أخبار مصر اليوم: الوطنية للانتخابات تحدد موعد الطعن على نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ.. كليات تقبل من 55% لطلاب المرحلة الثالثة.. والأرصاد تعلن درجات الحرارة غدا    محافظ الإسماعيلية يشهد منتدى الإسماعيلية الاقتصادي الأول للغرف التجارية (صور)    سقوط شهيد ومصابين في قصف إسرائيلي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة    عماد متعب: الأهلي كان سيئا وليس في أفضل حالاته    5 معلومات عن GPT-5 من "OpenAI"    إصابة 3 أشخاص في حريق مفاجئ بعدد من المحلات والباكيات بشبرا الخيمة    في أول أيام الترشيح ل"القراء"، حشاد يتقدم بأوراقه على مقعد النقيب و28 للعضوية    لميس الحديدي تكشف تفاصيل جديدة عن الحالة الصحية لأنغام    مركز الثقافة السينمائية يحتفي ب'وفاء النيل' بندوة وعرض فيلم يوثق بناء السد العالي    نجوم الفن يؤدون واجب العزاء في سيد صادق.. شاهد    محمود سعد يكشف أخر تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام    إيران ترحب بتوصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق سلام    الهيئة الوطنية للانتخابات: 14 أغسطس آخر موعد ل الطعن على نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ    قائمة منتخب مصر لخوض بطولة الأفروباسكت 2025    محافظ الإسماعيلية يشهد منتدى الإسماعيلية الاقتصادي الأول للغرف التجارية    مرموش وهالاند يقودان هجوم مانشستر سيتي أمام باليرمو وديا    مراسل الحياة: زوار مهرجان العلمين سعداء بجمال الأجواء وحلاوة حفل تامر عاشور    اللواء أيمن عبد المحسن: نتنياهو يعمل على إبعاد نفسه عن المسائلة    تعرف على جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 "الدور الثاني"    ضجيج بلا طحين!    كبار القادة العسكريين يعارضون خطة نتنياهو.. رئيس أركان جيش الاحتلال: جنودنا مرهقون.. وجاهزيتهم متراجعة بعد عامين من القتال المتواصل    شراكة جديدة بين محافظة المنيا والهيئة القبطية الإنجيلية لدعم الأسر الأولى بالرعاية    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    فضل صلاة قيام الليل.. تعرف عليه    يسري جبر: «الباءة» ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    أمين الفتوى يوضح حكم قراءة القرآن والتسبيح دون حجاب    «وداعا سليمان العبيد».. محمد صلاح يشارك تعزية يويفا في وفاة «بيليه فلسطين»    تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. توقعات كليات ومعاهد تقبل من 55% وحتى 50% أدبي    ضبط تشكيل «بياضة وطوبسية» بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بالدقهلية    ترخيص 817 مركبة كهربائية خلال يوليو الماضي ..المركز الأول ل بى واى دى    الموز والتمر- أيهما أفضل لسكري الدم؟    ب"فستان أنيق".. أحدث ظهور ل نرمين الفقي والجمهور يغازلها (صور)    رئيس لبنان: دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدرا وستبقى منارة تضيء طريق النضال    شيخ الأزهر يلتقى عدد من الطلاب ويستذكر معهم تجربته فى حفظ القرآن الكريم فى "كُتَّاب القرية"    «المستلزمات الطبية» تبحث الاثنين المقبل أزمة مديونية هيئة الشراء الموحد    بدءا من الغد وحتى الخميس، أمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق    حبس مزارع وشقيقته تسببا في وفاة زوجته بالشرقية    وزير المالية: حريصون على الاستغلال الأمثل للموارد والأصول المملوكة للدولة    محافظة الجيزة: أنشطة وبرامج مراكز الشباب من 10 إلى 15 أغسطس 2025    نائب رئيس هيئة الكتاب: الاحتفال باليوم العالمي لمحبي القراءة دعوة للثقافة    الصحة: إجراء 1350 تدخلا قلبيا دقيقا ومعقدا «مجانًا» بمستشفى الشيخ زايد    الصحة: إحلال وتجديد 185 ماكينة غسيل كلوي    تتبقى 3 أيام.. «الضرائب» تعلن موعد انتهاء مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبية المقررة    رغم الغضب الدولى ضد إسرائيل.. قوات الاحتلال تواصل قتل الفلسطينيين