سوق الجمعة الذي يقام في منطقة الإمام الشافعي بالسيدة عائشة يمكن أن نطلق عليه سوق المسروقات لأنه يشهد أسبوعيا بيع منتجات مسروقة بأشكال مختلفة من الأحذية حتي السيارات ومن الحيوانات حتي الأجهزة الكهربائية. "الأسبوعي" تجولت في السوق الموجود وسط المقابر والذي يعد أشبه بمعرض للمسروقات حيث قرر البعض ان 80% من البضائع الموجودة به مسروقة. بداية الجولة بدأت من "باب" السوق شديد الازدحام مع تحذيرات بعض المارة لجولة "الأسبوعي" من التعرض للنشل أو عدم ترك السيارة في هذا المكان بجوار السوق حتي لا يتم تشليحها وبيعها في نفس المكان الأسبوع القادم. وكانت أولي المفاجآت عندما وجدنا رجلا يسرق أحد خطوط التليفون من الصناديق المنتشرة في المنطقة والتي بها العديد من وصلات الأجهزة الأرضية التابعة للمصرية للاتصالات وبوصلة بجهاز تليفون وينادي الدقيقة بربع جنيه!! ومع اختراق الازدحام الشديد كان هناك مئات من البائعين ذوي الوجوه العابسة والتي ينعكس عليها القلق والاضطراب من جراء أي ملامح غريبة تدخل السوق وتخترق مملكتهم وعندما سألت أحد هؤلاء البائعين عن مصدر البضاعة المبيعة طلب مني ألا يتجاوز السؤال حدود معرفة ثمن السلعة وبدون أي مناقشة في جوانب أخري حتي لا أواجه بردود فعل غير متوقعة! وهمس أحد في أذني بأن حوالي 80% من البائعين هم من اللصوص عدا بعض الآخرين الذين يقومون ببيع المنتجات الصينية الرديئة أحيانا. عملات وخردوات بداية الحديث كانت مع أحد باعة العملات التذكارية التاريخية!! والتي لا تقدر بثمن حيث يعرض عملات من مختلف أقطار العالم بأسعار لا تتجاوز بعض الجنيهات بداية من عملة اليابان القديمة ومرورا بالعملة العراقية في عهد صدام وحتي الشيكل الإسرائيلي والعملات المصرية قبل قيام الثورة. وتمكنت "الأسبوعي" من الحصول علي عملة ورقية إسرائيلية فئة العشرة شيكل التي تم اصدارها من قبل بنك إسرائيل عام 1973 وذلك بواقع جنيه واحد!! وبعد ذلك انتقلنا إلي بعض باعة الخردوات الصينية الذين يحملون ملامح إفريقية حيث تبين انهم من المهاجرين غير الشرعيين فغالبيتهم جاءوا للدراسة في الأزهر وانتهت الدراسة ولم يعودوا إلي أوطانهم ولدي الاقتراب منهم بدت ملامح الاضطراب عليهم ولدي مناقشة احدهم تهرب من المناقشة وبادر الآخرون بمغادرة أماكنهم!! الكمبيوتر المسروق انتقلنا بعد ذلك لبعض بائعي أجهزة الكمبيوتر المسروقة عادة والتي يتم بيعها كقطع غيار حيث ان علي المشتري ان يأخذ قطعة الغيار بدون حتي تجريبها والتأكد من صلاحيتها وله أخذها ودفع ثمنها بدون مناقشة. وبجانب بائع أجهزة الحاسب تجد الآلاف من الأحذية التي تتم سرقتها من الجوامع أو أمام الشقق السكنية وهي أحذية راقية تباع بأسعار رمزية لا تتجاوز بأي حال من الأحوال العشرين جنيها بينما في الواقع فإن أثمانها تتجاوز المئات من الجنيهات. نسكافيه بثلاثة جنيهات انتقلنا بعد ذلك إلي عطار متجول يقوم ببيع أجولة من النسكافيه والكباتشينو بأسعار 3 جنيهات للكيلو جرام!! في صورة عكست مدي الاستهتار بالمستهلك المصري وصحته حيث ان الشعار الحالي الذي يسود في أوساط أصحاب الذمم الخربة "الرزق علي الله.. ومعدة المصريين تطحن زلط"!! وفي مقابل العطار المتجول نجد بائع السجاد الذي قام بتقسيم بضاعته إلي قسمين الأول للسجاد الجديد والقسم الثاني للسجاد المسروق الذي تتم سرقته من فوق أسوار المنازل بأسعار لا تتجاوز العشرة جنيهات للسجادة. وبجانب قبر أحد وزراء العدل السابقين في العهد الملكي "البشاوات" وجدنا بائع دراجات الأطفال مسروقة الذي يردد عبارة "ابسط عيالك بالدراجة" والتي تباع بواقع عشرين جنيها للدراجة! لصوص الغسيل وأمامه مباشرة تجد ملابس أطفال ورجال ونساء تم إعدادها وعرضها بواسطة لصوص الغسيل حيث يتم غسلها وكيها وعرضها ولا تجد لأي قطعة مثيلا آخر عن طريق متعهد جمع هذه الملابس من اللصوص ثم يتاجر فيها ويعرضها في سوق الجمعة عثر الأسبوعي أثناء جولته علي بنطلون يبدو أنه مستعمل ويحمل ماركة مشهورة جدا ويباع بثمن عشرين جنيهاً علي الرغم من أن سعره الحقيقي يعادل عدة مئات من الجنيهات. التقي "الاسبوعي" بعسكري مرور في المنطقة فضل عدم ذكر اسمه حيث قال أن هناك "مافيا" متخصصة في كل نوع من السلع وأشهرها مافيا السيارات التي' تقوم بسرقة السيارات وتشليحها في ورش نائية وبيعها كقطع غيار وأشار إلي أن الأمر قد لا يتعلق فقط بسرقة سيارة بأكملها ولكن بفتح السيارة وسرقة بعض الأجهزة منها وهذا هو الشائع ثم تسليم البضائع الي المعلمين الكبار. انتقلنا إلي قسم الأجهزة الكهربائية في سوق الجمعة وهو قسم مخصص للصوص الشقق حيث يباع فيه كل ما تتوقع. مراوح توشيبا بأسعار رمزية جدا لا تتجاوز عشرات الجنيهات وأجهزة موبايل فاخرة يتم بيعها بأسعار عادية لا تناسب قيمتها الحقيقية. أما الأطعمة في السوق فحدث ولا حرج فهي عادة ما تكون عربات مأكولات ملوثة تقوم بعمل مأكولات ساخنة مجهولة المصدر وبأسعار لا تتجاوز الثلاثين قرشا للرغيف الواحد! مملكة الحيوانات أما قسم "الحيوانات" فهي مملكة أخري غريبة الأطوار تقوم ببيع كل الحيوانات بداية من "الثعابين" التي تباع بسعر 4 جنيهات للكيلو جرام وعصافير الزينة والتي تباع بواقع خمسين قرشا للطائر الواحد!! إضافة إلي قسم الكلاب والقطط الأصيلة والتي تتم سرقتها عادة وبيعها في هذه السوق حيث يتم جمعها في أقفاص وبيعها بأسعار رمزية والمثير للدهشة ان هذا القسم بالذات يشهد إقبالا من العائلات الراقية مع ان الجميع يعلم ان 90% من هذه الحيوانات مسروقة.