتة على نفس البعد .... تعجبت كثيرا من هذه الهالة وتساءلت من أين تأتى !!! ودفعها الفضول الى النظر إليها , فحدقت ودققت وحملقت فيها , فإذا به وجه تعرفه تعرفه جيدا ,,, إنه أنت !!! هذه إبتسامتك وتلك عيونك, أنت يا جوادى الثائر , أنت يا فارسى العنيد , أنت يا دقة قلبى وإنطلاقة الحلم فى خيالى , أنت يا رقة أحلامى وبارقة الأمل فى وحشة أيامى, أنت يا عذب الكلمات يا رقة النسمات إنه أنت.......وإبتسمت بشدة , وتساءلت أين هو الآن ؟؟؟ ومع من ؟؟ ماذا يفعل ؟؟؟ وهل .. .. .. هل ......يفكر فى !!!؟ حقا ... هل أخطر على بالك ؟؟ هل أشغل حيز من أيامك ؟؟ هل تذكرنى أحلامك ههههههههههههههههههههل...!!!!؟؟؟