فى غزة.. عدد الضحايا يقترب من 62 ألف شخصا والمصابين نحو 153 ألف آخرين.. سوء التغذية والمجاعة تحاصر أطفال القطاع وتحصد أرواح 212 شهيدا    أخبار الطقس في الإمارات.. صحو إلى غائم جزئي مع أمطار محتملة شرقًا وجنوبًا    برلماني: موقف مصر ضد احتلال غزة رفض تام وحاسم لسياسات الإبادة والتجويع    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بالشكاوى المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة    ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    ما هو الصبر الجميل الذي أمر الله به؟.. يسري جبر يجيب    موعد قرعة دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية والقنوات الناقلة    خلال استقباله وزير خارجية تركيا.. الرئيس السيسى يؤكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة.. التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكرى لغزة وضرورة وقف إطلاق النار ورفض تهجير الفلسطينيين    تعرف على موعد فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة    «100 يوم صحة» قدمت 37 مليون خدمة طبية مجانية خلال 24 يوما    مكتب التنسيق الإلكتروني بجامعة العريش يستقبل طلاب المرحلة الثانية    غرفة العمليات الرئيسة بتعليم الدقهلية تتابع سير امتحانات الدور الثاني الإعدادية والدبلومات    الكوكي: فوز مهم أمام الاتحاد وشخصية المصري كانت كلمة السر في حصد النقاط الثلاث    علي معلول: جاءتني عروض من أوروبا قبل الأهلي ولم أنقطع عن متابعة الصفاقسي    «قعدتوا تتريقوا ولسة».. رسالة نارية من خالد الغندور بعد فوز الزمالك على سيراميكا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم البيومي غانم
لا توجد ثورة مجانية وما يحدث طبيعي في المرحلة الانتقالية
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 12 - 2011

عام مضي علي الثورة وحلم إسقاط النظام يبدو بعيد المنال.. دماء الثوار مازالت تسيل.. أرواح تزهق وعيون تفقأ وجرائم مازالت ترتكب لإهدار الكرامة وجرح الإنسانية والكبرياء. مازالت الأصوات الثائرة تطالب في عزيمة.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية كرامة إنسانية.. ومازالت الأيادي الفاسدة تحاول تكميم الأفواه وإزهاق روح الثورة والثوار.. المخاض لا يزال عسيرا وحلم الثورة لم يكتمل يبدو المشهد مأزوما.. لكن علي العكس تماما يراه الدكتور إبراهيم البيومي غانم أستاذ العلوم السياسية مشهدا طبيعيا هو سمة كل مرحلة انتقالية تقود البلد من حالة إلي أخري.. فليست هناك ثورة مجانية.. فلكل ثورة ثمن أن يدفع.. ولكل ثورة ضحاياها وتكلفتها.. لكن في النهاية سيتحقق الهدف.. فليس هناك مع إرادة الشعب مستحيل.
❊ عام مضي وثلاث موجات من الثورة دفع ثمنها مئات الشهداء وآلاف الضحايا والمفقودين كم من الدماء نقدمها حتي تتحقق أهداف الثورة؟!
لكل ثورة ضحاياها ولها أيضا تكلفتها.. فليست هناك ثورة بلا ثمن يقدم لها وليست هناك ثورة مجانية.. وبالطبع الثمن غال فكل نقطة دم تسال وكل روح لا تقدر بثمن.. لكن علينا أن ندرك أننا نمر بمرحلة انتقال من نظام استبدادي فاسد وفاشل إلي مرحلة جديدة ونظام جديد ديمقراطي حر يحترم حقوق الإنسان.
هذه المرحلة الانتقالية تمر بعدة مراحل وغالبا ما تصاحبها أوجاع التحول من حالة إلي أخري.. هذه الأوجاع طبيعية وتمر بها كل الثورات علي مدار التاريخ وباختلاف الدول التي وقعت فيها.. وهذه الأوجاع لا يمكن تفاديها.. لكن إحساسنا بالألم لا يجب أن يحملنا إلي الشعور باليأس أو التشاءم.
❊ أي أمل تتحدث عنه وأهداف الثورة لم تتحقق بعد؟!
كل الصعوبات التي تواجهنا لا يجب أن تدفعنا لليأس من عدم تحقيق أهداف الثورة إذا فهمنا ما يحدث في إطاره الطبيعي.. صحيح أن الأمل كان يحدونا ألا نصل لهذه الدرجة وكنا نحلم في تفادي العراقيل التي تواجهنا لكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر.. والواقع يشير إلي أن هناك خسائر يجب علينا تحملها حتي تمر المرحلة الانتقالية بسلام.
