«الريان» «3» بقلم : وجدي زين الدين الأحد , 04 سيبتمبر 2011 12:22 المسلسل التليفزيوني «الريان» ترجمة ناقصة جدًا لحياة آل الريان خاصة أحمد الريان، وكما قلت بالأمس فإن المسلسل اهتم فقط بنشأة الريان وأفراد أسرته - البدايات الأولي - بالاضافة إلي الحياة الشخصية لهذه الأسرة من علاقات اجتماعية وزوجية وخلافها.. وأهمل المسلسل - قد يكون عن عمد أو نسيان أو خلاف ذلك - علاقة الحكومة والنظام بأسرة الريان.. وهي أهم فترة في تاريخ حياة أحمد الريان، صحيح أنه تعرض سريعًا للأمر في حلقة أو حلقتين ولكن هذا غير كافٍ. أهم فترة في تاريخ الريان ليست بداياته أو نشأته أو علاقته بزملائه داخل كلية الطب البيطري.. حياة الريان بمثابة كارثة اقتصادية تعرضت لها مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وأركان نظامه الذين ضيعوا مصر.. وأتمني أن يكون مؤلف العمل ومخرجه قد تعمدا أن يكون المسلسل بهذا الشكل، حتي نري فيما بعد قصة حياة الريان مع الحكومة والنظام، والتفاصيل الدقيقة للمؤامرة التي تعرضت لها شركات توظيف الأموال في هذا العصر.. الأجيال الجديدة التي لم تعاصر تلك الفترة وصلت إليهم رسالة من خلال المسلسل أن أحمد الريان وأشقاءه عبارة عن بهلوانات، وهذا مخالف للحقيقة تمامًا.. فهم مثل اقتصادية فذة، نجحوا فيما فشلت فيه الحكومة والنظام.. نجحوا في كسب ثقة المصريين الذين سلموا إليهم أموالهم طواعية دون ضغط.. ولم يقدم مواطن واحد شكوي ضد آل الريان إلا بعد أن حشر النظام أنفه وشعلل الناس. من حق الأجيال الجديدة أن يتعرفوا علي باقي الصورة المشرفة لرجال موهوبين في التجارة، ومن حق جيل الثورة أن يتعرف علي فداحة النظام الذي كان يعلن الحرب الشعواء ضد آل الريان وباقي شركات الأموال.. ومن حق الأجيال التي عاشت تلك الفترة أن يروا عملاً تليفزيونيًا مكتمل الأركان.. لكن الطريقة التي تم عرض المسلسل بها، كانت علي شاكلة «ولا تقربوا الصلاة دون ذكر باقي الآية.. وأنتم سكاري».. واتمني أن أتلقي اتصالاً من مؤلف ومخرج العمل التليفزيوني يؤكد لي أن هذه الفترة من حياة الريان أقصد عملية التدمير التي تلقتها شركات الأموال سيكون لها حظ في مسلسل جديد، فالذي فعله النظام في هذه الحقبة يجب أن تعرفه الأجيال الجديدة دون خداع، كما أنني علي ثقة أن الحاج أحمد الريان لن يبخل بإمداد المؤلف بكل الحقائق التائهة أو التي تعمد النظام اخفاءها، ليواري فشله وعجزه وخيبة أمله.. من حق الناس أن تعرف كيف قام النظام بتقليب المودعين علي الريان، وموقف البنك الدولي من شركات الريان التي أزعجت أمريكا وأوروبا.. الجرائم التي ارتكبتها الحكومة والنظام في هذه الحقبة من الزمن يجب أن تكشف علنًا، ويتم مقاضاة كل من تورط في ارتكاب جرائم في هذه الحقبة ليس ضد الريان بل كل الشركات التي نجحت وقضت عليها الحكومة.. أقصد ضرورة محاكمة كل مسئول تورط في تعطيل مشروع استثماري ناجح وشرد عامليه تحت زعم أن مصلحة البلاد العليا أهم من أصحاب رءوس الأموال والمواطنين وإذا كانت الدولة حريصة علي مصلحتها العليا وهذا زعم خاطئ، فإن مصلحة الناس السفلي يجب أن تجد رعاية هي الأخري. «وللحديث بقية»