انتفض العالم بأسره منذ مساء أمس الجمعة، وحتى الآن، تزامنًا مع العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في ثلاث مناطق مختلفة بالعاصمة باريس، بدأت باستاد فرنسا الدولي، ومسرح باتاكلان، وانتهت في وسط العاصمة باريس؛ مخلفة 127 قتيلًا، وأكثر من 200 مصاب. وانتفض رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، ودشنوا هاشتاج "باريس" الذي احتل صدارة قائمة الأكثر تداولًا منذ الصباح وحتى الآن، كذلك تصدر هاشتاج "الإسلام دين سلام"، وغرد النشطاء بعباراتٍ تدافع عن الإسلام وتبرِّئَته من تلك العمليات الإرهابية. كما دشنوا هاتشاج "RechercheParis" أو "البحث فى باريس"، بهدف توصيل أصواتهم إلى العالم بأنهم يبحثون عن أقاربهم وأصدقائهم الذين كانوا متواجدين في المقاهي والمطاعم أصابتها التفجيرات. وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بأن موقع "فيس بوك" أطلق خاصية تسمى safety check، التي تسمح للمستخدمين بمعرفة ما إذا كان أصدقاؤهم وأحباؤهم آمنين فى باريس أم أصابهم مكروه. وعبر رؤساء العالم عن شجبهم للحادث وتضامنهم مع الرئيس الفرنسي "فرانسو أولاند"، حيث أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانًا، أدانت فيه بأقصى العبارات تلك العمليات الإرهابية، ونقلت تعازي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتضامنه مع فرنسا. ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذين ارتكبوا تلك العمليات الإرهابية بأنهم يمثلون قوى الشر، مؤكدًا على إدانته للحادث، والتزام بلاده بالدفاع عن القيم التي تحارب الإرهاب، وتحقيق السعادة للشعوب كافة. كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن صدمته، وكتب في تغريدة له على موقع "تويتر": " أنا مصدوم لما يجرى في باريس، نحن نفكر ونصلي من أجل الشعب الفرنسي وسنفعل كل ما يمكن لمساعدته". وأصدر الكرملين بيانًا يعلن فيه إدانة روسيا لاعتداءات باريس التي وصفها بالمنافية للإنسانية، ويعرض المساعدة في التحقيق على السلطات الفرنسية. وأبدت الصين، صدمتها العميقة ازاء هجمات باريس، بحسب ما جاء على لسان وزارة الخارجية الصينية، التي عبرت عن إدانتها الشديدة لهذه الهجمات. ووصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تلك الهجمات بالعمل الإرهابي الشنيع، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب فرنسا في مختلف الظروف، معلنًا في بيان للديوان الملكية عن استنكاره وغضبه الشديد للحادث الإرهابي. وخرج الرئيس الإيراني حسن روحاني يندد بتلك العمليات واصفًا إياها بالجرائم ضد الإنسانية، وأدان باسم الشعب الأردني التفجيرات اليت وقعت في باريس، وقدم تعازيه إلى الشعب الفرنسي المفجوع وإلى الحكومة. وفي الأردن، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة. كما أدانت السعودية- في بيان لها- الهجمات التي تعرضت لها باريس وأكدت ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده من أجل اجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في البلاد". وخرج مشاهير وفنانين العالم- عبر "تويتر" و"فيسبوك"- ينددون بالحادث، وكان أولهم الفنان عاصي الحلاني، الذي طالب عبر حسابه الشخصي بمواقف أكثر حزمًا ضد الإرهاب، ناعيًا ضحايا ذلك الحادث. وكتب على تويتر: "بين باريس وبيروت يد الإرهاب واحدة، نناشد جميع الدول العظمى والدول العربية بأن تتخذ القرار بإنهاء هذه الظاهرة الإرهابية وثقافة الموت والقتل، لأن الإرهاب لا دين له لا يفرق بين فرنسي ولبناني وعراقي وروسي ومصري وليبي، يا أصحاب القرار لا يكفي الاستنكار". كذلك علق الفنان راغب علامة، على تلك العمليات الإرهابية، مقدمًا تعازيه للحكومة والشعب الفرنسي، كاتبًا: "العزاء لأهالي ضحايا الفاجعة الإرهابية في فرنسا، العرب عانوا من الإرهاب على مدى سنين والآن وصل الوحش الإرهابي المجرم إلى أوروبا". وأعربت الفنانة التونسية هند صبري عن صدمتها من الحادث، قائلة: "هذا العالم سقط بالفعل، فقد أهليته وسقط، نحن ناجون هائمون، لا نملك إلا تركه يرحل وأن نحب بعضنا كثيرًا، حتى يأتي عالم جديد". وشاركتها حزنها الفنانة كارول سماحة، بتغريدة قالت فيها: "مدينة الحب والرومانسية وقعت أيضا ضحية الإرهاب الأسود، علينا جميعًا أن نصلي كل يوم من أجل السلام العالمي". وأعرب الإعلامى اللبناني "نيشان" عن حزنه البالغ إزاء تلك الحوادث عبر تويتر: "قد تسدل الستارة في مسرح الجريمة على مسرح باتاكلان، لكن الإرهاب لم يتمم دوره ومسرحية الشَر مستمرة، ارحمنا يا الله". وكتب المخرج الشاب عمرو سلامة عبر حسابه الشخصي: "حداد عام على ضحايا الإرهاب في فرنسا ولبنان ومصر وسوريا والعراق وكل بقعة يقتل فيها مدني بدون ذنب، اللعنة على كل معتقد لا يقدس روح البشر".