وزير التعليم العالي: تجهيز الجامعات الأهلية بأحدث الوسائط التعليمية والمعامل    «المحامين» تعلن بدء الإضراب العام الأربعاء المقبل بعد تصويت الجمعية العمومية    رسميًا بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 23-6-2025 في البنوك    غلق وتشميع 8 محلات مخالفة في حملة مكبرة ب العاشر من رمضان    احتفالية " Egypt Car of the Year Award" في دورتها الخامسة عشرة تؤكد ريادتها إقليميًا ودوليًا    "محلية النواب" توافق على منحة بقيمة 7.5 مليون دولار لإنشاء مركز محاكاة للتدريب    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    محافظ المنوفية يلتقى يتيمتين من ذوى الهمم ويوجه بإيداعهما دار كبار بلا مأوى    أبو الغيط يدين الهجمات الإيرانية على قاعدة أمريكية في قطر    قبل مباراة إنتر ميامي وبالميراس.. ميسي يمطر شباك الفرق البرازيلية بالأهداف    تحذيرات من حالة الطقس في مباراة تشيلسي والترجى التونسي    7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم    محلل أداء الأهلي السابق: ريبيرو يختلف تمامًا عن كولر    حريق بمخلفات في المنطقة الصناعية بطريق المطار بالغردقة    إصابة 7 أشخاص في حادث انقلاب تروسيكل بالمنيا    ضبط مركز علاج طبيعي غير مرخص يديره أخصائي علاج طبيعي وينتحل صفة طبيب جلدية وتجميل بسوهاج    الهلال في كأس العالم للأندية.. محمد حسن علوان فاز بالبوكر عن "موت صغير"    خبير: إيران فى مأزق الرد.. ونتنياهو يجرّ الشرق الأوسط إلى مواجهات خطيرة    أسامة عباس: دخلت التمثيل بالصدفة.. وكنت أمارس المحاماة في البداية (فيديو)    جريدة مسرحنا تفتح ملف آمال المسرحيين وتتابع أبرز عروض الموسم في عددها الجديد    جامعة القاهرة: إدراج 3 مجلات علمية فى تصنيف كلاريفيت يعكس قوة البحث العلمى    مجمع البحوث الإسلامية في اليوم الدولي للأرامل: إنصافهن واجب ديني لا يحتمل التأجيل    هل من حق الزوجة معرفة مرتب الزوج؟.. أمينة الفتوى تُجيب    الرعاية الصحية تطلق الفيديو الخامس من حملة «دكتور شامل» لتسليط الضوء على خدماتها لغير المصريين    الدكتور خالد عبدالغفار: مصر حريصة على ترسيخ شراكات أفريقية مستدامة في المجال الصحي    الكنيسة تنظم قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي زفتى وريف المحلة الكبرى    تركيا تبرم اتفاقية مع الأونروا لاستضافة مكتب تمثيلي للوكالة بأنقرة    أزمة في ليفربول بسبب محمد صلاح    تأجيل محاكمة 35 متهمًا في قضية "شبكة تمويل الإرهاب الإعلامي" إلى 26 يوليو    طائرتان تابعتان لسلاح الجو الألماني تقلان 190 مواطنًا من إسرائيل    وزير الخارجية الفرنسي يطالب بضرورة وقف الهجمات على إيران منعًا للتصعيد    "حقوق إنسان النواب" تطالب بتعزيز استقلالية المجلس القومي وتنفيذ توصيات المراجعة الدولية    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 5 أشخاص مرتبطين ببشار الأسد    صندوق النقد: مخاطر أوسع على النمو العالمي بعد الضربات الأمريكية لإيران    اعتراضا على رفع رسوم التقاضي.. وقفة احتجاجية لمحامي دمياط    الخميس 26 يونيو إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص    فيلم "المشروع X" يواصل التألق 117 مليون جنيه في 5 أسابيع    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    وظائف شاغرة في الهيئة العامة للأبنية التعليمية    سامو زين يستعد لبطولة فيلم رومانسي جديد نهاية العام | خاص    فى ذكرى ميلاده ال 85، أمل دنقل رائد شعر الرفض وهذه أبرز قصائده عن فلسطين    مصرع عامل وإصابة اثنين آخرين في انفجار غلاية مصنع منظفات بأسيوط    انتهاء رفع أنقاض "عقار شبرا المنهار".. ولا ضحايا حتى الآن | فيديو وصور    