قالت صحيفة تليجراف البريطانية أنها استطاعت الحصول على مسودة إستراتيجية الحكومة حول الإجراءات اللازمة للوقوف فى وجه التطرف الإسلامى مستهدفة محاكم الشريعة فى بريطانيا وحظر أنشطة المتطرفين الذين يتعاملون مع الأطفال خوفا من عمليات "غسيل الدماغ". وأكدت الصحيفة أن وزارة الداخلية البريطانية ستدرج ضمن الإجراءات مطالبة الموظفين بمراكز العمل بتعيين أى عنصر قد يكون عرضة للتطرف وستعمل على التشديد على إجراءات منح الجنسية البريطانية. جاءت هذه الإجراءات بعد الكشف عن هوية الجهادى جون القاتل الشهير بجاعة اعش الذى تبين أنه كان طالبا إنجرف فى تيار التطرف اثناء دراسته فى إحدى الجامعات بلندن. ذكرت الصحيفة أن عدد الجهاديين الذين إنضموا لداعش فى سوريا وصلوا إلى أكثر من 700 بريطانى عاد منهم 320 مصنفين كأخطر جهاديين منضمين لصفوف الجهاد. قالت الصحيفة إن سياسة مكافحة الإرهاب لا تستهدف فقط القبض على الإرهابيين والمتطرفين إنما تخاطب الدعاة المتشددين والأفراد المتورطين فى عمليات غسل الدماغ والتشجيع على الأفكار المتطرفة وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى. أكدت مسودة الداخلية البريطانية أنها بالرغم من أنها تواجه السلوكيات المؤدية للإرهاب وليس الإرهاب نفسه إلا أنها تسبب الكثير من الانقسام داخل المجتمع وتزيد من الخطاب الدينى المتشدد وفى بعض الأحيان ارتكاب جرائم عنف ضد المرأة مثل ختان الإناث. قالت الصحيفة إن موعد الإعلان عن إستراتيجية الداخلية الجديدة تم تأجيله لعدة شهور ولكنه سيعرض بنهاية هذا الشهر على البرلمان البريطانى وسيتم العمل به بعدها مباشرة. أكدت الصحيفة أن محاكم الشريعة ببريطانيا من أهم موضوعات الإستراتيجية الجدية بسبب بعض التقارير التى أكدت أن بعض النساء يعانون من أداء هذه المحاكم لفرض الزواج فى بعض الحالات. قالت تليجراف إن الجامعات والجمعيات الخيرية والمجالس المحلية من أكثر المؤسسات عرضة للإرهاب فى بريطانيا وأنه بموجب الخطة الأمنية الجديدة ستعمل المجالس المحلية على اتخاذ إجراءات وقاية الأطفال من االتطرف فى الأماكن غير الخاضعة للتنظيم بشكل مباشر مثل المدارس التكميلية والمراكز الدراسية. أقرت الإستراتيجية أن الحصول على الجنسية البريطانية وطلب اللجوء السياسى وحتى زوار البلاد سيتطلب إثبات الالتزام بالمعايير والقيم البريطانية بالخضوع لإجراءات قانونية تثبت ذلك. يتزامن الإعلان عن الإستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب مع تقرير الحكومة البريطانية بإدانة جماعة الإخوان المسلمين بأنها المحرض الأيدولوجى على الإرهاب فى بريطانيا الذى سينشر ملخصه خلال الأسابيع القليلة القادمة على جزأين نظرا للحساسية الشديدة.