وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام زيارته الناجحة للكويت اليوم ، دعوة الى جميع الدول العربية الشقيقة من أجل لم الشمل العربي، والاصطفاف في مواجهة التحديات العظيمة التي تواجهها المنطقة. قال السيسي في لقاء عقده مع الصحفيين والاعلاميين المصريين في مقر اقامته بقصر بيان الأميري : إن المنطقة العربية الآن في أضعف حالاتها ، وتعاني انكشافا واضحا في معادلة توازنها الاستراتيجي ، مؤكدا ان العرب قادرون بفضل الله وبتعاونهم وتكاملهم على استعادة قوتهم ومجابهة هذه التحديات. أضاف الرئيس ان مصر تتحرك الآن داخليا وخارجيا من أجل تحقيق هذا الهدف ، ولا تسعى الى قيادة أو زعامة ، لكنها توجه رسالة للعالم كله بأن مصر الدولة والمكانة قد عادت ، وتحتاج الى التحرك مع جميع الأشقاء في الكويت وغيرها من دول المنطقة التي سيزورها الرئيس خلال الأيام القادمة ، وكذلك باقي الدول العربية ، تأكيدا لهذا الهدف ، مشيرا الى أنه مازالت هناك الكثير من الملفات المفتوحة ، مثل قضية خطر الارهاب والأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها، وأنه لمس خلال زيارته الى الكويت تطابقا تاما وواضحا في وجهات النظر تجاه التعامل مع هذه الملفات، وكذلك في مجال التعاون الاقتصادي الذي نفتح آفاقه أما جميع المصريين والعرب والأجانب ، وليس أمام الكويتيين وحدهم. وكان الرئيس السيسي قد استهل اللقاء، بالتأكيد على دور الاعلام في المرحلة الصعبة التي تواجه مصر، ودعا الاعلاميين والصحفيين الى نبذ الفرقة والتشاحن والخلاف . وقال:" ان مصر تحتاج أن نعمل جميعا في سياق ان الاعلام قوة ضاربة حقيقية ذات دور مهم وكبير في إعادة اصطفاف المصريين في مواجهة الخطر الحقيقي الذي تواجهه مصر". وأضاف:" اننا نعول عليكم بشدة في إعادة لحمة نسيج الشعب المصري الذي يواجه محاولات خبيثة للعب على الطبيعة القبلية والطائفية لإثارة الفتن في المجتمع. وأكد الرئيس أن التاريخ سوف يكتب للاعلام المصري ان كان أحد أهم أسلحة التأمين والحماية والدفاع عن الأمن القومي خلال الفترات العصيبة التي مرت بها البلاد. وقال:"انني أقول ذلك باعتباره واقعا وليس مجاملة أو تطييب خاطر لأحد" ، مؤكدا أن الهدف الاستراتيجي الذي نتحرك في سياقه الآن هو الحفاظ على الدولة المصرية واستنهاض همم المصريين لاستعادة ثقتهم في بلدهم وأنفسهم . وقال:"اننا نحاول الآن أن نلملم مصر ونستعيد ثقة الشعب الذي عانى منذ سنين طويلة من مشاكل أثرت في وجدانه وهمته" مشيرا الى أنه حرص في تنفيذ مشروع حفر قناة السويس الثانية وفي مشروعات الطرق التي يتم تنفيذها الآن على ضغط المدد الزمنية التي يستغرقها تنفيذ هذه المشروعات ، تأكيدا لهذا النسق ، موضحا أن نسق عمل الدولة يختلف تماما عن نسق عمل الفرد من حيث التفكير وأساليب العمل والمدى الزمني والأهداف، ولا يجب على الدولة ان تفكر أو تعمل بنسق الفرد. وفي هذا السياق .. قال الرئيس :" اننا نعمل في كثير من الأمور والقضايا التي لا نتحدث عنها كثيرا حتى لا يشعر المواطن بالخوف أو اليأس .. ومن هذا القضايا على سبيل المثال قضية الانفجار السكاني التي تعد أخطر قضية على الاستقرار والتنمية ، لكن الدولة تقوم بالتعامل مع هذه القضية بشكل واقعي وجاد لكن مثل هذه الأمور لا أحب أن أتحدث فيها كثيرا بهدف الحفاظ على سياق استنهاض همم الناس واستعادة ثقتهم المفقودة في أنفسهم". وحول زيارته للكويت ونتائجها .. قال الرئيس السيسي : ان ممثلي أجهزة الاعلام الكويتي سألوني عما أريد أن أقوله للشعب الكويتي، فأجبت بأنني أقول لهم ربنا يحفظ بلدكم وخلوا بالكم منها" مضيفا : ان مصر أنقذها الله بفضله وبحب شعبها لها وخوفه عليها. وأضاف ان الكويت أكدت استعدادها لضخ استثمارات ضخمة في مصر، لكنهم يريدون الاطمئنان على سلامة المناخ الاستثماري . وكشف عن مستثمرين كويتيين أثاروا خلال لقائهم معه تساؤلات حول اشكالايات نقص