❊ وهل يمكن أن تمر بسلام وسط هذه الأجواء العاصفة؟!
ما يطمئنني أن أهداف الثورة اكتملت في نفوس المصريين علي المستوي النفسي والوجداني والعقلي.. الكل يعيش حالة ثورية تتطلع إلي إنجاز الهدف علي أرض الواقع.. صحيح أننا لم نصل بعد لمرحلة نشعر فيها أننا نجحنا في تحقيق كل الأهداف.. فمازلنا نمر بحالة ثورية يمكن وصفها بأنها أكثر من حركة احتجاج وأقل من ثورة كاملة.. لكنها في طريقها للاكتمال والتحقق.. وإن كان الأمر يحتاج إلي قدر من الصبر والتعقل والتوافق والتفاؤل أيضا.
❊ تتحدث عن حالة ثورية يعيشها الشعب بينما الواقع يشير إلي أن هذا الشعب نفسه تملل سريعا من الثوار وضاق بسرعة من الثورة؟!
من هم هؤلاء الثوار الذين تملل الشعب منهم.. فهل كل من لديه وجهة نظر أو رأي أو مطلب هو ثوري.. في رأيي أن المشهد يكشف عن وجود مجموعة من المعتصمين يغلقون ميدان التحرير ويعطلون حركة السير.. فهل هؤلاء ثوار.. هل الثوار من يرهنون مستقبل مصر علي وجهات نظرهم.. بصراحة أنا لا أري أي فائدة من تكرار المليونيات والاعتصامات في فترة حرجة وضيقة كهذه فتكرارها من شأنه فتح مجال للطعن في مصداقية المعتصمين المنظمين لها.
❊ لكن حق التظاهر مكفول للجميع وإيمان هؤلاء المعتصمين بالمليونيات كأداة للضغط والتغيير أثبت نجاحه ووجهة نظرهم هذه يجب احترامها؟!
بالطبع علينا احترام وجهة نظر الجميع.. وحق التظاهر والتعبير عن الرأي مكفول للجميع.. فهو حق إنساني وقانوني ودستوري.. وهذا ليس محل خلاف.. لكن الخلاف حول الطريقة التي يدير بها هؤلاء اعتصامهم والوقت والمكان الذي يقررون فيه ذلك.. ففي كل دول العالم هناك نظام عام يضبط المظاهرات والاحتجاجات.. فهناك مكان عام محدد للاعتصام وهناك طريقة محددة.. فإذا كان من حق المتظاهر الاعتصام فمن حق السلطة تحديد المكان وتحميل المعتصمين مسئولية تأمينه.. أيضا من المهم تحديد مجموعة من المسئولين عن هذا الاعتصام ليتم التفاوض معهم.. فلابد من وجود رأس وهدف وبرنامج عمل لهؤلاء.
❊ لكننا أمام ثورة قامت واتخذت من التحرير مكانا لها؟!
الثورة قامت وأسقطت النظام.. وهناك برنامج زمني تعهد به من تولوا السلطة لتحقيق أهداف الثورة.
❊ لكن الثورة لم تسقط سوي رأس النظام فقط فكيف نطالب المعتصمين بالتخلي عن الميدان قبل تحقيق الهدف بإسقاط النظام كله في الوقت الذي لا تلوح فيه تحركات جدية تطمئنهم علي ذلك؟
إسقاط النظام هدف كبير يحتاج لوقت لتحقيقه.. لكننا خطونا خطوات هامة علي الطريق من خلال إجراء الانتخابات فهذا في رأيي هو المسار الصحيح لتحقيق أهداف الثرة.. وإن كان لايلغي أيضا حق الآخرين في تبني مسارات أخري.
لكن الأحداث المتلاحقة حولنا ابتداء من ماسبيرو ومروا بمحمد مجمود وانتهاء بمجلس الوزراء تشير إلي أن الهدف الرئيسي لهؤلاء المعتصمين هو قطع وتخريب المسار الانتخابي والانتقال السلمي للسلطة.. علي هؤلاء أن يعوا جيدا أن مطالبهم ورؤاهم مشروعة لكن عليهم أيضا إدراك أن هناك أكثر من طريقة لتحقيقها.
❊❊ لكنهم لايرون في الانتخابات المسار الصحيح وهذا حقهم!
