عزة أبو الأنوار تضم الهند مختلف الديانات ومختلف الطبقات الاجتماعية، كما تحوي أعجب العادات على سطح البسيطة، نظرا لتعدد ثقافاتها وتوجهات سكانها.. فهي بلاد العجائب والغرائب.
الهند على الخريطة تقع أرض العجائب بالقرب من سريلانكا، يحدها من الجنوب المحيط الهندي، ومن الشمال الصين ونيبال وبوتان، وعلى الغرب بحر العرب، وفي الشرق خليج البنغال. عاصمتها دلهي.
المسلمون في الهند وصل الإسلام إلى جنوب الهند مبكرا عن طريق التجار العرب، وأصبحت كل ميناء وصل العرب إليها يوجد مسلمون فيها. أما في المحور الشمالي فدخل بالغزو ابتداء من سنة 92 هجرية. ويقدر عدد المسلمين في الهند بنحو 180 مليونا وهو ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم بعد إندونيسيا، وتصل نسبتهم إلى أكثر من 14% من السكان.
رمضان في الهند يستقبل الهنود شهر رمضان من أواخر شعبان، بالزيارات العائلية وبشراء مستلزمات الشهر، وتنظم اللجان الإسلامية مسابقات وندوات وغير ذلك. في مدن الهند يستطلع هلال رمضان اعتمادا على القضاة الشرعيين، أما في القرى فيعتمدون على أئمة المساجد، وقلة منهم يعتمدون على الحسابات الفلكية.
ورغم أن الدين الأوسع انتشارا هناك هو الهندوسية لكن تحترم الدولة المسلمين، فتقدم الإذاعة والتليفزيون برامج رمضانية يومية، كما تحوي الصحف موضوعات متعلقة بالشهر الكريم، وتقدم تسهيلات في تنظيم الفعاليات الدينية وأداء الشعائر، وتمنح الدولة إجازة عامة في عيد المسلمين وتبعد مواعيد الامتحانات عنه. كما ينتظر الجموع هذا الشهر لتناول أكلات رمضان المميزة وتنتشر مبيعات حلوى الخجلا والفيني والشعرية، لأن أكثر الحلوى الرمضانية هناك تصنع من الشعيرية، وتستورد الحكومة كميات كبيرة من الزيوت لسد الحاجة التي تتزايد في هذا الشهر، وتضع المحال التجارية والمطاعم الزينة بمناسبة الشهر الكريم، وتجهز سيارات بميكروفونات للطواف بالأحياء الإسلامية لإيقاظ الناس لتناول السحور.
يبدأ المسلمون في الهند يومهم بالاستيقاظ قبيل الفجر، فيتناولون السحور الذي يحوي الأرز والخبز، وتزدحم المطاعم الموجودة حول المساجد في وقت السحور، ثم يقيمون صلاة التهجد، ووقت الإفطار يتدفق المسلمون على المراكز الإسلامية لتناول الإفطار المتميز بالفخامة، ولا تخلو مائدة رمضان الهندية من "حليم" وهو شوربة من القمح واللحم والبقول.
ويحافظ الهنود على الصلوات في أوقاتها مرتدين زي الكورتا التقليدي، وحضور الدروس الدينية في المساجد، ويحافظون على التراويح ويختلفون في عدد ركعاتها، وتمتنع النساء عن الصلاة في المساجد ولكن يؤدينها في زاوية أو معهد ديني. ومن عاداتهم الطريفة توزيع المرطبات والتمور وجوز الهند في المساجد، وكذلك مشروب "سمية" وهو أشبه بالشعيرية باللبن. وترتفع الروحانيات في ليلة القدر، حيث يختمون القرآن ثم يوزعون الحلوى في المساجد بعد أن ينفث فيها إمام المسجد كنوع من المباركة، ويلبس الأئمة ثيابا جديدة في تلك الليلة وتقدم له الهدايا تكريما لمساعدته الناس في ختم القرآن، كما اعتاد المسلمون الهنود زيارة القبور في ليلة القدر.
ومن أهم الأيام أيضا لديهم الجمعة الأخيرة من رمضان، ويسمونها "جمعة الوداع"، ويشدون الرحال إلى مسجد "حيدر آباد" ويسمونه "مكة مسجد" لأن أحد الملوك قبل خمسمائة سنة أتى بأحجار من مكة ووضعها فيه، ويجتمع المسلمون فيه تلك الجمعة حتى تصل صفوفهم في الصلاة إلى 3 كيلومترات حول المسجد من كل جانب، وتغسل قبلها الشوارع وتمنع السيارات من المرور استعدادا لذلك اليوم.