الطاقة ومشاكل تسعيرها ، وحول ضمانات الخروج الآمن لاستثماراتهم وتحويل أرباح مشروعاتهم. وقال الرئيس : انني أكدت لهم اننا نعمل على حل المشكلات القائمة ، واننا في طريقنا للتعاقد مع الصين على استيراد محطات جاهزة لانتاج الكهرباء تضيف نحو 18 ألف ميجا وات للانتاج الكلي ، بينها نحو 4 آلاف ميجا وات في الصيف القادم ، في حالة موافقة الصين على توريدها مقابل قرض منسق طويل الأجل ، على ان نتمكن خلال فترة السماح من تحقيق تقدم في مجال تحسن الاقتصاد بما يسمح بسداد هذا القرض. وحول مسألة الخروج الآمن للاستثمارات وتحويل أرباح المشروعات ، قال الرئيس : إن الضمان هو أننا دولة مؤسسات ولسنا نظام حكم يتغير بتغير الأفراد ، فالمستثمر يتعاقد مع مصر وليس مع النظام ، وسبق لي أن قلت ذلك ، كما أنه لم يحدث أن أخلت مصر بالتزاماتها بتغير الأنظمة فيها. وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أسباب تأخر حركة المحافظين ، مؤكدا أن ذلك يرجع الى رغبته الدائمة في اختيار العناصر الأكفأ والأفضل من بين الشرفاء والنجباء وأصحاب الخبرات ، حتى ولو استغرق ذلك الكثير من الوقت. وأضاف أن من سيتم اختيارهم لا بد أن يحصلوا على الفرصة الكافية لاثبات نجاحهم. وردا على سؤال حول دعوته المؤسسات الدينية في مصر الى اعادة صياغة الخطاب الديني ، وضرورة ان يتم ذلك في اطار قرارات محددة يتم الزام هذه المؤسسات بها ، خاصة وأن هناك تيار داخل الأزهر الشريف يقاوم هذا الاتجاه الاصلاحي، أجاب الرئيس: ان الأزهر الشريف رمز ديني كبير لا يجب أن نهدمه ونحن نسعى للاصلاح. وأشار الى أن وزارة الاوقاف تحركت في هذا المجال بشكل أكثر فاعلية بحكم تركيبتها التنظيمية المختلفة عن الأزهر ، لكن ذلك لا يعني أن نهاجم الأزهر الشريف. وانه لن يفعل ذلك في اطار أمر او قرار، داعيا الى منح التجربة متسعا من الوقت من اجل تحقيق البناء والاصلاح والعمار ، لأن ليست هناك نوايا خبيثة أبدا وراء ذلك. وقال السيسي:"إنني لن أصدر مثل هذا القرار أبدا وعلى الجميع ان يعلم انني لست حاكما بمعنى كلمة الحاكم ، ولكنني واحد من المصريين واذا اعتبرتموني حاكما فذلك يعني ان هناك مشكلة كبيرة جدا". وكان الرئيس قد اختتم إمس لأخير لزيارته للكويت بتسجيل لقاء مع التليفزيون الكويتي والاعلاميين والصحفيين الكويتيين ، كما التقى بأعضاء مجلس الأعمال المصري الكويتي. و اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر على تشجيع الاستثمارات الكويتية وسعيها الى تذليل كل الصعوبات التي تواجه المستثمرين من خلال تسهيل الاجراءات والاعتماد على مبدأ "النافذة الواحدة" لكل الاعمال الادارية والمالية والفنية الخاصة بالمستثمرين. وقال الرئيس في لقائه مع المدير العام بالانابة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عبد الحميد ملك ورؤساء تحرير الصحف الكويتية ان مصر وضعت الية خاصة لانهاء الاجراءات الخاصة بالمشروعات التي يتقدم بها المستثمرون خلال ايام معدودة بهدف جعلها بيئة جاذبة للاستثمارات العربية والاجنبية. واشاد السيسي بالدور الكبير لامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في لم الشمل العربي وتعزيز العلاقات بين الدول العرب ية وازالة الخلافات التي تعكر صفو العلاقات العربية العربية. ونوه بالعلاقات "التاريخية والوثيقة" بين مصر والكويت التي تشهد تطورا عاما بعد اخر تلبية لتوجهات القيادتين في البلدين الشقيقين وانعكاسا لرغبات الشعبين في تعزيز مسيرة تلك العلاقات المتميزة بين الجانبين. وشدد على ضرورة ان تعمل جميع الجهات المعنية على ترسيخ العمل العربي المشترك وتعزيز التكاتف بين الدول العربية واعادة اللحمة بين الشعوب العربية لاسيما في المرحلة "الفارقة" التي يمر بها الوطن العربي حاليا. واعتبر الرئيس أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة العربية نظرا للدور المحوري الذي تؤديه