هم يرون أنه لايحقق أهداف الثورة وعلينا احترام وجهة نظرهم وقناعتهم تلك لكن عليهم أيضا احترام آراء الآخرين التي تختلف معهم.. ربما يكون من الأفضل لهم النضال لإقناع الآخرين بوجهة نظرهم تلك.. عليهم العمل علي نشر أفكارهم وكسب تعاطف وتأييد الرأي العام.. لكن الواقع يشير إلي أن الأغلبية فضلت طريق الانتخابات وإلا لكانوا قاطعوها، علي هؤلاء إذن احترام إرادة الآخرين.
❊❊ الاحتكام لرأي الأغلبية في رأيي ليس معيارا سليما تماما بدليل أن هذه الأغلبية لم تكن مؤيدة للثورة في بدايتها!
أنت تعقدين مقارنة في مواقف لاوجه للشبه بينها علي الإطلاق.. فكيف نقارن بين ثورة وبين تبعات مرحلة انتقالية.
❊❊ هي موجات صاخبة من الثورة لايمكن إغفالها؟
هي موجات ارتدادية وتداعيات فعل ثورية محتاجة لترشيد وروية وتعقل.
❊❊ ومحتاجة أيضا لتوافق القوي السياسية أليس كذلك؟ ألا تري أن تطاحن هذه القوي لعب دورا أيضا في تأزم الوضع الآن!!
لهذا التطاحن الذي تتحدثين عنه أسباب عميقة في الوعي السياسي لدي التيارات السياسية وفي المصالح المتضاربة، فهناك قوي تشعر أنها أصبحت مهددة وهناك نخب ذات توجهات معينة تشعر أنها انكشفت وافتضح أمرها. وأعني هنا التيارات اليسارية والليبرالية والعلمانية التي كانت متمكنة بدرجة أو بأخري في ظل النظام السابق في مؤسسات الإعلام والثقافة والجامعات وأيضا في الحزب الوطني .. أغلب هؤلاء خاصة أساتذة الجامعات كانوا يعملون في قلب لجنة السياسات.. عندما سقط النظام شعر هؤلاء بالخوف علي مواقعهم بعدما انكشفت مواقفهم المهترئة.
ولم يجد هؤلاء مفرا من المقاومة سوي بالهجوم علي التيار الإسلامي خاصة بعد نجاحه في الجولة الأولي من الانتخابات واستمر الهجوم مع الجولة الثانية .. لكن ماحدث أن المصريين ترجموا هذا الهجوم بشكل عكسي وآثروا التصويت لصالح حزب الحرية والعدالة وحزب النور.. الرسالة هنا واضحة أن هؤلاء الليبراليين واليساريين لم ينجحوا في خلق قواعد شعبية بل كانوا مفصولين عن تلك القواعد، فشعروا أن وصايتهم علي الشعب انتهت وزالت لكنهم مازالوا مصرين علي الهجوم واستكمال معاركهم ضد التيار الإسلامي.
❊❊ ربما للصورة وجه آخر يمكن قراءته بشعور الليبراليين واليساريين أن التيار الإسلامي خذل الثورة وتخلي عن الميدان والدليل عدم مشاركته في مليونية رد الشرف والاعتبار الأخيرة؟!
شاهدت كملايين غيري المشاهد التي أثارت البعض لكني لم أقتنع بجدية وصدقية الصور.. هي ليست مفبركة ولا أشكك في صحتها وإنما في الفعل نفسه.. رغم اختلافي مع المستشارة تهاني الجبالي إلا أنني متفق معها في تحليلها لما حدث في كثير من المواقف بأنه خطأ فردي لايجب تحميله علي المؤسسة العسكرية كلها.
❊❊ هو ليس خطأ وفي رأيي أنه خطيئة من الصعب السكوت عليها؟! وكان من الأولي علي التيار الإسلامي التقدم في الصفوف الأولي لمليونية رد الشرف!؟
أعتقد أن هناك اتجاها لجر التيار الإسلامي لهذه المليونيات وأتعجب من المنطق الغريب الذي يتم فيه الحكم علي مواقف التيار الإسلامي فعندما يتقدم صفوف المليونيات يصفون تحركه باستعراض القوة والعضلات وعندما يحجم عن المشاركة يتمهونه بالانسحاب.. هم يريدونه منقادا لهم بينما هو يشعر أنه في وضع القائد.
❊❊ وضعه كقائد كما تصفه يفرض عليه مسئولية أكبر لحماية الثورة وليس العكس؟!
