أثار إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية لاستخدامه كمنفذ شرقي عدة مخاوف لدى الشعب المصري، حيث أنه يضع الدولة في مأزق من جانب الشرق، فضلآ عن المعاناة التي تواجهها الدولة في الجنوب بالسودان والشمال بسيناء. أكد خبراء أمنيين أن اختراق الدولة من الجهة الشرقية خلال الجسر أمر صعب، مؤكدين وجود علاقة طيبة بين البلدين، ما يمنع استدراج الجسر تحت العمليات الإرهابية، وطالبوا بتكاتف القوات المصرية والسعودية في تأمين الجسر من الجانبين برعاية أجهزة على أعلى مستوى. قال اللواء حسن عماد الدين الخبير الأمني، إن مشروع إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية مهم تنفيذه، مؤكدا أنه سوف يُسهل حركة التنقلات بين مصر والسعودية على الجانب التجارى والسياحي، ما يؤدى إلى انتعاش الاقتصاد القومى للبلدين . وأضاف عماد الدين أن مصر في حاجة لإنشاء هذا الجسر البري وخاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية لافتا إلى أن هناك عمالة مصرية كثيرة فى السعودية تحتاج التنقل بين البلدين فى وقت قصير وبتكلفة بسيطة . ولفت عماد الدين إلى أن دور مصر الريادى ضعف كثيرا فى المنطقة خلال العصر البائس فى إشارة منة الى أيام مبارك والذى نتج عنه توتر العلاقات مع السودان واثيوبيا ، فضلا عن الاختراقات الأمنية التى تأتى من الحدود بين ليبيا وقطاع غزة والسودان ، موضحا أن تلك المشكلات التراكمية يدفع ثمنها الشعب المصرى الآن والدولة المصرية تحاول إصلاح ما أفسدت الأنظمة السابقة . ورأى عماد الدين أن طريقة تأمين هذا الجسر ستكون سهلة وفي قبضة القوات المصرية، كل دولة ستقوم بتأمين النقاط الخاصة بها بالتنسيق سويآ من خلال رجال الأمن والجمارك ، مؤكدا عدم وجود مخاطر على الدولة المصرية وهذا يؤكد عمق العلاقات الطيبة بين الجانبين . وأضاف الخبير الأمنى أنه حان الوقت لإنشاء قوى عربية مشتركة فى جميع المجالات، في القوة العسكرية والاقتصادية والتجارية وغيرها من المجالات . وأكد اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الأمني، أن المملكة العربية السعودية لديها آليات وإجراءات أمنية صارمة ساعدتها ألا يكون لديها أى نوع من أنواع الاختراقات ، وبالتالى لن يكون اى مخاوف بالنسبة للدولة المصرية بعد إنشاء الجسر البرى بين البلدين . ، مؤكدا أن الدولتين سوف تحرصان على التعاون بينهم من الناحية الامنية تحسبآ للاختراق ، مضيفا أن تأمين الجسر سهل للغاية متمثلا فى رجال الامن مثلما هو الحال لأى معبر أو مطار ، مؤكدا أن الجسر سيساعد فى تقليل المسافات وتنشيط حركة التجارة والحج والعمرة . من جهته، قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الأمني، أن هذا الجسر سيدمر مع أول صدام بين الدولة المصرية ودولة اسرائيل، مؤكدا أن المشروع اذا رفض تنفيذة سيكون من الجانب السعودى لاستشعارهم أن الفائدة التى ستعود عليهم ربما قليلة . فيما، رحب اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، بفكرة المشروع، قائلا: "ليه لا طالما لديها فؤائد تنعكس على البلدين متمثلة فى تسهيل حركة التجارة ورحلات الحج والعمرة ونقل البضائع والتى ستوفر كثيرا من الوقت والتكلفة". وأوضح منصور أنه لا يوجد أي اعتراض من الطرفين على إنشاء الجسر، مشيرا إلى أنه لا يؤثر على حركة الملاحة والتجارة لأى من البلدين، مضيفا أنه ليس له أى تأثيرات عسكرية ضارة على اى دولة بالمنطقة . وأكد منصور أن المواطن العربى أصبح بحاجة إلى التنقل بين كافة الدول العربية بكل سهولة وهذا ما سيفعله ربط مصر بالسعودية أى سرعة الترحال بين أفريقيا وآسيا، حيث أنه أول مشروع يربط بين قارتي "آسيا وأفريقيا" . ونوه اللواء رأفت الحجيري، الخبير الأمني، إلى أن إنشاء جسر برى يربط مصر بالسعودية طرح منذ زمن طويل، مؤكدًا أن تكلفتة العالية هى التى استوقفت تنفيذة خلال عهد مبارك، موضحا أن جماعة الإخوان وقطر تروج بأن هذه الفكرة لن تقدم جديدا للدولة المصرية . وأشار الحجيري إلى أن دولة اسرائيل كانت تنوى عمل خط سكة حديد يبدأ من إيلات الى البحر الميت وإنشاء خط ملاحة ما بين البحر الميت والبحر الأبيض المتوسط لمنافسة قناة السويس، موضحا أن توقف إنشاء هذا الخط يرجع لتكلفته الباهظة من شحن وتفريغ . ولفت الحجيرى إلى أن المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية دولية، لارتباط بعض الدول بالملاحة البحرية، لافتا إلى أن إسرائيل سبق وأن رفض الفكرة، في حين وافقت السعودية عقب اعتراضها .