تحت شعار «وأعدوا» بدأت الجماعة الإرهابية معركتها من أجل الصدام مع الدولة في الذكرى الخامسة ل25 يناير, كحلقة جديدة من مسلسل العنف الدموى والتهديد بالقتل المتواصل لأبناء الشعب المصرى رافعة شعار منهج «داعش» هوالحل، بهدف حشد انصارها للدخول فى مواجهات مسلحة مع أجهزة الدولة لتحقيق مكاسب فشلت فى تحقيها خلال عام من حكم البلاد مودعة ما أسمته «بالسلمية» خلال الفترة الماضية.. يأتى ذلك التطور الخطير الذى تبنته مجموعة من شباب الجماعة «الإرهابية» أطلقت على نفسها تيار «وأعدوا» فى ظل انشقاقات وصراعات تعصف بجماعة الاخوان داخلياً وخارجياً ،على خلفية أزمة إقالة المتحدث الإعلامى محمد منتصر وتعيين طلعت فهمى بديلاً عنه, بالرغم من تأكيد التيار الشبابى الجديد بأنه ليس طرفاً فى الصراع الحالى داخل الجماعة ،وأن هدفه العودة الى النهج الحقيقى التى أسست من أجلها «الإخوان» وهو «الجهاد الثورى» ومقاومة سلطات الدولة المصرية بكافة الوسائل المتاحة. قال أحمد بان القيادى المنشق عن الإخوان، إن الجماعة تجاوزت ما يسمى بالسلمية المبدعة لتفتح فصلا جديدا فى علاقتها مع الواقع المصرى على غرار ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا للانتقام من المصريين فى ذكرى يناير القادم, واعتبر «بان»، أن الدفع بمجموعات جديدة لتغيير فكرتها فى استبدال الواقع الحالى بواقع جديد يودع السلمية وينتهج العنف المسلح العلنى على طريقة «داعش» الارهابى، مشيراً الى ان هذا التطور مؤشر خطير فى علاقة الجماعة بمصر الدولة والشعب بذريعة عدائهم للنظام الحالى ليثبت بالدليل القاطع سعى «الاخوان» الى حكم البلاد دون النظر الى ما يحدث من دمار وإزهاق لأرواح الأبرياء, ولفت «بان» أن شباب الاخوان يتبنون الان فكرة تنظيم الدولة الإرهابى «داعش» بعد أن باتوا مدركين أن العنف هو السبيل لتحقيق ما يسعون اليه. وأشار القيادى المنشق عن الإخوان، الى أن ذكرى يناير قد تشهد عمليات نوعية من قبل عناصر من الاخوان الارهابية لرفضهم التعامل مع الواقع الحالى بعد اعتناقهم لأفكار «داعشية» قد تؤتى ثمارها سريعاً بعد فشل سلميتهم المزعومة فى عودة مرسى لسدة الحكم. وأضاف «بان»، أن الشارع المصرى أصبح مدركا تماماً لما يدور حوله ويرى ما يحدث فى البلدان العربية من خطر الارهاب على واقعهم الحالى، معتبراً ان مواجهة تلك التهديدات تتطلب دراسات علمية تحد من العنف والتطرف وعدم الاقتصار على المواجهة الأمنية فقط. سيناريو فاشل وقال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى المنشق عن الإخوان، إن الجماعة كعادتها سوف تفشل فى الحشد فى ذكرى 25 يناير المقبل، لأن الشعب لم يعد يؤيدهم، موضحاً أن الأخطر على البلاد، هم الإخوان الذين يؤمنون بالعنف سواءً كانوا فى الداخل أو فى الخارج . وتابع الهلباوى، قائلاً: «إذا غاب العقل توقع كل شىء»، فى إشارة إلى الإخوان الذين لم يستوعبوا الدرس خلال فترة وجودهم فى الحكم، مضيفاً أن جماعة الإخوان لها أكثر من إدارة فى « تركيا ولندن وقطر» وليست هناك إدارة واحدة للجماعة ،فى تعليقه على الانشقاقات الحالية. من جهته اقترح الدكتور مصطفى حمزة مدير مركز دراسات الاسلام السياسى، إنشاء معهد قومي لمواجهة التطرف الفكري، يعمل على المواجهة الفكرية لهذه التنظيمات من خلال تفنيد ادعاءاتها والرد على شبهاتها، مشددًا على ضرورة