هذا كلام صحيح وأظن أنه يمارس ذلك بشجاعة وحكمة وتعقل لحماية الثورة .. وأذكرك هنا بموقف الإخوان في 18 نوفمبر عندما خرجوا في مليونية رفعوا فيها شعارات تطالب المجلس العسكري بتحديد جدول زمني والبدء في الانتخابات البرلمانية وتحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.. نجحت المليونية لكن بعدها بدأت المناكفات والأعمال التي تصب في اتجاه عرقلة المسار الانتخابي وجر البلاد إلي أحداث لاتحمد عقباها.. حدث ذلك في محمد محمود ثم تكرر نفس السيناريو في أحداث مجلس الوزراء.
❊❊ لكن خروج الإخوان كان يهدف في المقام الأول إسقاط وثيقة السلمي رفضا لأي محاولة تنال من رغبتهم في الهيمنة علي العملية السياسية وفي مقدمتها اللجنة التأسيسية لوضع الدستور!!
أختلف معك فمطالب الإخوان في هذه المليونية كانت واضحة وهي تحديد جدول زمني لتسليم السلطة وضبط مراحل العملية الانتخابية.
❊❊ تحرك الإخوان يبدو دائما مشوبا بالانتهازية السياسية.. ومواقفهم لاتصب فقط إلا فيما يحقق هدفهم للوصول للسلطة!
هذا ليس عيبا فهدف الوصول للسلطة حق مشروع لكل حزب وفصيل سياسي طبقا للدستور.
❊❊ لكن بأي طريقة يتحقق الهدف وهل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة يدخل في هذا الإطار؟
هم لايحققون هدفهم بأي طريقة.. فالطريق الذي اختاروه هو صندوق الانتخابات وهي طريقة شرعية إنسانية قانونية ودستورية.
وفي رأيي أن تحرك الإخوان ومواقفهم يتسم بالرصانة وليس من المنطق أن نسم القوي الكبيرة التي تتعقل في تحركاتها بأنها تمارس الانتهازية السياسية.. وأتساءل هل لو استجاب الإخوان لرأي الأقلية وقتها سنصف مواقفهم بالوطنية؟! هذا الكلام يؤدي إلي أن نجعل إرادة المجتمع مرهونة لمجموعة من أصحاب الآراء المخالفة للتيار الإسلامي .. هذه المجموعة من حقها التعبير عن رأيها لكن يبقي في النهاية الاحتكام للإرادة الشعبية هو الفيصل بين هذه المجموعة وبين التيار الإسلامي.. وأعتقد أن الشعب المصري لايقبل وصاية من أحد ولايقبل أن يكون قاصرا.. لكن للأسف يمارس هؤلاء السياسة بعقلية إقصائية استعلائية علي الشعب.
❊❊ أراك غير مؤيد للاعتصامات لكن كيف لها أن تهدأ والثورة لم تحقق بعد أهدافها!
عندما نتحدث عن أهداف بعيدة المدي للثورة مثل تحقيق العدالة الاجتماعية وتحديد الأجور وغيرها من الأهداف الكبري فالأمر يتطلب سنوات وليس بين يوم وليلة.
❊❊ وماذا عن محاكمة رؤوس الفساد وماذا عن المجرمين الذين قتلوا الشهداء وقنصوا عيون الثوار؟
لنبدأ بمحاكمة رؤوس النظام السابق وأتفق معك أننا كنا في حاجة لمحاكمات عسكرية سريعة وناجزة وأعتقد أنه لو تم إعدام أربعة أو خمسة من هذه الرؤوس لاستقامت الأوضاع.. لكن ماحدث أن الثورة أخطأت ودعينا نعترف بذلك عندما اختارت بنفسها محاكمة الفاسدين من خلال المحاكم العادية وليست العسكرية والاستثنائية، والكل يعلم أن القضاء الطبيعي يحتاج إلي وقت ونفس طويل حتي صدور الأحكام والتي أتوقع في النهاية أنها ستكون مفاجأة للرأي العام ومن شأنها إحداث بلبلة كبيرة لأنها ستأتي صادمة وغير متوقعة.
❊❊ تتوقع إذن ألا تكون العقوبات مشددة!
بالطبع لن تكون وليس من المستبعد البراءة.
❊❊ وهل يمكن تدارك الأمر بالدعوة للمحاكمة العسكرية؟
لايجوز فنحن ارتضينا محاكمة هؤلاء أمام المحاكم الطبيعية من البداية وهو خطأ ارتكبته الثورة لكن للأسف من الصعب الآن تداركه، والغريب أن يتم محاكمة الفاسدين أمام القضاء الطبيعي بينما يحاكم النشطاء والثوار أمام القضاء العسكري.