ما هي سبب بداية العام الهجري بشهر المحرم؟.. المفتي السابق يجيب    السيسي يُعلن تدشين مقر جديد للمكاتب الأممية الإقليمية بالعاصمة الجديدة    حوار - جوزيه يتحدث عن غضبه من مدير الكرة بالأهلي وعروض الزمالك.. ورأيه في كأس العالم للأندية    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الوادي الجديد فرص الاستثمار في المخلفات    تناول هذه الأطعمة- تخلصك من الألم والالتهابات    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    وزير التعليم العالي يضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    أمريكا تُحذر من مظاهرات مناهضة للولايات المتحدة في الخارج    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    احتفاء رياضى باليوم الأوليمبى فى حضور وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم البيومي غانم
لا توجد ثورة مجانية وما يحدث طبيعي في المرحلة الانتقالية
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 12 - 2011

عام مضي علي الثورة وحلم إسقاط النظام يبدو بعيد المنال.. دماء الثوار مازالت تسيل.. أرواح تزهق وعيون تفقأ وجرائم مازالت ترتكب لإهدار الكرامة وجرح الإنسانية والكبرياء. مازالت الأصوات الثائرة تطالب في عزيمة.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية كرامة إنسانية.. ومازالت الأيادي الفاسدة تحاول تكميم الأفواه وإزهاق روح الثورة والثوار.. المخاض لا يزال عسيرا وحلم الثورة لم يكتمل يبدو المشهد مأزوما.. لكن علي العكس تماما يراه الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية مشهدا طبيعيا هو سمة كل مرحلة انتقالية تقود البلد من حالة إلي أخري.. فليست هناك ثورة مجانية.. فلكل ثورة ثمن أن يدفع.. ولكل ثورة ضحاياها وتكلفتها.. لكن في النهاية سيتحقق الهدف.. فليس هناك مع إرادة الشعب مستحيل.
❊ عام مضي وثلاث موجات من الثورة دفع ثمنها مئات الشهداء وآلاف الضحايا والمفقودين كم من الدماء نقدمها حتي تتحقق أهداف الثورة؟!
لكل ثورة ضحاياها ولها أيضا تكلفتها.. فليست هناك ثورة بلا ثمن يقدم لها وليست هناك ثورة مجانية.. وبالطبع الثمن غال فكل نقطة دم تسال وكل روح لا تقدر بثمن.. لكن علينا أن ندرك أننا نمر بمرحلة انتقال من نظام استبدادي فاسد وفاشل إلي مرحلة جديدة ونظام جديد ديمقراطي حر يحترم حقوق الإنسان.
هذه المرحلة الانتقالية تمر بعدة مراحل وغالبا ما تصاحبها أوجاع التحول من حالة إلي أخري.. هذه الأوجاع طبيعية وتمر بها كل الثورات علي مدار التاريخ وباختلاف الدول التي وقعت فيها.. وهذه الأوجاع لا يمكن تفاديها.. لكن إحساسنا بالألم لا يجب أن يحملنا إلي الشعور باليأس أو التشاءم.
❊ أي أمل تتحدث عنه وأهداف الثورة لم تتحقق بعد؟!
كل الصعوبات التي تواجهنا لا يجب أن تدفعنا لليأس من عدم تحقيق أهداف الثورة إذا فهمنا ما يحدث في إطاره الطبيعي.. صحيح أن الأمل كان يحدونا ألا نصل لهذه الدرجة وكنا نحلم في تفادي العراقيل التي تواجهنا لكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر.. والواقع يشير إلي أن هناك خسائر يجب علينا تحملها حتي تمر المرحلة الانتقالية بسلام.
❊ وهل يمكن أن تمر بسلام وسط هذه الأجواء العاصفة؟!
ما يطمئنني أن أهداف الثورة اكتملت في نفوس المصريين علي المستوي النفسي والوجداني والعقلي.. الكل يعيش حالة ثورية تتطلع إلي إنجاز الهدف علي أرض الواقع.. صحيح أننا لم نصل بعد لمرحلة نشعر فيها أننا نجحنا في تحقيق كل الأهداف.. فمازلنا نمر بحالة ثورية يمكن وصفها بأنها أكثر من حركة احتجاج وأقل من ثورة كاملة.. لكنها في طريقها للاكتمال والتحقق.. وإن كان الأمر يحتاج إلي قدر من الصبر والتعقل والتوافق والتفاؤل أيضا.