التوازي بين المواجهات العسكرية والفكرية على حد سواء، للحد من انتشار الأفكار المتطرفة، وسيطرتها على عقول الشباب العربي المتحمس. وقال «حمزة «، ان الاخوان تعيد إنتاج الجماعة من جديد لاستقبال 25 يناير فى محاولة لحشد المغرر بهم والمتعاطفين مع الجماعة مثل «حازمون» والحركات الجهادية الاخرى، لافتاً الى أن تيار «وأعدوا» هو مجموعة من الشباب المتهور الذى خرج عن سياق الجماعة ولا يتبع السمع والطاعة التى أسست عليها الاخوان وهو ما يعد تحولا خطيرا ومؤشرا كارثيا بدخول الجماعة فصلا جديدا من المواجهات الدامية مع الدولة. وأوضح مدير مركز دراسات الإسلام السياسى، أن النظام الحالى فى مصر قطع كافة القنوات بين قيادات وشباب الإخوان بعد دخول جميع القيادات السجون على خلفية قضايا. بعكس نظام مبارك الذى كان يعتقل بعضهم ويطرق بعضهم لتوجيه الشباب فى الخارج من داخل السجون لضمان بقائهم على مسار السمع والطاعة. «وأعدوا» مهمش داخل الجماعة وحول خطورة هذا التيار الجديد على الواقع المصرى،قال الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تيار «وأعدوا» هو مجموعة مهمشة داخل جماعة الإخوان الإرهابية ولا تستطيع ان تواجه الدولة المصرية، كما أنهم يواجهون صعوبات كبيرة داخل الجماعة فى ظل الصرع القائم الآن. وقلل «حبيب»، من مخاوف تيار «وأعدوا» معتبراً أنه لا يخرج عن سياق «الشو» الإعلامى، مؤكداً أن حديثة عن إحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بمواجهات مسلحة مع القوات الأمنية خالٍ من المضمون وليس له قيمة والتأثير الوحيد على جماعة الاخوان هو للقيادة التى يقودها محمود عزت القائم بأعمال «المرشد» العام الذى أرسل بياناً لمكاتب الجماعة لحثهم على عدم الانصياع وراء دعوات حمل السلاح فى ذكرى يناير. وأكد الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن هناك صراعاً بين أجيال الجماعة القديمة والجديدة، ولا أحد فيهما يستطيع حل الأزمة الحالية، مضيفاً «لا الجيل القديم الذى يمثله محمود عزت يعرف كيف يعالج الأزمة ولا الجيل الجديد يعرف كيف يخرج منها». وأوضح «حبيب»، أن الجيل القديم متشبث بمواقعه تحت عنوان أنه جاء بالانتخابات والجيل الجديد محتار تجاه الأوضاع الجديدة، والجماعة تواجه مأزقا نشاهد نحن بعض جوانبه المأساوية عبر شاشات التليفزيون وقال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن تبادل الاتهامات والاعترافات أكدت بأن التنظيم الإخوانى لا يديره قياداته، بل يعمل لصالح دول خارجية تستخدمه لتحقيق أهداف خاصة بها فى المنطقة العربية مما يزيد من العنف وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم مخترق من عدة أجهزة خارجية أبرزها المخابرات التركية والأمريكية والبريطانية، وهم من يحركون القيادات الكبرى، حيث يؤون القيادات ويساعدونهم لاستمرار حالة عدم الاستقرار فى المنطقة. من جهته، قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن التحقيقات التى تجريها بلاده حول التطرف أظهرت علاقات غامضة للإخوان المسلمين مع جماعات العنف. وأكد رئيس الوزراء البريطانى حسبما أفادت فضائية العربية ، أن التحقيق أظهر أن أى علاقة مع الإخوان المسلمين أو التأثر بهم تعد مؤشرا على التطرف، كاشفاً عن أنه سيتم تكثيف المراقبة على أنشطة وآراء جماعة الإخوان وأنصارها فى الخارج.