توقع خبراء سوق المال تأثيراً محدوداً على شركات قطاع السياحة فى البورصة على خلفية سقوط الطائرة الروسية على الأراضى المصرية، التى راح ضحيتها أكثر من 200 سائح. شهدت أسهم شركات القطاع المدرجة فى البورصة، التى يصل عددها 10 شركات تراجعات جماعية فى جلسة الأحد الماضى، أكد الخبراء أن القوائم المالية المستقبلية للشركات ستكشف عن تأثير الحادث عند مقارنتها بالفترة نفسها من العام المقبل. سألت محمد الدشناوى، خبير أسواق المال، حول تأثير الحادث وتداعياته على القطاع فى البورصة أجابنى قائلاً: إن الحادث سيكون له انعكاساته السلبية على السياحة وبالتالى شركات القطاع المتداولة فى البورصة، حيث إنه فى الوقت الذى بدأ قطاع السياحة فى التعافى تحسنت نتائج أعماله وزيادة إيراداته، خلال عام 2015 من 5 مليارات إلى 7٫4 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 48٪ وكان متوقعاً أن يتحسن خلال العام المقبل لتصل الإيرادات من قطاع السياحة من 9 - 10 مليارات دولار بسبب السياحة الروسية، التى تمثل أعلى نسبة تتجاوز 45٪ من إجمالى الوافدين إلى مصر، إلا أن سقوط الطائرة الروسية سوف يكون له أثر بالغ على الاقتصاد المصرى وعلى شركات السياحة. وتابع، أن الحادث قد يعيد القلق مرة أخرى بزيارة مصر، مما يؤثر على أرباح شركات السياحة وعلى نتائج أعمالها، خصوصًا فى الربع الرابع من العام الحالى لانخفاض عدد السياح وتراجع نسب التشغيل، وبالتالى انخفاض الإيرادات مع استقرار التكلفة الثابتة التى تمثل نسبة كبيرة من تكلفة شركات السياحة والوضع نفسه بالنسبة لإيرادات الدولة من السياحة التى تمثل عنصراً مهماً كمورد للدولار. الشركات المتداولة فى البورصة بحسب تحليل صلاح حيدر، خبير أسواق المال، تقوم على إدارة بعض الفنادق وإنشاء بعض المشاريع السياحية فى المناطق السياحية، والبعض الآخر يقوم على إدارة المطاعم السياحية مثل المصرية للمشاريع السياحية العالمية إلا أنه لعدم التنوع الكبير فى القطاع، وضعف حركة أسهم ذلك القطاع، وسيطرة أوراسكوم القابضة للتنمية وأوراسكوم للفنادق والتنمية الذين يستحوذون على حوالى 65٪ من أرباح القطاع فلا يحظى القطاع باستقطاب المستثمرين الحادث وفقاً ل«حيدر» تأثيره السلبى محدود على القطاع السياحى الفترة الحالية، حيث يقوم على الإنشاءات السياحية التى تحقق عوائد طويلة الأمد، أن تتأثر بحادث عارض، إضافة إلى أن قطاع السياحة بشكل عام يواجه ضعفاً فى التداولات بدون وجود أى محفزات فى ظل استحواذ شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية على حصة كبيرة من القطاع. متوقع عدم تأثر الإقبال السياحى بشكل كبير، ولن تفرض الحكومات الأجنبية حظراً للسفر على مصر فى انتظار نتيجة التحقيق فى واقعة سقوط الطائرة الروسية، وبالتالى التأثير على شركات السياحة سيكون تأثيراً قصير المدى. يقول محمد صالح، خبير أسواق المال، إن العمل على استمرار السياحة الداخلية، قد يعوض ما يفقده القطاع السياحى من توقف أو انخفاض السياحة الخارجية ولو بشكل مؤقت، خصوصًا السياحة الروسية التى تمثل ما يزيد على نسبة 50٪ من السياح الوافدين إلى شرم الشيخ، بحسب التقارير، وأن التأثير على شركات السوق نفسياً أكثر منه تأثيرًا ماليًا نظراً لأن أسهم الشركات السياحية بالبورصة المصرية محدودة. إذن الحادث، وفقاً لقول عمرو صابر، خبير أسواق المال، سيعمل على انخفاض عدد السياح الروس القادمين إلى مصر ومزيد من الانخفاض فى الدولار، وقيمته مما سيؤثر سلباً على القوائم المالية للشركات العاملة فى قطاع السياحة والمشغلة للفنادق، تتصدرها شارم دريمز والمصرية للمنتجعات وأورواسكوم القابضة للتنمية، ولكن لن يظهر ذلك التأثر فى القوائم المالية العام المقبل، نظراً لقرب انتهاء العام المالى ولكن ستظهر فى القوائم المالية عن الربع الأول من عام 2016 عند مقارنتها بمثيلتها فى 2015، مطالباً البورصة بإفصاح الشركات عن أعداد الأفواج أو بتوقعاتها بعد الحادث وعمل إفصاح للمستثمرين يوضح نتائج الحادث على الشركات وعدد الأفواج المتوقعة قبل وبعد الحادث، ومدى تأثير ذلك على نتائج أعمال الشركات.