❊ تتحدث عن حالة ثورية يعيشها الشعب بينما الواقع يشير إلي أن هذا الشعب نفسه تملل سريعا من الثوار وضاق بسرعة من الثورة؟!
من هم هؤلاء الثوار الذين تملل الشعب منهم.. فهل كل من لديه وجهة نظر أو رأي أو مطلب هو ثوري.. في رأيي أن المشهد يكشف عن وجود مجموعة من المعتصمين يغلقون ميدان التحرير ويعطلون حركة السير.. فهل هؤلاء ثوار.. هل الثوار من يرهنون مستقبل مصر علي وجهات نظرهم.. بصراحة أنا لا أري أي فائدة من تكرار المليونيات والاعتصامات في فترة حرجة وضيقة كهذه فتكرارها من شأنه فتح مجال للطعن في مصداقية المعتصمين المنظمين لها.
❊ لكن حق التظاهر مكفول للجميع وإيمان هؤلاء المعتصمين بالمليونيات كأداة للضغط والتغيير أثبت نجاحه ووجهة نظرهم هذه يجب احترامها؟!
بالطبع علينا احترام وجهة نظر الجميع.. وحق التظاهر والتعبير عن الرأي مكفول للجميع.. فهو حق إنساني وقانوني ودستوري.. وهذا ليس محل خلاف.. لكن الخلاف حول الطريقة التي يدير بها هؤلاء اعتصامهم والوقت والمكان الذي يقررون فيه ذلك.. ففي كل دول العالم هناك نظام عام يضبط المظاهرات والاحتجاجات.. فهناك مكان عام محدد للاعتصام وهناك طريقة محددة.. فإذا كان من حق المتظاهر الاعتصام فمن حق السلطة تحديد المكان وتحميل المعتصمين مسئولية تأمينه.. أيضا من المهم تحديد مجموعة من المسئولين عن هذا الاعتصام ليتم التفاوض معهم.. فلابد من وجود رأس وهدف وبرنامج عمل لهؤلاء.
❊ لكننا أمام ثورة قامت واتخذت من التحرير مكانا لها؟!
الثورة قامت وأسقطت النظام.. وهناك برنامج زمني تعهد به من تولوا السلطة لتحقيق أهداف الثورة.
❊ لكن الثورة لم تسقط سوي رأس النظام فقط فكيف نطالب المعتصمين بالتخلي عن الميدان قبل تحقيق الهدف بإسقاط النظام كله في الوقت الذي لا تلوح فيه تحركات جدية تطمئنهم علي ذلك؟
إسقاط النظام هدف كبير يحتاج لوقت لتحقيقه.. لكننا خطونا خطوات هامة علي الطريق من خلال إجراء الانتخابات فهذا في رأيي هو المسار الصحيح لتحقيق أهداف الثرة.. وإن كان لايلغي أيضا حق الآخرين في تبني مسارات أخري.
لكن الأحداث المتلاحقة حولنا ابتداء من ماسبيرو ومروا بمحمد مجمود وانتهاء بمجلس الوزراء تشير إلي أن الهدف الرئيسي لهؤلاء المعتصمين هو قطع وتخريب المسار الانتخابي والانتقال السلمي للسلطة.. علي هؤلاء أن يعوا جيدا أن مطالبهم ورؤاهم مشروعة لكن عليهم أيضا إدراك أن هناك أكثر من طريقة لتحقيقها.
❊❊ لكنهم لايرون في الانتخابات المسار الصحيح وهذا حقهم!
هم يرون أنه لايحقق أهداف الثورة وعلينا احترام وجهة نظرهم وقناعتهم تلك لكن عليهم أيضا احترام آراء الآخرين التي تختلف معهم.. ربما يكون من الأفضل لهم النضال لإقناع الآخرين بوجهة نظرهم تلك.. عليهم العمل علي نشر أفكارهم وكسب تعاطف وتأييد الرأي العام.. لكن الواقع يشير إلي أن الأغلبية فضلت طريق الانتخابات وإلا لكانوا قاطعوها، علي هؤلاء إذن احترام إرادة الآخرين.