❊❊ نضيف بكلماتك سببا آخر للتشاؤم.. فهل ثمة حل لتقديم الفاسدين للمحاكمة العسكرية؟
فات أوان ذلك.
❊❊ هل تعتقد أنه لو قدم مبارك للمحاكمة العسكرية كان القضاء العسكري سيحكم بادانته؟!
كان بالطبع سيحكم عليه.
❊❊ بمناسبة العسكر كيف تقيم أداء المجلس العسكري الذي دفع الكثيرين للظنون والشك في مصداقيته لحماية الثورة!؟
أداء المجلس العسكري يعكس حالة الارتباك الذي عليها.. واتهام البعض لهم بالتواطؤ ربما يدفع في اتجاه التساؤل عن مدي وجود صندوق أسود داخل المجلس.
❊❊ ماذا تعني بالصندوق الأسود!!
أعني أن هناك سوء نوايا ومخططات غير وطنية ولا ديمقراطية وإنما هي سلطوية وديكتاتورية.. هذا مايمكن أن يحمله الصندوق الأسود.. لكنني لا أعتقد في وجود هذا الصندوق بل وأشك في وجوده.. وفي رأيي أن أداء المجلس العسكري يعكس ارتباكا يقوده أحيانا للفشل وأحيانا للعجز وأحيانا أخري يقوده للنجاح.
❊❊ أي نجاح تتحدث عنه؟!
الانتخابات هي أحد هذه النجاحات.
❊❊ وكيف تقرأ تصريحاتهم عن مؤامرة متوقعة في ذكري الثورة الأولي ألا تراها تسريبة لنية مبيتة للإجهاز علي الثورة نهائيا؟
من الواضح أن هناك أكثر من جهة تفكر في القضاء علي الثورة نهائيا في 25 يناير القادم وهذا شيء مؤكد ودلائل كثيرة تشير إليه، والسؤال هنا ماهي هذه الجهات هل هي داخل المجلس العسكري أم داخل الحكومة أم من الأحزاب أم من ميدان التحرير؟! وهل هي من داخل مصر فقط أم من الخارج أيضا؟!
وأعتقد أن هذه الجهات تضم بعض المنظمات السياسية وبعض الأحزاب الفاشلة وبعض قوي الفلول وبعضا من عناصر جهاز أمن الدولة ورجال الأعمال الطفيليين الذين أتاحت الثورة لهم كل ما ما يدخل في إطار الدولة العميقة.
❊❊ ماذا تعني بالدولة العميقة؟!
هي الأجهزة الأمنية القديمة بكل مؤسساتها وكذلك بعض المؤسسات الإعلامية.. هذه العناصر التي تشكل الدولة العميقة وتحاول فرض وصايتها علي المجتمع المصري وتعيد إنتاج سلطتها بشكل جديد.. هذه القوي مستعدة للتحالف مع أي جهة لتساعدها علي تحقيق هدفها لإحهاض الإنجاز الرئيسي الأبرز الذي حققه المجلس العسكري وهو الانتخابات والتي تعد أول انتخابات تتم بإشراف قضائي كامل وشفافية ونزاهة. وهو مالم يرض فلول النظام السابق وأركان الدولة العميقة فتعمدوا إلي إسالة الدماء في محمد محمود وقصر العيني لتلطيخ وجه الثورة.
❊❊ وما هو المطلوب من القوي السياسية؟
أن تتعقل وتغلب المصلحة الوطنية.
❊❊ ومن الثوار في ميدان التحرير؟!
هناك ثلاث نوعيات في ميدان التحرير الآن هناك مجموعة من الثوار الأطهار الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وهناك مجموعة من أهالي وأسر الشهداء والجرحي وهناك مجموعة ثالثة من البلطجة والمندسين الذين استغلوا المناخ الذي هيأه الثوار ليقوموا بأعمال البلطجة، والمطلوب من المعتصمين الأبرياء الثوريين تقدير ظروف المرحلة الانتقالية والتحلي بقدر من الصبر حتي تنتهي هذه المرحلة بسلام حتي لايعطوا لخصومهم الفرصة لطعن الثورة وتشويهها.. عليهم إعادة تشكيل صفوفهم بشكل منظم بعيدا عن العشوائية حتي يتحقق هدفهم وحتي لايساهموا في تشويه الثورة وتلطيخ وجهها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.