كل شيء قابل للبيع والشراء في هذه الأسواق العشوائية..من قطع الخردة والملابس المستعملة إلي السلع المعمرة وقطع غيار السيارات، المضروبة والمسروقة والمستعملة.. روزاليوسف تلقي الضوء علي سوقين من أشهر أسواق الخردة والسلع المسروقة في القاهرة الأول سوق الجمعة بمنطقة الإمام الشافعي، والثاني باحثة البادية بحي الساحل.. وهما مثالان جيدان للأسواق العشوائية.. إلي التفاصيل في حي الخليفة في جنوبالقاهرة.. داخل منطقة الإمام الشافعي.. يقع أكبر وأشهر سوق للمسروقات في مصر.. البضائع من الإبرة للصاروخ.. كل الأنواع وبأبخس الأسعار.. تجار السوق لا يختلف حالهم عن رواده.. فكلاهما جمعتهما الظروف الطاحنة في هذا المكان.. ورغم صدور قرار إزالة للسوق منذ سنوات إلا أن دراسات أمنية طلبت إرجاء تنفيذ القرار خاصة مع وجود 4 آلاف بائع متجول وتاجر بالسوق. أدهم إسماعيل - تاجر بالسوق - يؤكد أن الناس تأتي لسوق الجمعة لرخص البضائع التي تباع به فإذا كانت قطعة خردة تباع في الخارج ب100 فنحن نبيعها في السوق بما لا يزيد علي 40 جنيهًا فقط، والغسالة من 80 إلي 120 جنيهًا. الشيخ سالم الفقي كما يطلقون عليه في السوق يقول أتاجر في الملابس المستعملة وعندما اشتريها أقوم بغسلها ثم كيها وتساعدني في ذلك زوجتي وابنتي.. ويؤكد الفقي أنه لا يشتري هذه الملابس إلا من بائعي الروبابيكيا الذين اعتاد التعامل معهم حتي يضمن أنها غير مسروقة. ويضيف.. القميص الذي يباع ب50 جنيهًا في المحلات أبيعه بمبلغ لا يتجاوز 15 جنيهًا والبنطلون الچينز الذي يباع ب150 جنيهًا أبيعه ب50 فقط بعد أن اشتريه من بائع الروبابيكيا ب30 جنيهًا. أما عن أسعار المعاطف فأقل واحد يباع ب70 جنيهًا ويقدر سعره في المحلات ب250 جنيهًا واشتريه من بائع الروبابيكيا ب50 جنيهًا. ويشير إلي أن الإقبال علي الشراء يكون علي الجينز بصفة عامة سواء كانت بنطلونات أو معاطف.. أما القمصان فيكون الإقبال عليها متوسطًا في فصل الشتاء أما باقي أوقات السنة فإنها تباع بنسبة أكبر من غيرها من الملابس ويلفت إلي أن أشهر المنتجات المسروقة بالسوق هي قطع غيار السيارات أو الخردة، أو بيع الحيوانات مثل الكلاب والقطط وغيرها. نسيم عيد.. بائع الكلاب تعرض للنصب.. ويحكي لنا.. جاء زبون يشاهد عددًا من الكلاب وبعدها سألني عن سعر أحد الكلاب وعندما قلت له ثمنه تركني ليفاجأني بعد ذلك بإحضار أمين شرطة ليتهمني بسرقة الكلب وقال إنه مسروق منه واستغرق مني هذا الموضوع يومين حتي أثبت أن هذا البلاغ كاذب وأن هذا الكلب اشتريته من أحد الزبائن الذين أتعامل معهم. وفي نهاية السوق قرب العشش العشوائية قابلنا أحمد الصعيدي.. بائع أثاث.. يقول اعتدت الحضور كل أسبوع إلي سوق الجمعة واستأجرت مخزنا لتخزين البضاعة به وأتعامل مع بائعي الروبابيكيا في الأماكن الراقية الذين يمدونني بالعفش الراقي بسبب أن استهلاكه يكون قليلاً وحتي يتسني لي بيعها بمبالغ معقولة. ويؤكد أن من حديثي الزواج من يتردد عليه لشراء بعض قطع الأثاث وهم عادة سكان المناطق الشعبية ومتوسطي الدخل الذين يشترون غرفة نوم كاملة بسعر لا يتعدي ال2500 جنيه. علي حسين 40 سنة بائع معدات النجارة والكهرباء والسباكة يؤكد أن بيعه لهذه الأشياء هو المصدر الوحيد لرزقه، أحضر يوم الجمعة للسوق كل أسبوع وباقي أيام الأسبوع أعرض بضاعتي في أماكن أخري مثل السيدة عائشة ووكالة البلح عندي ولدان ولا أفكر في اصطحابهما معي للسوق حتي لا يكتسبا المهنة فأنا حريص علي أن أكمل لهما تعليمهما.. ولا أحب أن يشاهداني في السوق. وطالب بأن يكون هناك رأفة بالبائعين الغلابة وألا يضيقوا عليهم.. حتي لا يلجأوا إلي بيع الممنوعات أو الانحراف والسرقة. اللواء عاطف عريضة رئيس حي الخليفة والمسئول عن سوق الإمام الشافعي يوضح أن السوق صدر له قرار إزالة منذ عدة سنوات من محافظ القاهرة إلا أن الدراسات الأمنية طلبت إرجاء تنفيذ القرار لخطورة تنفيذه في الوقت الحالي بسبب وجود آلاف الأسر ممن يعيشون علي البيع والتجارة في هذا السوق. ويلفت إلي أن محافظ القاهرة كان قد خصص مكانا لنقل الباعة والتجار من أصحاب العشش المقيمين في الإمام الشافعي إلي سوقين جديدين بالبساتين والخليفة قرب المجزر الآلي بحيث ينقل تجار الأجهزة والأدوات الكهربائية إلي البساتين أما السيراميك والموبيليا إلي الخليفة.. ولفت إلي احتمال وجود بضائع مسروقة في السوق وضبطها مسئولية الجهات الأمنية. ويتابع.. هناك ما يزيد علي 4 آلاف بائع متجول وتاجر في سوق الجمعة وأن حملات الحي تكون لفتح الطريق فقط ولا يستطيع إزالتهم لأنهم يمثلون قوة موجودة منذ سنوات وتحتاج للأمن المركزي لإزالتها.