❊❊ الاحتكام لرأي الأغلبية في رأيي ليس معيارا سليما تماما بدليل أن هذه الأغلبية لم تكن مؤيدة للثورة في بدايتها!
أنت تعقدين مقارنة في مواقف لاوجه للشبه بينها علي الإطلاق.. فكيف نقارن بين ثورة وبين تبعات مرحلة انتقالية.
❊❊ هي موجات صاخبة من الثورة لايمكن إغفالها؟
هي موجات ارتدادية وتداعيات فعل ثورية محتاجة لترشيد وروية وتعقل.
❊❊ ومحتاجة أيضا لتوافق القوي السياسية أليس كذلك؟ ألا تري أن تطاحن هذه القوي لعب دورا أيضا في تأزم الوضع الآن!!
لهذا التطاحن الذي تتحدثين عنه أسباب عميقة في الوعي السياسي لدي التيارات السياسية وفي المصالح المتضاربة، فهناك قوي تشعر أنها أصبحت مهددة وهناك نخب ذات توجهات معينة تشعر أنها انكشفت وافتضح أمرها. وأعني هنا التيارات اليسارية والليبرالية والعلمانية التي كانت متمكنة بدرجة أو بأخري في ظل النظام السابق في مؤسسات الإعلام والثقافة والجامعات وأيضا في الحزب الوطني .. أغلب هؤلاء خاصة أساتذة الجامعات كانوا يعملون في قلب لجنة السياسات.. عندما سقط النظام شعر هؤلاء بالخوف علي مواقعهم بعدما انكشفت مواقفهم المهترئة.
ولم يجد هؤلاء مفرا من المقاومة سوي بالهجوم علي التيار الإسلامي خاصة بعد نجاحه في الجولة الأولي من الانتخابات واستمر الهجوم مع الجولة الثانية .. لكن ماحدث أن المصريين ترجموا هذا الهجوم بشكل عكسي وآثروا التصويت لصالح حزب الحرية والعدالة وحزب النور.. الرسالة هنا واضحة أن هؤلاء الليبراليين واليساريين لم ينجحوا في خلق قواعد شعبية بل كانوا مفصولين عن تلك القواعد، فشعروا أن وصايتهم علي الشعب انتهت وزالت لكنهم مازالوا مصرين علي الهجوم واستكمال معاركهم ضد التيار الإسلامي.
❊❊ ربما للصورة وجه آخر يمكن قراءته بشعور الليبراليين واليساريين أن التيار الإسلامي خذل الثورة وتخلي عن الميدان والدليل عدم مشاركته في مليونية رد الشرف والاعتبار الأخيرة؟!
شاهدت كملايين غيري المشاهد التي أثارت البعض لكني لم أقتنع بجدية وصدقية الصور.. هي ليست مفبركة ولا أشكك في صحتها وإنما في الفعل نفسه.. رغم اختلافي مع المستشارة تهاني الجبالي إلا أنني متفق معها في تحليلها لما حدث في كثير من المواقف بأنه خطأ فردي لايجب تحميله علي المؤسسة العسكرية كلها.
❊❊ هو ليس خطأ وفي رأيي أنه خطيئة من الصعب السكوت عليها؟! وكان من الأولي علي التيار الإسلامي التقدم في الصفوف الأولي لمليونية رد الشرف!؟
أعتقد أن هناك اتجاها لجر التيار الإسلامي لهذه المليونيات وأتعجب من المنطق الغريب الذي يتم فيه الحكم علي مواقف التيار الإسلامي فعندما يتقدم صفوف المليونيات يصفون تحركه باستعراض القوة والعضلات وعندما يحجم عن المشاركة يتمهونه بالانسحاب.. هم يريدونه منقادا لهم بينما هو يشعر أنه في وضع القائد.
❊❊ وضعه كقائد كما تصفه يفرض عليه مسئولية أكبر لحماية الثورة وليس العكس؟!
هذا كلام صحيح وأظن أنه يمارس ذلك بشجاعة وحكمة وتعقل لحماية الثورة .. وأذكرك هنا بموقف الإخوان في 18 نوفمبر عندما خرجوا في مليونية رفعوا فيها شعارات تطالب المجلس العسكري بتحديد جدول زمني والبدء في الانتخابات البرلمانية وتحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.. نجحت المليونية لكن بعدها بدأت المناكفات والأعمال التي تصب في اتجاه عرقلة المسار الانتخابي وجر البلاد إلي أحداث لاتحمد عقباها.. حدث ذلك في محمد محمود ثم تكرر نفس السيناريو في أحداث مجلس الوزراء.
