أخشى أن نكون فى سبيل ارتكاب جريمة فى حق مصر... جريمة تؤثر تأثيراً خطيراً على آخر خطوة لنا فى الطريق جريمة إجراء حركة محافظين هذه الأيام... سيبك من أنهم اختاروا 35 شخصية عامة رفضت الجهات الأمنية والرقابية منهم 18 شخصية!!. والباقى... أيضاً محل نظر!! وهذه الحكاية فى حد ذاتها كارثة!!!.... كارثة أن لا نجد فى مصر «المحروسة» أقل من ثلاثين شخصية قيادية تستطيع أن تحكم محافظة!!!! وربما كان هذا من كرم الله لكى نؤجل حكاية تغيير المحافظين فى أخطر وقت تمر به مصر الآن. بداية.... يجب أن يكون المحافظون منذ يوم إعلان موعد الاقتراع يكونوا قد بدأوا فى الاستعداد لأخطر انتخابات تخوضها مصر منذ عام 192.. أول مجلس نيابى انعقد فى مصر كان يوم 15مارس 1924 بعد صدور أول دستور يوم 19 إبريل 1923... الاستعداد للانتخابات «إدارياً» يجب أن يكون قد بدأ منذ أكثر من أسبوع... هذه الواحدة.... ثم هؤلاء المحافظون الموجودون حالياً هم أقدر الناس على معرفة الأعيان والعائلات الكبيرة والتيارات السياسية والأحوال الاجتماعية... المحافظون الحاليون أقدر ناس على إدارة انتخابات لها ظروف خاصة... يحاول أن يتسلل فيها بعض الفلول وبعض من يلبسون «طاقية الإخفاء» بتاعت عبدالمنعم إبراهيم لانعلمهم ولكن الله عز وجل والمحافظين يعرفونهم... ثم الأهم من هذا كله... أن بعد أول جلسة لمجلس النواب الجديد ستكون هناك وزارة جديدة طبقاً للدستور.... الوزارة الجديدة قد يكون لها رأى آخر فى المحافظين الجدد وتجرى حركة جديدة بعد أسابيع!!!! ونحن فى سباق مع الزمن.. فى عرض ساعة عمل!!! ثم فى النهاية... أحد الذين يعاونون القيادة ورئاسة الوزارة فى اختيار المحافظين هو أول من يجب استبعاده من منصبه... وهذه قصة مؤسفة أخرى. «...» بمناسبة أن هذه «جريدة الوفد» سأروى لكم قصة «وفدية» قديمة.. بعض أبطالها مازالوا أحياء عام 1942... كانت وزارة الوفد أول وزارة تخصص وزارة للمحافظات وكان اسمها زمان «المديريات»... وكان معظم إن لم يكن كل مديرى المديريات حاصلين على لقب الباشوية... وكانت الوزارة اسمها «وزارة الشئون البلدية والقروية» أول وزير كان إبراهيم باشا فرج... وأيام الهجرة الى الأرياف خلال الحرب العالمية الثانية «1939 1945» لاحظ الجميع فى «مديرية» المنوفية أن القرى كثرت وبدأ التفكير فى تحويل بعض القرى الى مراكز... وكانت «قرية» الشهداء وبها مسجد سيدى شبل من السلالة النبوية القريبة جداً وكان السادات حريصاً على الصلاة فيه باستمرار... كانت الشهداء تابعة لمركز الباجور فطلب المرحوم الشيخ أحمد أبوالفتح تحويلها الى مركز... ما ان علم حسين بك شعير وشقيقه حسن بك شعير أعيان «قرية» كفر عشما بذلك حتى تقدما بطلب تحويل كفر عشما الى مركز بدلاً من الشهداء... وكان آل شعير هما أخوال زينب هانم الوكيل زوجة النحاس باشا رئيس الوزراء.. استدعى النحاس باشا إبراهيم فرج وطلب منه أن يسافر الى المنوفية وعلى الطبيعة من يستحق تحويله الى مركز يصدر قراراً له فوراً... فآل شعير أخوال زوجته زينب هانم والشيخ ابوالفتح أول أستاذ شريعة فى مدرسة الحقوق العليا قبل تحويلها الى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول فى نفس الوقت ابنه محمود أبوالفتح صاحب جريدة «المصري» الناطقة بلسان الوفد... مطلوب العدالة بين الاثنين... منتهى العدالة.... اتصل ابراهيم فرج بالطرفين وطلب «غداء عمل» لهم ثلاثة.... اقترح حسين بك شعير ان يكون فى «المنزل الكبير» عند الشيخ ابوالفتح! أخلاقيات زمان الرائعة.... بعد الغداء قال ابراهيم فرج ان القرية التى سيكون بها مدرستان ابتدائى وثانوى ومستشفى ستكون هى المركز... هنا صاح حسين شعير بسرعة وقال مبروك على الشهداء... بها مدرسة ابتدائى وبها مستوصف ابوالفتح ممكن تحويله لمستشفى!!! وقد كان... هذه القصة درس لأحد المسئولين عن كيفية تكوين القرارات.... ولا أزيد... مؤقتاً.