* طفل يبيع حمام * اقفاص الثعابين لجذب الجمهور * اجهزة مضروبة * منطقة سوق الطيور * منطقة سوق الطيور * السوق القديم بعد أحتراقه بالصور .. ثعابين وطيور مسروقة .. وتليفونات محمولة منشولة .. وبضائع من مصادر مشبوهة تحقيق : أحمد خيري إذا أردت شراء تليفون محمول مسروق بنصف ثمن .. أو كنت من هواة الثعابين أو الكلاب أو الحيوانات أيضا المسروقة .. أو رغبت في شراء جهاز كمبيوتر مضروب وعطلان بثمن بخس .. فنحن ندلك إلى المكان الذي يتوفر فيه كل شيء " من الإبرة للصاروخ " حتي السيراميك ، هو سوق الجمعة الجديد بين الذي أصبح داخل مقابر منطقتي الإمام والسيدة عائشة.. " الواقع " اقتحمت المكان المحرم فيه دخول كاميرات المصورين والصحفيين .. يباع فيه كافة الماركات العالمية لأجهزة الكمبيوتر الخردة والتليفونات المحمولة ، إضافة إلى كل ما يتخيله العقل البشري من أجهزة كهربائية وإلكترونية والسيراميك والحيوانات .. يطلقون عليه سوق الحرامية لان أغلبية ما يباع هناك يكون مسروقا وبأسعار زهيدة جدا مقارنة بأسعارها الحقيقية.. بداية الجولة كانت الساعة تشير السادسة صباحا عندما وصلنا للسوق ، لم ندخل من المكان المعتاد وهو شريط السكك الحديدية .. فمن المعروف عن هذا السوق أنه ينعقد في ساعات باكرة ، وحتى يتمكن الشخص من الحصول على افصل الأصناف بأرخص الأسعار. يتكون السوق من ساحات بين المقابر تعرض فيها البضائع بشكل عشوائي على الأرض وعلى السيارات التابعة للباعة حيث تضطر لشق طريقك بين البسطاء وأصوات الباعة التي تدلل على تجارتها وبين أصوات الحيوانات المختلفة من طيور وأغنام. ويرتاد السوق كافة شرائح المجتمع من أغنياء وفقراء ومثقفين ،حيث اخبرنا احد مرتاد السوق ويدعي إبراهيم العمري انه يرتاد السوق كل يوم جمعة لشراء حاجات بيته حيث يجد ما هو رخيص الثمن وبجودة متوسطة. أما الجزء الخاص بأجهزة الكمبيوتر والتليفونات المسروقة ، في نهاية السوق عبارة عن تلال من لأجهزة وشاشات ، بعضها يعمل والأكثرية يقول البائعين بأنها تحتاج إلى بعض المكونات ، وللأدوات الكهربائية نصيب كبير من السوق فتجد في السوق كافة ما تحتاجه من مسجلات واجهزة دش واطباق احد الاشخاص اخبرنا انه جاء للسوق ليبحث عن جهاز تليفون محمول بسعر منخفض بغض النظر عن مصدر هذا الجهاز. و من الملفت للنظر وصول التكنولوجيا والحوسبة للسوق فهناك يباع اجهزة الكمبيوتر بمختلف انواعها الحديثة والقديمة حتى بعض منها اكل الدهر علية وشرب. يوسف الشرع شخص يبحث عن اثاث لبيته المستقبلي فهو مقبل على الزواج وضعه المادي لايسمح له بشراء اثاث جديد فقصد السوق ليجد ضالته من غرفة نوم وصالون بالاضافة الى غاز كهربائي. مصدر البضائع كثر الحديث عن مصدر البضائع بهذا السوق ويرى الكثيرون انها مسروقة حيث يسهل وجود السوق ترويج هذه البضائع احد الباعة إستاء من تصويرنا لبضاعته وابدى غضب شديد من وجودنا في السوق وربما يكون السبب عدم شرعية بضاعته. بائع اخر اخبرنا ان مايقال على ان هذه البضائع مسروقة هو مجرد إشاعات فالتاجر يأتي للسوق لترويج بضاعته فهو يجد بالسوق مكان تجمع للناس وفرصة للوصول لاكبر قدر من الزبائن. احد الباعة عزى هذه السمعه للسوق بسبب فئة قليلة من اللصوص التي تلجاء لسرقة الحيوانات والطيور ومختلف الاشياء وبيعها في السوق بعيدا عن اعين الشرطة وجوه من السوق يرى البعض في السوق مكانا للتنزهة فهو لايعرف ماذا سيشتري اليوم لكنه قصد السوق لاقتناص البضائع الجيدة على حد تعبيرة. بائع من السوق اخبرنا انه يعرض بضاعته في السوق منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد ابدى ارتياحه من هذا السوق والحركة التجارية داخلة. ويكثر في السوق تواجد الباعة من الاطفال الذي يبيعون مختلف انواع البضائع من ملابس وطيور ومأكولات. هذا ولم يبدي الكثيرون من