❊❊ لكن خروج الإخوان كان يهدف في المقام الأول إسقاط وثيقة السلمي رفضا لأي محاولة تنال من رغبتهم في الهيمنة علي العملية السياسية وفي مقدمتها اللجنة التأسيسية لوضع الدستور!!
أختلف معك فمطالب الإخوان في هذه المليونية كانت واضحة وهي تحديد جدول زمني لتسليم السلطة وضبط مراحل العملية الانتخابية.
❊❊ تحرك الإخوان يبدو دائما مشوبا بالانتهازية السياسية.. ومواقفهم لاتصب فقط إلا فيما يحقق هدفهم للوصول للسلطة!
هذا ليس عيبا فهدف الوصول للسلطة حق مشروع لكل حزب وفصيل سياسي طبقا للدستور.
❊❊ لكن بأي طريقة يتحقق الهدف وهل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة يدخل في هذا الإطار؟
هم لايحققون هدفهم بأي طريقة.. فالطريق الذي اختاروه هو صندوق الانتخابات وهي طريقة شرعية إنسانية قانونية ودستورية.
وفي رأيي أن تحرك الإخوان ومواقفهم يتسم بالرصانة وليس من المنطق أن نسم القوي الكبيرة التي تتعقل في تحركاتها بأنها تمارس الانتهازية السياسية.. وأتساءل هل لو استجاب الإخوان لرأي الأقلية وقتها سنصف مواقفهم بالوطنية؟! هذا الكلام يؤدي إلي أن نجعل إرادة المجتمع مرهونة لمجموعة من أصحاب الآراء المخالفة للتيار الإسلامي .. هذه المجموعة من حقها التعبير عن رأيها لكن يبقي في النهاية الاحتكام للإرادة الشعبية هو الفيصل بين هذه المجموعة وبين التيار الإسلامي.. وأعتقد أن الشعب المصري لايقبل وصاية من أحد ولايقبل أن يكون قاصرا.. لكن للأسف يمارس هؤلاء السياسة بعقلية إقصائية استعلائية علي الشعب.
❊❊ أراك غير مؤيد للاعتصامات لكن كيف لها أن تهدأ والثورة لم تحقق بعد أهدافها!
عندما نتحدث عن أهداف بعيدة المدي للثورة مثل تحقيق العدالة الاجتماعية وتحديد الأجور وغيرها من الأهداف الكبري فالأمر يتطلب سنوات وليس بين يوم وليلة.
❊❊ وماذا عن محاكمة رؤوس الفساد وماذا عن المجرمين الذين قتلوا الشهداء وقنصوا عيون الثوار؟
لنبدأ بمحاكمة رؤوس النظام السابق وأتفق معك أننا كنا في حاجة لمحاكمات عسكرية سريعة وناجزة وأعتقد أنه لو تم إعدام أربعة أو خمسة من هذه الرؤوس لاستقامت الأوضاع.. لكن ماحدث أن الثورة أخطأت ودعينا نعترف بذلك عندما اختارت بنفسها محاكمة الفاسدين من خلال المحاكم العادية وليست العسكرية والاستثنائية، والكل يعلم أن القضاء الطبيعي يحتاج إلي وقت ونفس طويل حتي صدور الأحكام والتي أتوقع في النهاية أنها ستكون مفاجأة للرأي العام ومن شأنها إحداث بلبلة كبيرة لأنها ستأتي صادمة وغير متوقعة.
❊❊ تتوقع إذن ألا تكون العقوبات مشددة!
بالطبع لن تكون وليس من المستبعد البراءة.
❊❊ وهل يمكن تدارك الأمر بالدعوة للمحاكمة العسكرية؟
لايجوز فنحن ارتضينا محاكمة هؤلاء أمام المحاكم الطبيعية من البداية وهو خطأ ارتكبته الثورة لكن للأسف من الصعب الآن تداركه، والغريب أن يتم محاكمة الفاسدين أمام القضاء الطبيعي بينما يحاكم النشطاء والثوار أمام القضاء العسكري.
