يستقبل مسلمو الهند رمضان بكل حفاوة ويقيموا الطقوس اللازمة لهذا الشهر الكريم وتضع المحلات والمطاعم الزينة بمناسبة الشهر المعظم مع تدفق المسلمين على المراكز الإسلامية للإفطار، فتعد الهند من احدى الدول التى تقطنها المسلمين بنسبة 14%. اغلب المسلمين فى الهند الذي يقدرون حوالى 70% يعملون فى قطاع الزراعة والباقون يوزعون على قطاع الخدمات والتجارة والصناعة. ينفسم مسلمو الهند الى قسمين مسلمو الشمال ويتبعون المذهب الحنفى ويتكلمون اللغة الاردية والبنغالية ، ومسلمو الجنوب ويتبعون المذهب الشافعى ويتحدثون اللغة التامولية إضافة إلى وجود مسلمين شيعة في بعض الولايات وبالأخص في حيدر آباد. ويتركز أغلب مسلمو الهند فى ولايات اوتار بارديش وبهار وغرب البنغال ومهراشترة وكيرلا. أما بالنسبة للأكلات الرمضانية فى الهند فتعد الأكلة الشهيرة المعروفة باسم «حليم» ضرورية في الإفطار، ولاتكتمل مائدة الافطار بدونها وهى عبارة عن شربة من القمح واللحم والبقول. وتنتشر هذة الاكلة فى باكستان وبنجلاديش ودولة الإمارات العربية وغيرها من الدول الإسلامية. ومع بداية شهر رمضان تزداد مبيعات الشعرية، ومن الحلويات المنتشرة في شهر رمضان "الخجلا" و "الفيني" والشعرية بالحليب والسكر. و المناطق المحيطة بأحد المساجد في دلهي، تزدحم المطاعم قبل الفجر لتناول السحور، ثم يتوجهون للمسجد للصلاة. وتجهز سيارات بميكروفونات للطواف بالأحياء الاسلامية لإيقاظ الناس لتناول السحور، و يمكن مشاهدة المسلمين فى كل اجزاء الهند يرتدون زي كورتا التقليدي وغطاء الرأس في طريقهم الى اقرب مسجد، ولا سيما صلاة العصر والعشاء. وبعد الافطار يتوجه المسلمون لأداء صلاة المغرب، بالاضافة الى صلاة التراويح. يتردد معظم المصلون عادتاً الى مساجد نيودلهي ،كمسجد جهان نما وهو المسجد الرئيسي فى دلهي القديمة واكبر مسجد فى الهند ، حيث يتسع ل25 الف مصلى . ينسب هذا المسجد الى الامبراطور المغولى شاة جهان ، بانى تاج محل الذى امر ببناءة سنة 1658. ويقع المسجد فى في بداية شارع شاندني شوك وهو شارع في مركز مدينة دلهي القديمة. واستوحي اسم مسجد جاما إشارة إلى صلاة الجمعة، وهكذا اتخذ المسجد اسمه الشعبي "مسجد الجمعة" أو المسجد الجامع. ومن المشكلات التى تواجة المسلمين فى رمضان انخفاض متوسط الدخل السنوى لمعظم افراد الاقلية وتصنيفهم ضمن الشرائح الاجتماعية الاكثر فقراً حيث يعيش اكثر من 35% من سكانها تحت خط الفقر. وصل الاسلام الى الهند على يد محمد بن القاسم اثناء الفتوحات المعروفة فى التاريخ الاسلامى بفتوحات السند ايام عهد الدولة الاموية وعلى مدى قرون طويلة ظل المسلمون فى شبة القارة الهندية امة واحدة ، مع نهاية الاحتلال البريطاني الذى استمر حوالى مائتى عام انقسمت الهند الى دولتين هما الهندوباكستان التى كانت تضم بنغال .