وقفت امام اخر ما تبقي من سنين العمر...تلك الصورة المعلقة علي جدارغرفتها..حرصت طويلا ان يراها صغارها محافظة علي تواجدها..لم تكن ترغب في رؤية نظراته الساخرة علي ملامحها...تجنبت ان يري ما الت اليه بعد رحيلة...نفذ ما تبقي لديها من وقود الصبر..لم تكن قادرة علي بقاءه طويلا هكذا..شعرت برغبة في اماطة الاذي عن الصدر..صدي صوته مازال يتوعدها ان فعلت..ضحكاته الصاخبة تتبعها خارج الغرفة..تزداد انكسارا مع ارتفاعها..عجز ينتابها..تثاقلت قدميها..اطرافها تزداد ارتعاشا...ضباب يحيط بعيونها التي جفت طويلا..صوت اذان يخترق الصمت..توضات..استغرقت وقتا في الدعاء بعد صلاتها..استحال الخوف قوة..توقف الصدي..عادت الدماء تجري في شرايينها..اشتد عود القلب..غابت الرعدة..سادتها طمانينة عبرت..ذهبت الي حيث غرفتها..توجهت الي الجدار..امسكت بالخيط الذي يحملها..انقطع..سقطت الصورة كم جميل ان يكون للكلمة قيمة وكم اجمل ان تكون للقيمة اصالة هناك من يكتب الكلمة وهناك من تكتبه الكلمات..فرق كبير لكنه ليس لغزا اعلم انه زمن معتل الاول والاخر..لكني لا افقد ابدا روح الانسان ولم اكن لاشك يوما ان تلك الجدران التي هدمت يوما لابد من ان تشيد علي ضفاف الامل الذي قد يخبو ولكنه لن يتوقف عن الحراك