❊❊ نضيف بكلماتك سببا آخر للتشاؤم.. فهل ثمة حل لتقديم الفاسدين للمحاكمة العسكرية؟
فات أوان ذلك.
❊❊ هل تعتقد أنه لو قدم مبارك للمحاكمة العسكرية كان القضاء العسكري سيحكم بادانته؟!
كان بالطبع سيحكم عليه.
❊❊ بمناسبة العسكر كيف تقيم أداء المجلس العسكري الذي دفع الكثيرين للظنون والشك في مصداقيته لحماية الثورة!؟
أداء المجلس العسكري يعكس حالة الارتباك الذي عليها.. واتهام البعض لهم بالتواطؤ ربما يدفع في اتجاه التساؤل عن مدي وجود صندوق أسود داخل المجلس.
❊❊ ماذا تعني بالصندوق الأسود!!
أعني أن هناك سوء نوايا ومخططات غير وطنية ولا ديمقراطية وإنما هي سلطوية وديكتاتورية.. هذا مايمكن أن يحمله الصندوق الأسود.. لكنني لا أعتقد في وجود هذا الصندوق بل وأشك في وجوده.. وفي رأيي أن أداء المجلس العسكري يعكس ارتباكا يقوده أحيانا للفشل وأحيانا للعجز وأحيانا أخري يقوده للنجاح.
❊❊ أي نجاح تتحدث عنه؟!
الانتخابات هي أحد هذه النجاحات.
❊❊ وكيف تقرأ تصريحاتهم عن مؤامرة متوقعة في ذكري الثورة الأولي ألا تراها تسريبة لنية مبيتة للإجهاز علي الثورة نهائيا؟
من الواضح أن هناك أكثر من جهة تفكر في القضاء علي الثورة نهائيا في 25 يناير القادم وهذا شيء مؤكد ودلائل كثيرة تشير إليه، والسؤال هنا ماهي هذه الجهات هل هي داخل المجلس العسكري أم داخل الحكومة أم من الأحزاب أم من ميدان التحرير؟! وهل هي من داخل مصر فقط أم من الخارج أيضا؟!
وأعتقد أن هذه الجهات تضم بعض المنظمات السياسية وبعض الأحزاب الفاشلة وبعض قوي الفلول وبعضا من عناصر جهاز أمن الدولة ورجال الأعمال الطفيليين الذين أتاحت الثورة لهم كل ما ما يدخل في إطار الدولة العميقة.
❊❊ ماذا تعني بالدولة العميقة؟!
هي الأجهزة الأمنية القديمة بكل مؤسساتها وكذلك بعض المؤسسات الإعلامية.. هذه العناصر التي تشكل الدولة العميقة وتحاول فرض وصايتها علي المجتمع المصري وتعيد إنتاج سلطتها بشكل جديد.. هذه القوي مستعدة للتحالف مع أي جهة لتساعدها علي تحقيق هدفها لإحهاض الإنجاز الرئيسي الأبرز الذي حققه المجلس العسكري وهو الانتخابات والتي تعد أول انتخابات تتم بإشراف قضائي كامل وشفافية ونزاهة. وهو مالم يرض فلول النظام السابق وأركان الدولة العميقة فتعمدوا إلي إسالة الدماء في محمد محمود وقصر العيني لتلطيخ وجه الثورة.
❊❊ وما هو المطلوب من القوي السياسية؟
أن تتعقل وتغلب المصلحة الوطنية.
❊❊ ومن الثوار في ميدان التحرير؟!
هناك ثلاث نوعيات في ميدان التحرير الآن هناك مجموعة من الثوار الأطهار الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وهناك مجموعة من أهالي وأسر الشهداء والجرحي وهناك مجموعة ثالثة من البلطجة والمندسين الذين استغلوا المناخ الذي هيأه الثوار ليقوموا بأعمال البلطجة، والمطلوب من المعتصمين الأبرياء الثوريين تقدير ظروف المرحلة الانتقالية والتحلي بقدر من الصبر حتي تنتهي هذه المرحلة بسلام حتي لايعطوا لخصومهم الفرصة لطعن الثورة وتشويهها.. عليهم إعادة تشكيل صفوفهم بشكل منظم بعيدا عن العشوائية حتي يتحقق هدفهم وحتي لايساهموا في تشويه الثورة وتلطيخ وجهها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.