وصف الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، قرار الحكومة الإسرائيلية بالسعي للسيطرة الكاملة على قطاع غزة بأنه "خطوة خطيرة ومسؤولة"، مؤكدًا أن الأهداف المعلنة للقرار غير قابلة للتحقق عمليًا، وأن الدافع الحقيقي وراءه هو خدمة المصالح السياسية الشخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية. وأوضح اللواء عبد المحسن، خلال حواره ببرنامج "الحياة اليوم"، مع الاعلامية لبنى عسل، أن هذا القرار يأتي من "حكومة يمينية هي الأكثر تشددًا وتطرفًا في تاريخ إسرائيل"، والتي اعتادت اتخاذ قرارات "مفاجئة وعشوائية وغير مسؤولة"، وأشار إلى أن القرار الذي وافق عليه مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) لا يهدف فقط إلى احتلال القطاع، بل يسعى إلى إعادة تشكيل واقعه الديموغرافي والجغرافي. ولفت اللواء عبد المحسن، إلى أن القرار جاء بعد اجتماع عاصف للكابينت استمر 10 ساعات، شهد جدلًا حادًا بين المستوى السياسي من جهة، والمستويين الأمني والعسكري من جهة أخرى. وأكد أن وجهة النظر السياسية، التي تحركها "مصالح شخصية"، هي التي انتصرت في النهاية. واختتم تحليله بالتحذير من أن هذه الخطوة، التي تتم بغطاء "ضوء أخضر أمريكي"، هي جزء من مخطط أوسع يهدف إلى "تصفية القضية الفلسطينية"، ويتضمن ممارسات خطيرة تصل إلى "التطهير العرقي والتهجير القسري والإبادة الجماعية"، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد تكترث بردود الفعل الدولية أو التهديدات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ماضية في تنفيذ مخططها.