الباعة الرغبة بالحديث معنا بسبب تخوفهم من عدسة الكاميرا لاسباب نجهلها احد الباعة قام بملاحقتنا والاستفسار عن هويتنا طالبا منا مغادرة السوق. ولفت نظرنا احضار شخص افعى كبيرة داخل صندوق خشبي بهدف جذب انتباه الناس لبضاعته حيث يتجمهر حوله العشرات من الناس لمشاهدة الافعى وفي هذه الاثناء يستغل البائع الناس في الترويج لبضاعته من اجهزة محمول . ومن الغرائب الموجودة في السوق وجود ملحمة ميدانية فإذا اردت شراء لحوم طازجة فما عليك الا الذهاب للسوق وتذبح الاغنام امامك وتقطع في نفس المكان على طاولة خشبية متنقلة من مكان الاخر. مصدر الأجهزة من أجل تحديد حجم المشكلة على أرض الواقع ، حاولنا الوصول إلى منابع ضخ هذه الأجهزة الإلكترونية المتهالكة ، والطرق التي تسلكها حتى تصل الآلي أيد تجار الخردة. حيث يصنف المهندس علي محمد القناوي - رئيس مجلس إدارة إحدي الشركات المتخصصة في تجميع الحاسب الآلي - مصادر جبال الأجهزة الإلكترونية المرصوصة في سوق الخردة بالإمام الشافعي الذي يعقد يوم الجمعة وسوق الخوردة بمنطقة شبرا – يعقد يوم الأحد ، بإعتبارهما من أكبر المدافن الرقمية لأجهزة الحاسب الآلي القديمة والتليفونات المحمولة وأجهزة التليفزيونات المستعملة ، في مصدرين هامين ، أولهما مخلفات المناقصات التي تقيمها الجهات الحكومية، وهى كميات ضخمة نتجت من جراء شراء أربعة أجيال من أجهزة الحاسب الآلي ومستلزماته ،امتدت الموجة الأولي - التي بدأت عام 1988- لمدة خمس سنوات، خلفت وراءها آلاف من الأجهزة القديمة داخل المخازن، تلاحقت بعدها الموجات التي استغرقت كل منها خمس سنوات ، حتى رفعت رصيد المخازن الآلي مئات الآلاف من الأجهزة القديمة. وطبقا لمعايير البيع والشراء التي يحددها الروتين والقوانين داخل المؤسسات الحكومية، فإن العمر الافتراضي لأجهزة الحاسب يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات ، لتتحولالقيمة الدفترية للأجهزة إلى الصفر، ويحق بعد ذلك التاريخ استبدالها بأخرى حديثة، لكونها تعد أصول مالية غيرمستغلة داخل المخازن، ويتعين تكهينها أوبيعها في مناقصات علي هيئة (لوطات) بأسعارزهيدة ، لأن النظام الحكومي يمنع الاستفادة منها بأي صورة أخري كالتبرع لجهات أخري ، ومن ثم حددت اللوائح الطريق لوصول الأجهزة من المخازن الحكومية إلى تجار الخردة. أما الطريقة الثانية التي تمد تلك المدافن الرقمية بالأجهزة القديمة ، فيحددها المهندس القناوي فيما يتم استيراده من أجهزة مستعملة ، تحت لافتات متعددة كمكونات صناعية أو أجهزة رخيصة رأفة بغير القادرين على شراء الجديد منها ، وغيرها من الشعارات التي تلتف حول اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود والقوانيين المحلية التي تحرم وتجرم دخول النفايات الإلكترونية. وحتى يمكننا لمس آثار مشكلة السماح لمثل تلك النفايات بالدخول إلى أسواقنا، وتقدير عواقبها – أشار القناوي – إلى أحد التقارير العالمية الذي يحمل عنوان "تصدير الأذى: نفايات فائقة التطور في آسيا"، ورصد عدد من القرى تقع في جنوب شرق الصين ، تجري فيها عملية تفكيك وحرق أجهزة الحاسب الآلي القديمة، ويقذف بالبقايا غير النافعة منها داخل الحقول وعلى ضفاف الأنهر، وعليه أصبحت المياه الجوفية في تلك الأماكن ملوثة تماما ولا تصلح للشرب، لدرجة أن أهالي القرية يسعون لمسافة ثمانية عشر ميلا بغرض الحصول على مياه شرب ، وقد أظهرت عينة أخذت من إحدى أنهار تلك المنطقة ، بأن مستوى التلوث يفوق معدلات التلوث المقبولة ب 190 مرة. في نهاية جولتنا وفي نهاية جولتنا في السوق خرجنا بانطباعات عديدة من اهمها ضرورة المحافظة الاسواق الشعبية من قبل الجهات الخاصة حيث تعتبر متنفسا للمواطنين خصوصا ذو الدخل المحدود الذين يجدون في السوق فرصة للتسوق من مكان واحد بأسعار منخفضة جدا