وصلتني رسائل من عدد من القرّاء الأعزاء ومكالمات تليفونية حول ما كتبته عن ثورة 25 يناير وحلم المصريين في تحقيق شعار الثورة، عيش حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، وقالت الرسائل ان الحلم المصري بدأ يتحقق من خلال ثورة 30 يونيو بخريطة المستقبل والمتمثلة في وضع دستور، وإجراء انتخابات رئاسية وعلي الأبواب انتخابات النواب. ولكن السؤال الذي يحير الناس هو ماذا حدث للفاسدين الذين خربوا البلاد طيلة ثلاثين عاما ؟ وماذا فعلت معهم الثورتان؟ وتجيب الرسائل بأنه لا شىء حدث مع أهل الفساد. والحقيقة أن حصيلة نتائج ثورة 25 يناير مع الفاسدين تساوي صفراً وكل الذين تمت محاكمتهم طيلة أربع سنوات خرجوا من قضايا الفساد مثل الشعرة من العجين ولم ينالوا العقاب الرادع علي جرائمهم وأفعالهم النكراء ضد الوطن والمواطنين وآخر ذلك إخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك ومن قبلهما كل رموز الحزب الوطني الفاسدين وكذلك مبارك نفسه ولم يبق أحد من النظام الذي خرب مصر سوي حبيب العادلي وكأنه الوحيد الذي ارتكب كل الجرائم؟!. نتائج ثورة 25 يناير مع نظام مبارك والجرائم التي ارتكبت لا شىء. والحقيقة المرة هي أن تقديم هؤلاء المخربين والفاسدين إلي المحاكمة بهذا الشكل كانت خطأ من البداية وسامح الله الذين كانوا يعارضون تقديمهم الي محاكمات ثورية فهؤلاء هم وراء الكارثة الآن التي تصيب المصريين بالحسرة والألم. الامر ليس غلاً أو تشفياً وإنما كان لابد من حساب شديد لهؤلاء الذين أخروا البلاد كثيراً وتسببوا في كل الأزمات التي نعاني منها الآن. المحاكمات التي جرت للفاسدين تمت في إطار القضاء العادي فى حين انه كان يجب ان تكون المحاكمات ثورية. الناس في غصة وألم وحسرة وليس أهالي الشداء فقط إنما الجميع عندما تحل ذكري الثورة المجيدة ويجدون أهل الفساد أحراراً، بل يجأرون بالتباهي والتفاخر، فكأنما هم يخرجون السنتهم للمصريين. علي أية حال نحن الآن في بناء مصر الجديدة التي لا فاسد فيها الآن بعدما تم التصحيح لكل الأوضاع الفاسدة والارهاب في ثورة 30 يونيو. ولنأخذ الجانب الأفضل في ثورة 25 يناير وهو إطلاق شرارة التغيير التي حدثت في البلاد. التغيير هو الاستمرار في تحقيق شعار الحياة الكريمة والحريّة والديمقراطية وإعادة بناء الدولة الحديثة التي يحلم بها كل المصريين وضحوا بدمائهم من اجل ذلك ويتحملون كل شىء من اجل تحقيق هذا الحلم. Wagdyzeineldeen@ yahoo. Com