مصر على الصعيد العربي والمكانة التي تحتلها عربيا واقليميا وعالميا. وقال ان مصر تولي اهمية كبيرة للمؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ المصرية في شهر مارس المقبل بهدف دعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات العربية والاجنبية اليها. واشار الى الدور المهم الذي تؤديه وسائل الاعلام المختلفة في تعزيز الاستقرار في الدول العربية داعيا الى جعل الاعلام اداة فاعلة ومهمة في احلال الامن والامان واشاعة الاستقرار في ربوع الوطن العربي. وشدد على اهمية دور الشباب في بناء مستقبل الدول العربية وتعزيز التطور والتنمية فيها داعيا الى الاهتمام بقضايا الشباب العربي وتحقيق متطلباتهم وتشجيعهم على العلم والمعرفة والاستفادة من امكاناتهم المتميزة وطاقاتهم الخلاقة في عملي البناء والاعمار. ورحب المدير العام بالانابة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ورؤساء تحرير الصحف الكويتية بزيارة الرئيس السيسي الى بلده الثاني الكويت التي تنطلق ايمانا من الكويت ومصر بان العالم العربي وحدة واحدة لا تتجزأ معتبرين ان تلك الزيارة ستسهم في تعزيز الامن والامان والاستقرار في الدول العربية. واشادوا بالتقدم الكبير الذي احرزته مصر خلال الاشهر الستة الاخيرة منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في بلاده معربين عن الامل في ان تحقق مصر النهضة المنشودة في عهده وتشهد تعزيزا للتنمية والاستقرار في ربوعها. و اشاد اعضاء مجلس العلاقات الكويتية المصرية بنتائج لقائهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدين ان اللقاء تمخض عن نتائج ايجابية تخدم مصالح البلدين والشعبين في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها اعضاء المجلس عقب لقائهم الرئيس ، وقال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر ان اللقاء مع الرئيس المصري كان "جميلا جدا استمعنا خلاله الى رؤيته حول العلاقات الخليجية المصرية والوضع الاقتصادي المصري". واعرب عن سعادته بزيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت لاول مرة منذ تقلده مهام الرئاسة متمنيا لجمهورية مصر الشقيقة قيادة وشعبا كل التقدم والازدهار. وذكر ان الجانبين الكويتي والمصري قاما اخيرا بانشاء مجلس العلاقات الكويتية المصرية استجابة لرغبة مشتركة طرحت خلال زيارة وزير التجارة والصناعة المصري منير فخري عبد النور الى الكويت قبل اسبوعين. واوضح الصقر "ان الرئيس السيسي رحب ترحيبا كبيرا بالمجلس الذي سيعنى بتعزيز علاقات التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية". وقال ان اعضاء المجلس سوف يلتقون الرئيس المصري على هامش مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في شهر مارس المقبل. ووصفت عضو مجلس العلاقات الكويتية المصرية وفاء القطامي اللقاء مع الرئيس السيسي بانه كان " مثمرا "و تم خلاله بحث عددا من المواضيع المتعلقة بالاستثمار في مصر وسبل فتح قنوات الاستثمار امام رجال الاعمال الكويتيين. واكدت ان "اللقاء مع الرئيس السيسي تركز كذلك على الوضع الاقتصادي والامني في مصر وكان اللقاء مشجعا على دخول المستثمرين الكويتيين الى السوق المصرية في ظل وجود رغبة مصرية بتغيير القوانين المعمول بها لصالح المستثمرين الكويتيين والعرب". وقال عضو مجلس العلاقات الكويتية المصرية فيصل المطوع ان اللقاء مع الرئيس السيسي كان "مميزا" تركزت المباحثات خلاله على القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.وواعرب عن الامل في ان " يعمل الرئيس المصري على معالجة جميع المشكلات الاقتصادية وان تنفتح مصر اقتصاديا على الاستثمار العربي والدولي ولاسيما الكويتي لان في ذلك فرصة لجذب كثير من الاموال". وقال المطوع ان "مصر بلد واعد وفيها فرص استثمارية ونتمنى ان تثمر زيارة الرئيس المصري الى الكويت عن نتائج موفقة".